أم المساكين هى زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبدالله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث أشرف نساء العرب أصهارًا، وهى أخت أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها لأمّها.
والسيدة زينب بنت خزيمة- رضى الله عنها- أكرمها اللَّه عز وجل بالزواج من رسوله صلى الله عليه وسلم، وجعلها فى كنفه وإلى جواره، وكفى بها كرامة، وهى خامس أزواج النبى عليه الصلاة والسلام، وقد كانت قبل زواجها من النبى صلى الله عليه وسلم متزوجة من عبدالله بن جحش، الذى قُتل فى يوم أُحد، وقيل فى روايات إنّها كانت رضى الله عنها مُتزوّجة من الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيد بن الحارث، تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زواجه من أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضى الله عنها، وزوّجه إياها عمّها قبيصة بن عمرو الهلالى، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم كمهر لها، وقد كان ذلك فى شهر رمضان من السنّة الثالثة للهجرة.
كانت السيدة عائشة وحفصة أسبق من السيدة زينب فى دخول البيت النبوى الطاهر، ولكنها لم تشعر بالغيرة نحوهم، ولم تشغل بالها بالغيرة والمنافسة الدنيوية، فكانت تحب الخير، وتشعر بسعادة كبيرة فى العطف على المساكين والإحسان إليهم، لذا سميت بأم المساكين.
وقد كنيت بهذه الكنية فى الجاهلية، حيث عرفت واشتهرت بالإنفاق والكرم على الفقراء والمساكين، والعطف عليهم والرأفة بهم، وبعد دخولها الإسلام زاد حنانها وتصدقها عليهم، فكانت رضى الله عنها لا يأتيها دينار ولا درهم إلا أنفقته على الفقراء والمساكين، وعلى إطعامهم وكسوتهم. وذكر أنها كانت تبذل قصارى جهدها فى رعاية الأيتام والأرامل، وتفقد شؤونهم، ورعايتهم، وقضاء حوائجهم.
أقامت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر، وقيل فى رواية إنّها أقامت عنده شهرين أو ثلاثة، ثمّ توفّاها الله سبحانه وتعالى فى ربيع الآخر من السنة الرابعة للهجرة، وقد ذكر الإمام الواقدى كذلك أنّ عُمرها كان حينها ثلاثين سنة، صلَّى عليها النبى صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع فى شهر ربيع الآخر 4 هـ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين، ولم يمت منهن- أمهات المؤمنين- فى حياته غير خديجة بنت خويلد أم المؤمنين الأولى ومدفنها بالحجون فى مكة، وحينما توفيت تجددت أحزان النبى صلى الله عليه وسلم وتذكر بموتها موت خديجة- رضى الله عنها- سيدة نساء العالمين. رحم الله أمهاتنا أمهات المؤمنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة