روى الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، فى الحلقة الـ26 من برنامجه الإذاعى "ولا يوم من أيامه"، اليوم الإثنين، قصة دخول الكاتب الكبير جلال الدين الحمامصى إلى عالم الصحافة، وكيف أن والدته ضحت بأرضها التى باعتها لتحقيق حلم ابنها، ورغم فشل التجربة الاستثمارية له فى عالم الصحافة إلا أنه لم يتوقف وخاض تجربة أخرى حتى سار أحد مؤسسى وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، وصاحب مصطلح "الصحافة هى مهنة البحث عن المتاعب".
وقال الكاتب الصحفى خالد صلاح: "واحد من أهم الصحفيين المصريين نظراً لكتابته هو الأستاذ جلال الدين الحمامصى رحمه الله.. ده بقا الأستاذ اللى ترجم كل اللى حصل فى تاريخ الصحافة علشان يعلم الصحفيون الجدد إزاى يكتبوا خبر أو تحقيق أو مقال، وإيه والفرق بين الخبر والتحقيق والمقال والتقرير وخلافه.. كتب عشرات الكتب فى فنون العمل الصحفى درسناها كلنا عبر كل سنوات كلية الإعلام".
وأضاف خالد صلاح: "الحمامصى بقى مش من الناس اللى تربحوا من الصحافة.. لأ من الناس اللى صرفت على الصحافة.. تخيلوا الأستاذ جلال الدين الحمامصى دخل الصحافة إزاى؟.. السيدة الفاضلة والدته باعت أطيانه فى البلد علشان ابنها يبقى صحفى كبير، وعلشان ابنها يدخل إلى هذا العالم الذى يحبه ويعشقه طوال الوقت.. السيدة الفاضلة والدة الأستاذ جلال الدين الحمامصى قررت أنها تساعد ابنها فى حلمه.. وكان وقتها رموز العمل الصحفى هما التوأمين مصطفى أمين وعلى أمين.. جلال الدين الحمامصى ماكانش عنده فرصة، فالست والدته قررت أن تنشئ مجلة لابنها اسمها الأسبوع، وقامت بالدعم المالى الكلى لهذه المجلة، جابت المقر وشطبته وجهزته وساعدته فى كل المراحل كممول رئيسى من أموالها الخاصة، وخرجت المجلة للنور ولكنها للأسف لم تستطع منافسة التوأمين مصطفى وعلى أمين".
واستكمل رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، قائلاً: "الست قالت مبدهاش.. ولقيت إن مصطفى أمين وعلى أمين بيحدثوا المطابع بتاعة الأخبار وعاوزين يدخلوا استثمارات جديدة فى أخبار اليوم، فراحت على طول وقررت المشاركة فى هذه المهمة الاستثمارية فى الصحافة وشاركت مصطفى أمين وعلى أمين فى تمويل هذه المطابع، وكان الشرط إن جلال الدين الحمامصى يكون جزءا من هذه المنظومة الناجحة فى دار أخبار اليوم وقد كان.. جلال الدين الحمامصى معتمدش على الفلوس دى بس فى التمويل ده كان حلم كبير أن يكون واحدا من أهم الصحفيين فى مصر، وفعلاً تحقق له هذا الحلم، وصار واحدا من رموز دار أخبار اليوم".
وأوضح خالد صلاح: "الحمامصى فضل سنوات طويلة يكتب عموده الشهير دخان فى الهوا وهو اللى خد كل التجربة الصحفية فى دار أخبار اليوم، وقارنها بالتجارب الصحفية الأخرى اللى موجودة فى الأهرام ودار الهلال، وعمل مجموعة من الكتب فى فنون الخبر الصحفى وفنون الصحافة المصرية، وقدم للأجيال التالية فى الصحافة خلاصة هذه التجربة الكبيرة فى الأربعينيات والخمسينيات".
وأضاف الكاتب الصحفى خالد صلاح: "اللى أنت لازم تعرفه عن جلال الدين الحمامصى كمان إنه أول من شارك فى تأسيس وكالة الأنباء المصرية وكالة أنباء الشرق الأوسط.. هو واحد من أهم مؤسسى هذه الوكالة العظيمة واستثمر خبراته الطويلة فى فنون الخبر الصحفى اللى اتعلمها فى دار أخبار اليوم ليكون هو شريك مؤسس فى وكالة أنباء الشرق الأوسط، اللى سيطرت على صناعة الأخبار فى المنطقة العربية بالكامل لسنوات طويلة ولا تزال.. التجربة دى كبيرة جداً".
وتابع خالد صلاح حديثه: "دول صحفيين بذلوا وقتا كبيرا جداً وأموال كتيرة جداً من استثماراتهم الخاصة، ومن أموال عائلاتهم ليحصول على هذا المجد.. مجد إنك تكون صحفى كبير ماكانش حاجة هينة كفاح طويل.. كفاح بالعرق والتعب والمذاكرة وكفاح أيضا بالأموال والاستثمارات.. وكفاح أيضاً بمواجهة المتاعب طول الوقت.. جلال الدين الحمامصى هو أيضاً ساهم فى صك المصطلح هى أن الصحافة مهنة البحث عن المتاعب، وهى أشهر الكلمات المنسوبة إليه وإلى هذا الجيل حتى الآن".
واختمم الكاتب الصحفى حديثه قائلا: "جلال الدين الحمامصى اعتمد صحيح على استثمارات عائلته واعتمد على دعم من السيدة الفاضلة والدته، لكن ده يؤكد إزاى الجيل اللى فات كان بيحب الصحافة.. إزاى الجيل ده كان ينفق على الصحافة حتى من أمواله الخاصة من ميراثه وثروة عائلته وليس فقط جيل يريد أن يتربح من الصحافة بسبوبة هنا ولا هناك.. هذا الجيل يستحق أن نخلده ونذكر كل يوم قصة من قصصه العظيمة، ونقول لجلال الدين الحمامصى الذى دخل إلى عالم الصحافة من الاستثمارات الخاصة من عائلته ولا يوم من أيامك".
برنامج "ولا يوم من أيامه" الإذاعى لخالد صلاح يتناول المواقف الشخصية والخبطات الصحفية لجنرالات الصحافة، بداية من التوأمين على ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل ومحمد التابعى وأحمد رجب وموسى صبرى وغيرهم، وكواليس علاقتهم برجال السياسة والفن والثقافة.
ويركز خالد صلاح فى برنامجه الجديد على أهمية الصحافة فى تطور حركة التنوير، ودور كبار الكتاب فى تغيير وتشكيل الوعى العام المصرى فى الجوانب الاجتماعية والثقافية. ويأتى البرنامج برعاية شركة we للاتصالات، وهايد بارك، ويذاع يوميا فى الثالثة والنصف عصرا.