جمعة مبارك الجنيبى سفير الإمارات بالقاهرة لـ«اليوم السابع»: مصر تحتفظ بمكانة خاصة فى قلب بن زايد ولديه رؤية راسخة أن البلدين كيان واحد.. مصر ستظل الركيزة الأساسية لمنظومة الأمن القومى العربى

الخميس، 09 أغسطس 2018 03:46 م
جمعة مبارك الجنيبى سفير الإمارات بالقاهرة لـ«اليوم السابع»: مصر تحتفظ بمكانة خاصة فى قلب بن زايد ولديه رؤية راسخة أن البلدين كيان واحد.. مصر ستظل الركيزة الأساسية لمنظومة الأمن القومى العربى جمعة مبارك الجنيبى سفير الإمارات بالقاهرة
حوار - مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- يجب التصدى لجماعة الحوثى ومحاولتهم الالتفاف على قرارات مجلس الأمن

 
استضافت القاهرة، أمس الأول الثلاثاء، قمة مصرية إماراتية، أكد خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عمق وخصوصية العلاقات الثنائية التى تجمع قيادة وشعبى البلدين، وأشاد الرئيس السيسى بالعلاقات الاستراتيجية الوطيدة التى تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكدا حرص مصر على مواصلة دفع أطر التعاون المشترك مع الإمارات فى شتى المجالات، ومؤكدا أن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تمثل نموذجا مثاليا للتعاون البناء بين الدول العربية، بما يعزز العمل العربى المشترك ويخدم مصالح الشعوب العربية.
 
 
كما أعرب الشيخ محمد بن زايد عن اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية التى تجمع بين الدولتين الشقيقتين، مؤكداً أن العلاقات المصرية الإماراتية تقوم على أسس من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والتضامن والعمل من أجل ترسيخ أمن واستقرار المنطقة ودفع التنمية الشاملة فى البلدان العربية، مشيراً فى هذا الإطار إلى ما تمثله مصر كركيزة أساسية لاستقرار وأمن المنطقة العربية.
 
وتناولت القمة سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، كما استعرضت آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكدا حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور المكثف للتصدى للتحديات التى تواجه الأمن القومى العربى، ورفض التدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية بما يهدد استقرار وأمن شعوبها، وأعرب الجانبان عن دعمهما لجهود التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تعانى منها المنطقة، مشددين على أهمية تضافر الجهود لدعم سيادة الدول على أراضيها، والحفاظ على وحدتها وتماسك مؤسساتها، وصون مقدرات شعوبها ومصالحها العليا. «اليوم السابع» التقت المهندس جمعة مبارك الجنيبى، سفير الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، الذى أكد أن القيادات الرشيدة فى البلدين على تواصل دائم وفى تشاور مستمر، لما تتمتع به العلاقة الوثيقة بينهما من صدق وارتياح وتطابق المنهج القائم على العمل المتواصل لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين ودفعها إلى مستويات أرفع من التعاون و التنسيق، وتوحيد الرؤى والمواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
 
وأشار الجنيبى إلى أن الجهد الإماراتى والمصرى يتمحور حول الدفع باتجاه حل الأزمات الراهنة سياسيًا وفقًا للرؤية القائمة على تمسك البلدين بضرورة الاحترام الكامل لسيادة الدول واستقلالها ووحدتها الوطنية، والرفض الكامل أيضًا لأية محاولات ساعية لتقسيمها وتفتيتها.
 

وإلى نص الحوار..

 

ما هى دلالات زيارة الشيخ محمد بن زايد للقاهرة خاصة فى هذا التوقيت التى تشهد فيه المنطقة العربية تطورات متلاحقة؟

النتيجة الطبيعية للعلاقات الاستراتيجية الراسخة بين الإمارات ومصر أن تجد القيادات الرشيدة فى البلدين على تواصل دائم وفى تشاور مستمر، لما تتمتع به العلاقة الوثيقة بينهما من صدق وارتياح وتطابق المنهج القائم على العمل المتواصل لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين ودفعها إلى مستويات أرفع من التعاون والتنسيق، وتوحيد الرؤى والمواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يحقق أهداف وتطلعات الشعبين الشقيقين فى التنمية والازدهار، وبما يعزز أسس الأمن والاستقرار فى المنطقة.
 
وساهمت التطورات المتلاحقة الراهنة بالمنطقة العربية فى الدفع بالمزيد من التشاور والتنسيق من أجل بناء موقف ثنائى موحد إزاء مختلف القضايا، حيث إن التطورات المتسارعة التى تشهدها المنطقة تستدعى مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين لبلورة مواقف وسياسات موحدة للتصدى للتحديات التى تواجهها المنطقة، بما يعزز الأمن القومى العربى، ويحقق التنمية والاستقرار لكل شعوب المنطقة، كما أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحتل  مصر مكانة خاصة فى قلبه، ولديه رؤية ثابتة وراسخة بأن الإمارات ومصر هما كيان واحد، وأن مصر كانت وستظل الركيزة الأساسية لمنظومة الأمن العربى والإقليمى، وأن قوتها من قوة العرب جميعاً.
 

هل تعتقد أن هناك تطابقا فى الرؤى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد آل نهيان تجاه مختلف القضايا العربية والتحديات الراهنة التى تواجه المنطقة؟

هناك علاقة أخوية وثيقة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس عبدالفتاح السيسى، كما أن لديهما حرصا على تعزيز وتطوير التعاون المشترك لما فيه خير وخدمة وصالح البلدين وصالح المنطقة العربية، ونتيجة لتلك العلاقة الأخوية والروابط الوثيقة بين الإمارات ومصر، فهناك تشابه يصل إلى حد التطابق فى التوجهات بين السياستين الإماراتية والمصرية تجاه قضايا المنطقة العربية والقضايا الإقليمية والدولية، وهناك تطلع نحو المستقبل من قبل قيادتى البلدين، كما أن هناك قضايا وتحديات عديدة تشترك فيها الإمارات ومصر مع أشقائهما العرب لابد من مواجهتها فى هذه الآونة خاصة الأوضاع فى فلسطين وسوريا وليبيا والتطورات الجارية فى اليمن، وقد أثمرت المباحثات التى أجريت عن بلورة موقف محدد تجاه تلك القضايا.
 

ما نتائج الزيارة التى قام بها الشيخ محمد بن زايد؟

بداية أود أن أشيد بالزيارة الناجحة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان والحفاوة البالغة التى استقبله بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى تؤكد عمق وقوة العلاقة الأخوية بين القيادتين، وقد تم بحث العلاقات الثنائية وسبل تنميتها ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وناقش الجانبان التعاون الثنائى فى مختلف المجالات السياسية والتنموية والاقتصادية والاستثمارية وسبل مواصلة تطوير هذا التعاون بما ينسجم وطموحات قيادتى البلدين وشعبيهما فى الدفع بالعلاقات الأخوية إلى آفاق أرحب، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ولقد تطرق اللقاء إلى سبل مواجهة التحديات الراهنة بالمنطقة، فى إطار خدمة القضايا العربية السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتى تعد صمام أمان بالتعاون والتنسيق مع الأشقاء فى مواجهة التحديات التى تحيط بالمنطقة، وتناول اللقاء مجمل الأحداث والتطورات العربية والإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الراهنة والجهود الرامية الى إحلال السلم والأمن والاستقرار ومكافحة بؤر الارهاب والتطرف بالمنطقة.
 

كيف يمكن لمصر والإمارات العمل سويًا لمواجهة التحديات التى تواجه المنطقة العربية من وجهة نظركم؟

تسعى القيادة الرشيدة فى كل من الإمارات ومصر إلى العمل على إنهاء كافة الأزمات التى تمر بها المنطقة العربية، وترى أن حل أى أزمة يكمن فى الحل السياسى الذى لايزال هو المخرج الوحيد لإنهاء كافة الأزمات التى تواجه المنطقة العربية والذى تدعمه وتقره الشرعية الدولية سواء فى اليمن أو ليبيا أو سوريا، كما تحرص الإمارات ومصر على تقديم الدعم والجهود للم الشمل العربى، وإرساء قواعد الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة، ويتمحور الجهد الإماراتى والمصرى حول الدفع باتجاه حل الأزمات الراهنة سياسيًا وفقًا للرؤية القائمة على تمسك البلدين بضرورة الاحترام الكامل لسيادة الدول واستقلالها ووحدتها الوطنية، والرفض الكامل أيضًا لأية محاولات ساعية لتقسيمها وتفتيتها.
 

كيف ترون تطورات الأوضاع فى اليمن وبالأخص فيما يتعلق بالملاحة فى باب المندب؟ 

ترى الإمارات أنه من الأهمية التوصل إلى حل سياسى للأزمة فى اليمن يقوم على أساس استعادة الشرعية وبسط سيطرتها على كافة الأراضى اليمنية بما سيحقق الاستقرار والأمن لليمن الشقيق، لكن لا يزال هناك إصرار من قبل جماعة الحوثى على الالتفاف على كافة القرارات الدولية مستغلة فى ذلك الشعب اليمنى ومقدراته لتحقيق أطماع خارجية للمشروع الإيرانى المذموم بالمنطقة.
 
وقد نجحت قوات التحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية فى مساندة الشرعية اليمنية لتحرير الكثير من المناطق اليمنية وبخاصة فى الساحل الغربى مؤخرًا، وهو الأمر الذى أدى لاستعادة المناطق المحررة عافيتها بوصول المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان تلك المناطق، لكن لايزال الحوثيون يمارسون كافة أساليب الاستغلال والترويع للمواطنين اليمنيين الأبرياء فى بعض المناطق، حيث يستخدمونهم دروعا بشرية بالاختباء بينهم فى المناطق السكنية، ويعيقون وصول المساعدات الإنسانية لهم وحتى عمليات الإغاثة الطبية والعلاج الذى يحتاجه الناس بتلك المناطق والتى تحاول قوات التحالف العربى توصيلها لهم فى إطار توفير العلاج اللازم للمرضى للقضاء على مرض الكوليرا وتخفيف معاناتهم، كذلك لايزال الحوثيون يستغلون ميناء الحديدة والشواطئ المحيطة به لتهديد حرية الملاحة البحرية وإعاقة حركة التجارة العالمية فى البحر الأحمر وباب المندب، وهذا ما يشكل خطورة على كل الدول التى يجب أن تتخذ موقفا موحدا ضد تلك الأعمال الإرهابية التى تهدد شريان الحياة للعالم كله.
ودول التحالف العربى تعمل جاهدة لحماية تلك الممرات المائية الحيوية بإيقاف تلك التهديدات التى تقوم بها الميليشيات الحوثية، بالإضافة لمضاعفة جهودها فى توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين وإعادة السلطة الشرعية لليمن بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن فى هذا الصدد، والتصدى لتلك الجماعة الحوثية التى لا تزال مستمرة فى الإضرار بالشعب اليمنى الشقيق بدعم من إيران.
 
وتستنكر الإمارات كل الإجراءات التى تقوم بها تلك الجماعة الضالة لعرقلة أية حلول سلمية مقترحة، وأيضًا لاستخدام الحوثى المواطنين الأبرياء كدروع بشرية واستغلال الأطفال فى الحروب، ومحاولتهم المستمرة للالتفاف على قرارات مجلس الأمن ولمحاولات المبعوث الأممى والدول الصديقة التى تهمها مصلحة اليمن وشعبه لطرح مبادرات ورؤى لحل الأزمة وإنهائها.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة