دراما سياسة تجتاح المشهد الأمريكى ربما تقدم فرصة على طبق من ذهب للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، للإطاحة بخصومه وتعطيل تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية 2016، ليس هذا فحسب فالتوقيت الذى يأتى قبل أسابيع قليلة من انتخابات التجديد النصفى المقررة نوفمبر المقبل، يجعلها ضربة للديمقراطيين.
بدأت الدراما عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز، أن نائب المدعى العام الأمريكى، رود روزنشتاين، اقترح، العام الماضى، التنصت على الرئيس الأمريكى لفضح الفوضى داخل البيت الأبيض، مما يوحى بأن ترامب يواجه مؤامرة ضد إدارته منذ توليه السلطة وهو ما يعزز موقفه قبل انتخابات نوفمبر.
الكشف الجديد يصب فى صالح السيناريو نفسه الذى يتحدث عنه ترامب باستمرار عن وجود قوى تعمل ضده داخل حكومته، فضلا عن أنه ربما يستخدم كذريعة لإقالة الرجل الثانى فى وزارة العدل الذى يشرف على التحقيق الذى يجريه المدعى الخاص روبرت مولر حول الشبهات بتواطؤ بين الفريق الانتخابى لترامب فى عام 2016 والكرملين، وهو القرار الذى يعمل مستشاريه داخل البيت الأبيض على ثنيه عنه، بحسب مصادر تحدثت لصحيفة واشنطن بوست.
وبحسب ما كشفته الصحافة الأمريكية، فإن روزنشتاين، اقترح تسجيل محادثات للرئيس الأمريكى دون علمه، لكشف الفوضى السائدة داخل إدارته.
كما ناقش دفع أعضاء الحكومة لإقصاء ترامب، عبر تفعيل إجراء لم يُستخدم من قبل فى الولايات المتحدة ينص عليه التعديل الـ 25 للدستور، فى حال اعتُبر الرئيس غير لائق لإدارة البلاد.
وجاءت اقتراحات نائب وزير العدل فى مايو 2017، بعدما أقال ترامب جيمس كومى، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى، فى قرار أثار الجدل والغضب الواسع فى دوائر السياسة الأمريكية وقتها، إذ تعلق أنه كان يشرف على التحقيقات الخاصة بملف علاقة حملة ترامب بروسيا، فضلا عن ظهور تقارير تفيد بأن كومى طلب الاستعانة بمصادر أخرى فى التحقيقات.
وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن أندرو ماكابى، المدير السابق للأف بى أى، أوضح فى ملاحظاته أن روزنستاين الذى كان قلقا بعد إقالة رئيس FBI جيمس كومى، اقترح فى مايو 2017 أمام شهود تسجيل محادثات لترامب من دون علمه لكشف "الفوضى" السائدة فى البيت الابيض.
وفى مطلع الشهر الجارى نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لمسئول كبير فى إدارة ترامب لم يكشف اسمه، تحدث عن خلل فى عمل البيت الأبيض حيث يصل الأمر بالعديد من كبار المسئولين الى الالتفاف على أوامر الرئيس، ذلك فضلا عن كتاب الصحفى الاستقصائى بوب وودورد.
وكان هذا المقال والذى نشرته "نيويورك تايمز"، أكد على أن بعض أفراد الحكومة فكروا لفترة قصيرة فى إبعاد ترامب عن الرئاسة، وذلك بعيد وصوله الى البيت الأبيض فى يناير 2017.
ومع ذلك نفى روزنشتاين أن يكون اعتبر أن ترامب غير مؤهلا لممارسة مهامه. وكتب فى بيان: "أريد أن أكون واضحاً حول هذه النقطة استنادا إلى المبادلات الشخصية مع الرئيس، ليس هناك أى أساس للجوء الى التعديل ال25 للدستور". وأضاف أن "مقال نيويورك تايمز غير دقيق وغير صحيح"، منددا باعتماده على "مصادر مجهولة منحازة بالتأكيد ضد الوزارة".
وتابع فى بيان جديد: "لم أفكر أو أسمح يوما بتسجيل أحاديث للرئيس". وأكدت الصحيفة أن على أنه أيا من مقترحات روزنشتاين لم يؤد إلى نتيجة على ما يبدو" لكنه "قال لماكابى إنه يمكن أن يتمكن من إقناع وزير العدل جيف سيشنز وجون كيلى الذى كان وزير الأمن الداخلى حينذاك، بالتعاون معه.
وسارع دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأمريكى، الى السخرية على تويتر، قائلا: "لم يتفاجئ أحد بأن هؤلاء الناس يبذلون كل الجهود لتقويض رئاسة ترامب. لكن ذلك يثير قلق الديموقراطيون وغيرهم من المدافعين عن التحقيق الذى يقوده مولر والذى يشن ترامب هجوما متواصلا ضده.
وقال زعيم المعارضة الديموقراطية فى الكونجرس تشاك شومر محذرا الجمعة إن المقال يجب ألا يتخذ ذريعة لتحقيق هدف إقالة روزنشتاين وتعيين مسؤول يجيز للرئيس التدخل فى تحقيق المدعى الخاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة