كانت يوليو عظيمة بلا جدال، ومن ذا الذى ينكر عظمة الاستقلال ونهاية الاحتلال؟!..
وكان ناصر زعيما عظيما بلا جدال، ومن ذا الذى ينكر عظمة رجل وهب حياته لبلاده وعروبته؟!..
لكن ما الذى يتبقى هنا فى ذكرى ثورة عظيمة وزعيم عظيم؟.. تبقى لنا بعض الدروس..
1 - الجيش الذى يبنى ويزرع ويعمر الأرض فى الداخل أكثر مجداً وأنفع أثراً من هذا الجيش الذى يحارب بعيداً عن الحدود فى معارك لا شأن له بها ولا غاية تخدم تراب الوطن.
2 - الأيديولوجيا لا تطعم الفقراء، الفقراء يأكلون خبزاً لا وعوداً، وكبرياء الفقراء هو فى بيت بأربعة حوائط، لا فى زعامة تعلو ولا يعلى عليها.
3 - لا ترتمى فى أحضان قوة واحدة فى العالم، القوة الواحدة قد تحتكرك لخدمة مصالحها، لكن التوازن فى العلاقات الدولية، والانفتاح على القوى المختلفة يضمن لك استقلالا أكبر وقدرة أوسع على التأثير بين أمم الأرض.
4 - فكر جيداً قبل أن تغلق مضيقا بحرياً، واعلم أن الانتصار فى الحروب بقوة الفكر والتخطيط والتسليح، وليس بالخطابات السياسية ومغازلة عواطف الشعوب بالشعارات الحالمة.
5 - لا تؤمم شركات ومؤسسات اقتصادية ناجحة وأنت تعرف أنك لن تستطيع إدارتها، ولا تحارب الاستثمار الخاص، لأنك قد تحتاج إليه لاحقا فى مواجهة البطالة.
6 - لا تتخلص من الإقطاع الزراعى والإقطاعيين وتحصل على أملاكهم ثم تترك هؤلاء الذين حاربوا الإقطاع باسم مصالح الناس، وحقوق الفقراء، يتحولون لاحقا هم بأنفسهم إلى «القطط السمان».
7 - لا تفتت الأراضى الزراعية أبداً بملكيات صغيرة، سيخسر كبار الملاك الأرض وستخسر أنت ثرواتك الزراعية.
8 - لا تسب بلداً عربيا يشاركك اللغة والدين والأرض والغايات، قدرتك على تحقيق حلم العروبة ليس بإجبار الآخرين على أفكارك قسراً، ولكن بقدرتك على أن تكسب قلوب زملائك من زعماء الأمة العربية.
9 - لا تعلن جمهوريات متحدة، دون أن تخلق مصالح متحدة بين الشعوب، وأفكاراً متحدة بين قيادات هذه الشعوب.
10 - لن ترفع رأسك يا أخى إلا حين تكتمل البنية التحتية، ويصل الصرف الصحى إلى البيوت، وتبنى المدارس والمستشفيات بالعدد الذى يكفى الناس، لا تنفق مالاً على مجدٍ لا يحقق كرامة الناس أولاً.
والله أعلى وأعلم.
مصر من وراء القصد