جاء من عروس الصعيد محامظة المنيا، مصطحبا معه زوجته طلبا للقمة العيش، إلى أن استقر به الحال قبل ما يقرب من ٧ سنوات، حارسا لأحد العقارات بمدينة البساتين، حيث خصص له سكان العقار حجرة صغيرة تؤويه وزوجته.
دأب عم رضا على العمل بجد ليلا نهارا يحرس العقار ويقضى هو وزوجته حاجات السكان من الأسواق، كانت الطاعة والأخلاق الحسنة أبرز سمات عم رضا، ما جعل حبه يدخل فى قلوب سكان العقار بل ويمتد هذا الحب لسكان العقارات المجاورة، وهو ما كشفه حزنهم عليه بعد مقتله برصاص الغدر على يد ٣ بلطجية أشقاء، إثر مشادة مع أحدهم وسكان العقار.
"اليوم السابع" انتقل إلى مكان مقتل عم رضا، هنا أمام العقار رقم ١٢ بشارع مرعى المتفرع من ميدان أبو عبده بحى البساتين، مازلت آثار دمائه أمام المنزل، غير أن أحد الأهالى أحضر كمية من الرمال لتغطيتها.
التقينا "إبراهيم" أحد سكان المنطقة، روى لنا فى بداية حديثه كيف أن عم عبده كان محبوبا من كل أهالى الشارع وكل أصحاب المحلات والسوبر الماركت وذلك بسبب احترامه الشديد، قائلا:"عم رضا عمل فى هذا العقار منذ ما يقرب من ٧ سنوات، وطوال هذه المدة لم نرى منه أى سوء على العكس كان لا يحتك بأحد وفى أوقات فراغه كنا نراه يجلس بمفرده أمام العقار"
ويتابع إبراهيم: "شاهدت الجزء الأول من الواقعة، وكان تقريبا عقب صلاة العشاء حيث فوجئت بالأهالى يلتفون حول لص ويعتدون عليه بالضرب فى مدخل العقار الذى يعمل به عم رضا، ولكن بعد أن اتضح أنه ليس بلص وإنما يدعى كريم وشقيق أحد السكان بالعقار المجاور ويدعى يحيى تركه الأهالى وظننا أن المشكلة انتهت على ذلك".
يلتقط طرف الحديث"بسام"، أحد أهالى الشارع قائلا:"بعد ذلك تجددت المشاجرة فى ساعة متأخرة من الليل، فقبيل الفجر بساعة تقريبا، سمعت صوت طلقات نارية، فهرولت أنا وأصدقائى لنرى أمامنا جثة عم رضا وقد انفصل جزء من رأسه عن جسده، وشاهدنا ٣ يقفون إلى جوار الجثة ويحذرون أى شخص من الاقتراب وثار الذعر بيننا وأخذنا نجرى"
وتابع "بسام":" لم يجرؤ أحد على الخروج من المنزل، لانهم كانوا يطلقون أعيرة من بندقية وفرد خرطوش فى الهواء بشكل عشوائى وبالفعل هناك عدد من الأهالى أصيب بطلقات خرطوش".
وعن سبب المشاجرة يؤكد، أنه علم بعد ذلك من السكان وعدد من شهود العيان أن كريم دخل إلى العقار وطرق الباب على أحد السكان ففتحت له فتاة وكان يبدو عليه أثار تعاطيه مخدرات، فأغلقت الباب فى وجهه وقالت ماذا تريد فقال لها عايز أخويا يحيى فصرخت واستغاثت بالسكان وصعد عم رضا حارس العقار وأخذوا يضربوه ظننا منهم أنه لص، إلى أن تبين أنه شقيق أحد سكان العقار المجاور والذى حضر وقال إنه شقيقه وإنه أخطأ فى رقم العقار.
فيما تروى زوجة حارس عقار مجاور شهادتها عن الحادث قائلة: "سمعت طلقات نارية فخرجت لأجد المتهمين يمسكون بأسلحة نارية، فهرولت بأطفالى إلى داخل العقار وأغلقت أبوابه، وفوجئت بعدها أن رضا مات".
وتضيف:"شقيق رضا يسكن فى نفس الشارع وحاول التدخل لإنقاذ شقيقه لكنه أصيب بطلقات فى يديه وقدمه"، مشيرة إلى أن رضا من محافظة المنيا ويعيش هنا هو وزوجته فقط، وليس لديه أبناء، وبعد الحادث جاء إخوته وأخذوا جثمانه ومتعلقاته وذهبوا به لمسقط رأسهم بالمنيا".
كان أهالى مدينة البساتين تمكنوا من الإمساك بثلاثة أشقاء عقب قتلهم خفير عقار بندقية خرطوش وإخطار القسم.
على الفور انتقل الرائد أحمد مصلح، معاون مباحث القسم، لمكان البلاغ وتم ضبط المتهمين وهم :"ك.ع" وشقيقه "ي" عامل زجاج، وشقيقه "ا" مسجل خطر.
وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة انتقاما من الحارس وسكان العقار الذين اعتدوا على شقيقهم الأول أمام العقار، تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة