بعض السادة المحافظين الجدد لم يضيعوا وقتًا كثيرًا، وحرصوا على نشر صورهم وهم منغمسون فى جولات ميدانية، يتابعون مشاكل الجماهير على الطبيعة، وتتعدد صورهم وفيديوهاتهم وهم منخرطون فى البحث عن المشاكل وحلها، وبعض المحافظين ينشرون صورهم وهم يستمعون بكل إنصات لمواطن فى هيئة «غلبان»، أو وهم يتحركون «مندمجين فى تفقد الأحوال والشوارع ويعلنون مواجهة القضايا الجوهرية وعدم السماح بأى مخالفات»، وكل هذا فى صور وفيديوهات تجد طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعى أو المواقع من خلال أيادٍ محترفة للمستشارين الإعلاميين.
والجولات سنّة جيدة وطيبة لو كانت حقيقية، لكن البعض تصيبه أنواع من الدهشة، وهم يعرفون كمواطنين أن المشكلات المزمنة فى مدنهم وأحيائهم مستمرة من دون أى تدخل، ويندهشون وهم يشاهدون السادة المحافظين فى الجولات، وكل منهم يبذل جهدًا فى أن تظهر صورته طبيعية وهو منشغل بالغوص فى مشاكل المواطنين. بينما نفس المواطنين يرون المشكلات والإشغالات والمخالفات والزحام والقمامة من حولهم.
ولم نجد للسادة «المتصورين» خطة لمساعدة الشباب فى مشروعات صغيرة أو متوسطة، أو توفير فرص عمل حقيقية، أو متابعة محطة مياه أو صرف معطلة، أو مراجعة الإسكان الشعبى، أو التصرف من دون انتظار تعليمات عليا، لكننا نراهم فى الصور ولا يراهم المواطن لا فى الصورة ولا فى الواقع.
هؤلاء السادة المحافظين غالبًا يعملون بنصائح مستشاريهم الإعلاميين أن يستفيدوا من مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة «فيس بوك» وهم يتجولون بكل جدية ولا مانع من تسريب هذه الصور لبعض الصحف. ويظهر المحافظ وهو يستمع بكل إنصات لمواطن غلبان يحكى حكايته، ولايهم إن كانت المشكلة تم حلها أم لا. ويتصور السيد المحافظ أن المهم ليس مواجهة المشكلات أو متابعة رؤساء الأحياء والمدن الكسالى والمهملين، ولكن أن تجد صوره طريقها إلى مواقع التواصل، ليبدو كأنه «يعمل» وهو فى الواقع «يتصور».
والأزمة ليست فى أن يظل السيد المحافظ فى الشارع، ولا أن يمتلك مستشارين ومساعدين إعلاميين يلمعون صورته على مواقع التواصل، بل الأهم أن يدرس المشكلات فعلًا، وتكون لديه قاعدة معلومات عما تتطلبه المحافظة وما يجرى فى المدن والأحياء، وأن يتأكد أن رؤساء الأحياء والمدن والقرى يعملون فعلًا، وأن الإدارات الهندسية تقوم بدورها فى منح التصاريح للملتزمين وإزالة المخالفات من المخالفين. وأن يسعى المحافظ لدراسة المشروعات والخدمات المعطلة ليزيل العطلة.
نقول هذا ويمكننا أن نقدم لمحافظ القاهرة صورًا حية من أحياء عين شمس ودار السلام والمطرية والسيدة وحدائق المعادى والمعادى وهى تعانى من الإشغالات ومن الحفر والمبانى المخالفة، ورؤساء أحياء غائبين، ونفس الأمر فى المحافظات المدن والقرى، حيث لا أحد من رؤساء المدن والأحياء يقوم بدوره المطلوب منه، ومع هذا فإن المحافظين يظهرون فى جولات ميدانية يقومون فيها بدور المحافظين أمام الكاميرات وعلى «السوشيال ميديا» من دون نتائج.
وقد رأينا تعليمات تصدر من رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى، للمحافظين، بأن ينزلوا للمواطنين ويحتكون بمشكلاتهم ويحلونها، ويترجم البعض من المحافظين هذا بأن ينشروا صورهم وهم يتجولون أو على طريقة «صورنى وأنا مش واخد بالى»، بينما يتجاهلون تعليمات عليا بأن يواجهوا المخالفات على الطرق والاعتداءات على النيل والأراضى الزراعية، بمعنى أن المحافظ دوره استراتيجى عليه أن يعرف المحافظة ومطالبها ويدرس ويفكر، ويعرف المشكلات، وليس فقط هو الذى يظهر فى جولات وقد شاهدنا المحافظين السابقين ومنهم من كان يجيد التصوير والجولات «الافتراضية»، ولم يقتنع المواطنون بالجولات «الفيك». وعلى السادة المحافظين الجدد مراعاة فروق التصوير.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
لكم في الجيزة عبر
محافظ الجيزة السابق نجح بامتياز في تحويل المحافظة لصندوق قمامة داغير مشاكل المياة والطرق يكفي أن تعلم أن شارع ترسا من الكبر شوارع الهرم مغلق منذ خمس سنوات وتحول لمقال قمامة والكل نايم في العسل