طور فريق بحثى من «مستشفى 57357» بالتعاون مع باحثين من جامعة «بايلور الأمريكية» و«مستشفى تكساس للأطفال» آلية لمهاجمة سرطان الدماغ، الذى يشبه النجمة ذات الأذرع ألاخطبوطية المتعددة، حيث تتواجد الخلايا النجمية عميقًا داخل دماغ الإنسان، تمد أذرعها العديدة فى مختلف الاتجاهات لتقدم الدعم المستمر لخلايا الدماغ العصبية، وتنقل لها الغذاء وتحافظ على توازن نسب الأيونات.
وتساهم الخلايا النجمية، حسب بيان إعلامى من الجامعة الألمانية، فى إصلاح وترميم الأعطاب التى تصيب الدماغ على مدار الحياة، إلا أن بعض هذه الأعطاب قد تتحول إلى حالة جنونية من الانقسام غير المنضبط، لتُشكل بذلك كتلاً ورمية خبيثة سريعة النمو، تضغط على الخلايا العصبية وتعطل عملياتها الحيوية، مما قد يؤدى إلى الوفاة فى أقل من 14 شهرًا فيما يُعرف بحالة الجليوبلاستوما glioblastoma.
وقالت الدكتورة هبة سماحة أحد الباحثين المشاركين فى تلك الدراسة وعضو الفريق البحثى المصرى وخريجة كلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية بالجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2011، إن التأسيس للمشروع بدأ منذ فترة طويلة من خلال علاقات تعاون مع الدكتور «نبيل أحمد» المؤلف الرئيسى للدراسة أثناء تواجده بالمعهد القومى للأورام قبل سفره لاستكمال أبحاثه فى تطوير علاجات مناعية للسرطان فى «مستشفى تكساس للأطفال» بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أثمر ذلك التعاون عن هذا المشروع، والذى اُختيرت «سماحة» للمشاركة فيه نظرًا لتميزها، وبهدف نقل الخبرات والتطورات الحديثة فى مجال العلاج بالخلايا المناعية.
وأوضحت أنها سافرت فى أواخر عام 2015، إلى الولايات المتحدة، حتى تعمل ضمن الفريق البحثى للمشروع بهدف ابتكار وسيلة لمنح الخلايا المناعية «تأشيرة عبور» تمكنها من التسلسل عبر «الحاجز الدموى الدماغي»؛ وهو تكوين مميز لجدران الأوعية الدموية يمنع الخلايا المناعية من الوصول إلى الدماغ، لما قد تحدثه من التهابات ضارة ولتقييم مدى فعالية الآلية المطورة التى أكتشفت خلال الدراسة.
وكان على الباحثين إجراء تجربة تلك الدراسة فتمت بحشو أدمغة فئران المعمل بخلايا سرطانية بشرية، ثم حقنها بالخلايا المتسللة المقاتلة، وتتبعها للتأكد من وصولها للموقع المستهدف، حيث أشارت الدكتورة سماحة إلى أنه تم التأكد من وصول الخلايا للسرطان فى المخ بعد برمجتها لتكون مضيئة أو مشعة، كما تم تتبعها بتقنية عالية الدقة للتصوير متطورة تعرف بـ «IVIS»، وتأكدنا مجدداً من نتائجنا خلال مرحلة مراجعة الدراسة، إذ تم تصوير أدمغة الفئران وهى حية، بينما كانت خلايا المناعة وخلايا السرطان تلمع بألوان مختلفة تحت مجهر متقدم فى معامل جامعة هارفرد وهو ما دعى الفريق البحثى إلى اتخاذ خطوة إيجابية جادة بالتقدم بمذكرة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، تسمح بإدخال تلك الآلية الطبية المكتشفة إلى مرحلة التجارب السريرية فى القريب العاجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة