نحن نظلم تاريخ العاشر من رمضان، حين تحل ذكرى نصرنا على إسرائيل بالتقويم الهجرى، رغم أن التقويم الهجرى يحمل مضامين ودلالات إيمانية وروحانية أكثر مما يحمله شهر أكتوبر فى التقويم الميلادى، وحدها القوات المسلحة تحتفل بهذا اليوم «10 رمضان»، على نحو استثنائى، لكن المدارس ووسائل الإعلام والصحف وبقية مؤسسات المجتمع لا تمنح للعاشر من رمضان، ولذكرى النصر هجريًا، نفس المستوى من الاهتمام الذى يحصل عليه التقويم الميلادى فى السادس من أكتوبر.
صحيح أن النصر ننسبه نحن إلى الشهر الميلادى فنقول «نصر أكتوبر»، غير أن نسبته لشهر رمضان تمنح هذا النصر معانٍ أكثر سموًا، وأعظم تأثيرًا، يجب أن تبقى كل الأجيال مخلصة لذكرى هذا اليوم حيث كان الجنود صائمين، وهم يعبرون القناة، وينبغى أن نستلهم الصبر والجهاد الدينى فى الصيام، ليتذكر المصريون جيلًا بعد جيل كيف جاهد المقاتل المصرى مرتين فى رمضان، جهاد بالطاعة فى الصيام، وجهاد بالدم فى سبيل الوطن، المعنى يختلف، والدلالات الإيمانية والوطنية يكون لها مذاق آخر حين يحل يوم العاشر من رمضان، نضال هؤلاء الصائمين وهم يزيحون الساتر الترابى بمدافع المياه، ثم يحطمون خط برليف حصنا وراء حصن فى أعظم شهور العام فى الإسلام.
أدعو إلى الاحتفال مرتين فى الحقيقة بنفس المستوى، فى أكتوبر حيث الشهر الميلادى الذى ارتبط به نصر المصريين على أعدائهم، وفى شهر رمضان حيث تتجلى قوة المقاتل المصرى وقوة الشخصية المصرية وشموخها فى ميادين الطاعة لله تعالى صومًا وجهادًا على مر السنين.
أتمنى أن تهتم وزارة التربية والتعليم، ومؤسسات الإعلام المصرى، والمدارس والجامعات العامة والخاصة، والمواطنون فى كل مكان بذكرى العاشر من رمضان بنفس الاهتمام بذكرى أكتوبر، لكل القيم والمعانى التى أشرت إليها، وتذكروا أن إسرائيل لا تزال تسمى هذا اليوم باسم عيد «يوم كيبور» أى أن التقويم اليهودى هو التأريخ الذى يستندون إليه هنا، رغم ذكرى مرارة الهزيمة فى قلوبهم، ومن باب أولى أن يكون احتفالنا هنا فى شهر رمضان بانتصار يحمل ذكرى وطنية وذكرى دينية وإيمانية فى وقت واحد.
وكل سنة والقوات المسلحة المصرية منتصرة بإذن الله.
وكل سنة وجنود مصر هم الأعلون بإذن.
وكل ذكرى 10 رمضان وأنتم طيبين.
مصر من وراء القصد