تحاك المؤامرات من كل صوب وحدب بالجمهورية العربية السورية، فى محاولات دائمة ومستميتة من قوى الشر فى المنطقة لهدم الدولة السورية وإسقاط نظام حكمها برئاسة بشار الأسد، وتتكاتف كل من إسرائيل وقطر وتركيا مسخرين كل جهودهم وإمكانياتهم لتحقيق هدف واحد وهو إسقاط الدولة السورية وتقسيمها ما يسهل الأمر عليهم لنهب ثرواتها والسيطرة على أجزاء من أراضيها لصالحهم سواء بشكل مباشر أو عن طريق الجماعات الإرهابية التى يمولونها.
وفيما تتآمر قوى الشر لتنفيذ مؤامرات زعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتن فى دول الشرق الأوسط، سعيًا وراء هدفهم الأسمى وهو الوصول إلى مرحلة فرض السيادة الإقليمية على المنطقة، تبوء كل هذه المحاولات بالفشل وتتوالى الاخفاقات الوحدة تلو الأخرى، بل ويفتضح أمرهم أمام المجتمع الدولى، الذى يتحقق من ضلوع تلك الدول فى دعم ورعاية وتمويل الجماعات الإرهابية فى المنطقة.
أنفاق جنوب دمشق
جانب من الأنفاق فى سوريا
إسرائيل تقصف سوريا بذريعة التواجد الإيرانى على أراضيها
والبداية هنا من إسرائيل أحد أضلاع محور الشر فى منطقة الشرق الأوسط، فدولة الاحتلال لا تتوقف عن تنفيذ الأعمال العدائية ضد سوريا، حيث تعددت ضرباتها الجوية على الحدود السورية والتى امتدت مؤخرًا لتطال بعض المناطق والقواعد العسكرية فى الداخل السورى، متذرعة فى ذلك بوجود قوات إيرانية تهدد الأمن القومى الإسرائيلى، وظل الأمر هكذا حتى تمكنت الدفاعات السورية من إسقاط طائرة إسرائيلية طراز "إف 16" خلال أحدى طلعاتها الجوية داخل الأجواء السورية.
وإن كانت الغارات الجوية هى الجزء المعلن من السعى الإسرائيلى للإبقاء على الأوضاع مضطربة ومتوترة داخل سوريا، ما يساعد على إضعاف الدولة السورية والقضاء على أى محاولة لها لاستعادة هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967، إلا أن هناك جانب آخر غير معلن وهو الدعم الإسرائيلى للجماعات الإرهابية الفاعلة فى الحرب الأهلية التى تنهش فى جسد الجمهورية السورية.
أسلحة إسرائيلية الصنع
أعلام داعش فى الأنفاق
ضبط أسلحة وأدوية إسرائيلية مهربة للإرهابيين فى حمص السورية
ويتأكد تورط تل أبيب فى دعم الجماعات الإرهابية داخل سوريا، بعدما تمكنت وحدة من الجيش السورى، الأربعاء، من ضبط كميات كبيرة من الذخائر المتنوعة والأسلحة والأدوية إسرائيلية الصنع، كانت فى طريقها إلى المجموعات الإرهابية بريف حمص الشمالى.
وفى هذا الصدد، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أنه فى إطار عمليات الجيش السورى لقطع خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية وبناء على معلومات استخباراتية، نفذت إحدى الدوريات كمينًا على أحد المحاور المحتملة لتحرك الإرهابيين عبر البادية انطلاقًا من المنطقة الجنوبية تم خلاله ضبط شحنة كبيرة من الذخائر المتنوعة والأسلحة والأدوية إسرائيلية الصنع كانت متجهة إلى المجموعات الإرهابية بريف حمص، ويذكر هنا أن حمص تقع فى الجزء الجنوبى الغربى لسوريا، على الشريط المتاخم للحدود مع لبنان، والقريب للشريط الحدودى مع الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وأوضحت الوكالة، أنه من بين الأسلحة قواذف متنوعة، إلى جانب عدد كبير من القذائف مختلفة العيار ومئات من صناديق الذخيرة للرشاشات المتوسطة والبنادق الحربية وأدوية متنوعة إسرائيلية الصنع، فيما أفاد أحد القادة الميدانيين، بأنه خلال تقدم وحدات الجيش باتجاه أوكار الإرهابيين عثرت على شبكات من الأنفاق والخنادق المعقدة بعضها بعمق 25 مترا وعلى كمية من الذخيرة بعضها إسرائيلى وقنابل يدوية محلية الصنع، إضافة إلى مواد يعتقد أنها كيميائية وكمامات فى منطقتى الحجر الأسود والقدم.
وجاءت تلك المضبوطات فى ظل تضييق وحدات الجيش السورى الخناق على المجموعات الإرهابية المنتشرة جنوب دمشق بعد سيطرتها على أحياء الماذنية والقدم والعسالى والجورة، حيث أطبقت عليها من عدة محاور تمهيدًا للقضاء عليها وتطهير المنطقة، وتنفذ وحدات الجيش العربى السورى عمليات عسكرية مركزة لإنهاء الوجود الإرهابى بشكل كامل من جنوب دمشق ولاسيما فى منطقة الحجر الأسود، حيث طهرت مزارع الغربية بشكل كامل من الإرهابيين وسيطرت على منطقة الأعلاف وعدد من كتل الأبنية بالجهة الجنوبية الغربية من الحى.
أسلحة إسرائيلية الصنع
أعلام داعش فى الأنفاق
جانب من أنفاق الإرهابيين
الجزيرة القطرية تصور فيديوهات مفبركة لزعزعة الاستقرار فى سوريا
وبالانتقال إلى المحور الثانى حيث قطر، فإن الإمارة الراعية للإرهاب فى المنطقة لم تتخلف عن ممارسة دورها التخريبى فى سيناريو هدم الدولة السورية، فإلى جانب التمويل المادى المقدم من قبل الدوحة إلى الجماعات الإرهابية المقاتلة داخل سوريا، دفعت أيضًا بقناة الجزيرة "ذراعها الإعلامى" لبث سمومها إلى الرأى العام العالمى بهدف زعزعة الثقة فى النظام السورى من خلال تصوير المقاطع والأفلام المفبركة لمشاهد قصف مزيفة لتخدع العالم بأن القوات السورية تقتل المدنيين الأبرياء والأطفال.
وما يثبت تورط قطر فى تصوير الأفلام المفبركة للجماعات الإرهابية فى سوريا، هو عثور عناصر الهندسة السورية، خلال عمليات تمشيط المناطق المحررة فى الغوطة الشرقية من التنظيمات الإرهابية، على مركز إعلامى تابع لقناة "الجزيرة" القطرية، كما ضبطت أجهزة بث فضائى وتجهيزات فنية متكاملة وكاميرات فيديو وفوتوغرافيا وحواسيب وكميات كبيرة من أشرطة الفيديو والسيرفرات والطابعات، الأمر الذى يلصق بالقناة القطرية تهمة تحولها إلى منبر للتنظيمات الإرهابية لبث الأخبار الكاذبة والأفلام الدعائية من قبل رعاة الإرهاب ضد الشعب السورى.
أنفاق للإرهابيين جنوب دمشق
كاميرات قناة الجزيرة
تركيا تسيطر على شمال سوريا لنهب ثرواته
وبالوصول إلى أخر خيط رعاة الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا تركيا المتاخمة حدوديًا لشمال سوريا، نجد أن الدولة التركية هى الأخرى لم تتخلف عن اللحاق بأقرانها فى تنفيذ مخططات هدم ونهب ثروات الجارة دمشق، حيث نفذت هجمات مكثفة على مدينة عفرين السورية شمال البلاد، بدعوى تهديد القوات الكردية المتمركزة هنال، للأمن القومى التركى، حتى انتهى الأمر باستيلاء الجيش التركى ومقاتلون من المعارضة السورية موالون لأنقرة، فى 18 مارس الماضى، على عفرين بعد طرد مقاتلى وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن.
والعدوان التركى غير المبرر على المدينة الحدودية السورية، كشف عن وحشية القوات التركية التى استهدفت مدفعيتها المناطق السكنية لتقتل وتشرد آلاف السوريين الأكراد المقيمين فى عفرين، الذين اضطروا إلى الهرب من عملية سفك الدماء التى تورط فيها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لتحقيق أطماعه فى السيطرة على شمال سوريا ونهب ثرواته بمساعدة العناصر المسلحة السورية الموالية لأنقرة.
جانب من الأجهزة التابعة لقناة الجزيرة
إحدى مراسلى الجزيرة
الأجهزة التابعة للمركز الإعلامى بقناة الجزيرة
الحدود التركية ممر آمن للإرهابيين للعبور إلى سوريا
والسيطرة على الشمال السورى لا تجنى تركيا من ورائه نهب للثروات والخيرات فقط، بل يمثل أيضًا تأمينا للعناصر الإرهابية التى تستخدم الحدود التركية مع سوريا كممر أمن للعبور إلى الداخل السورى والانضمام للجماعات الإرهابية التى تقاتل فى مواجهة قوات الجيش السورى، حيث تغض القوات التركية نظرها عن مراقبة الحدود بما يسهل عبور العناصر الإرهابية إلى سوريا، الأمر الذى يؤجج حده الصراع والحرب الدائرة بين المسلحين والنظام السورى، وهو ما يسمح باستمرار السيطرة التركية على الأراضى السورية على الحدود ونهب ثرواتها.
وسبق أن أوضح إرهابى فرنسى من أصل مغربى يدعى "عادل بركى"، خلال محاكمته فى فرنسا، أمام محكمة باريس، فى مطلع شهر أبريل الماضى، أنه توجه إلى سوريا للمشاركة فى القتال عام 2013، ويكشف "بركى" البالغ من العمر 39 عامًا، تفاصيل رحلته عبر الحدود فى طريقه للقتال داخل سوريا، ويضيف أنه "كان يقيم حينها فى مدينة إيمارج الصغيرة القريبة من مدينة لونيل بجنوب فرنسا، التى كان يرتاد مسجدها ويختلط بالشباب المتطرفين، ومن ثم انتقل إلى تركيا التى كانت بوابته إلى سوريا، وفور وصوله إلى الأراضى التركية التحق بـ"عبد الكريم ب"، الذى تعرف عليه فى المسجد".
كاميرات التصويت والفيديو
أجهزة قناة الجزيرة
بعض الأجهزة التابعة للمركز الإعلامى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة