"التحقيق مع ضابط لاتهامه بالتعدي على مواطن".."وقف أمين شرطة عن العمل لسوء معاملته المواطنين".. كانت هذه نوعية الأخبار في صفحات الحوادث قديمًا، حل بدلاً منها عناوين أخرى، مثل "الداخلية تقضي على الغلاء وتوفر الغذاء"، "الشرطة توفر مستلزمات المدارس"، "الضباط يسددون مصاريف غير القادرين من التلاميذ"، "قوافل طبية تصل للواحات لعلاج المرضى".
بالتأكيد فلسفة وزارة الداخلية في التعامل مع المواطنين تغيرت تمامًا بعد 2011، حيث تبنت الوزارة فلسفة جديدة ترسخ لاحترام قيم حقوق الإنسان، وتؤكد أن رسالة الأمن لا تنحصر في ملاحقة الجريمة، وإنما تمتد لأكثر من ذلك وصولاً لاحترام قيم حقوق الإنسان.
في الأشهر القليلة الماضية، أطلقت وزارة الداخلية عدة مبادرات إنسانية، ساهمت بشكل كبير في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، ورسمت الابتسامة على الوجوه من جديد، تحت شعار "كلنا واحد".
ومع ارتفاع صرخات المواطنين على مواقع السوشيال ميديا خاصة ربات المنازل، من "غول الأسعار"، سارعت وزارة الداخلية في توفير السلع الغذائية والخضراوات والفواكه بأسعار تقل عن المطروح في الأسواق بـ40%، من خلال الاتفاق مع أصحاب المحال والسلاسل التجارية الشهيرة على توفير السلع الاستراتيجية وتقليص الأسعار، فضلاً عن إقامة شوادر كلنا واحد لبيع الخضراوات والفواكه في ربوع البلاد بأسعار مخفضة، مع ضخ سلع مخفضة بمنافذ أمان.
وبمجرد اقتراب العام الدراسي، سارعت وزارة الداخلية بتوفير مستلزمات المدارس بأسعار مخفضة، وسدد رجال الشرطة مصاريف المدارس لغير القادرين، واصطحبوا أبناء الشهداء لمدارسهم في أول أيام الدراسة، في مشهد مبهج.
المبادرات الإنسانية لم تتوقف عند هذا الحد، وإنما امتدت وصولاً لتوجيه قوافل طبية من قطاع الخدمات الطبية للقرى والنجوع والأماكن النائية لعلاج المرضى، ساهمت في علاج 89 ألف شخص بالمجان، وفتحت مستشفيات الشرطة أبوابها أمام المواطنين كل جمعة بعد صلاة الظهر للعلاج بالمجان.
اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، منذ أن وطأت قدماه الوزارة، كان حريصًا على الاهتمام بملف حقوق الإنسان، ومد يد العون للبسطاء والمحتاجين، فوجه بتفعيل الدور المجتمعى والإنسانى لهيئة الشرطة وتوطيد جسور الثقة والتعاون البناء مع المواطنين والمؤسسات والهيئات المختلفة بالدولة، كأحد الثوابت الإستراتيجية للوزارة والداعمة للحفاظ على الترابط والتكافل بين أعضاء هيئة الشرطة والمواطنين، والتأكيد بالفعل وليس القول بأننا "كلنا واحد".