أكد الكثير من الخبراء ومسئولى الطاقة على ضرورة البحث عن طرق مختلفة لتنويع مصادر الطاقة، وأن البحث العلمي أصبح من أساس التطوير في قطاع الطاقة، والابتكار للتخلص من الأنظمة النمطية وتقليل التكلفة في استخدام الطاقة، وما يحدث من اضطرابات وتغيرات في الخريطة العالمية، وعدم استقرار العديد من الدول سيكون له تأثير سلبي على سوق النفط ويؤثر كذلك على مستقبل الطاقة.
جاء ذلك في القمة الثالثة للمجلس الأطلسي للطاقة، الذي يعقد في العاصمة الاماراتية أبو ظبي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، حيث شدد المشاركون على أن الطاقة أحد أولويات الامن القومي، ويجب على القيادات البحث عن تعديلات تشريعية وتغيير سياسات لتوفير الطاقة بأقل انبعاثات كربونية وكذلك تكنولوجيا متطورة وأسعار أقل.
فيما أوضح جيرمان جون هانسن المدير التنفيذي للمجلس الأطلسي للطاقة ووزير الامن الوطني الأمريكي في عهد باراك أوباما، أن الولايات المتحدة تتمتع بمصادر كثيرة للطاقة، وأمريكا الاولى في العالم في إنتاج الغاز والبترول ويتم تصدير الغاز الي 32 دولة ، وتحتاج أمريكا إلى موردين، وزادت استخدامات الطاقة 14٪ الفترة الماضية، وكل ذلك بفضل التقدم التكنولوجي، مضيفا أن تطور الطاقة يمكنه أن يساعد الشعوب على التطور.
وذكر أن الطاقة أصبحت كمنفذ أساسي للأمن القومي في أي دولة، وعلى كل الدول الاهتمام بالسياسات والبحث عن طرق أكثر لقيادة عملية التطور.
ومن جانبه، أوضح سلطان أحمد الجابر وزير دولة والمدير التنفيذي لشركة ادنوك للطاقة بدولة الإمارات، أن هذا الملتقي يساهم في بحث الاجندة الدولية للطاقة، في ظل تغيرات وعوامل جيوسياسية تتم في المنطقة والعالم، وربما يشهد هذا تباطؤ في النمو الاقتصادي ، ولكن الآن الحاجة للطاقة تزداد، ومثل هذه الأشياء تتطلب تعاونا جادا ويجب علينا التركيز على الكفاءة ونحن ندخل العصر الصناعي الرابع.
وذكر أنهم في شركة أدنوك للطاقة يستخدمون الزكاء الاصطناعي ولديهم استعداد جيد، والاستجابة لاحتياجات السوق وتوقعاته، ولديهم مناطق استكشاف جديدة، وتعد موجة الاكتشافات الجديدة تساهم في تطوير النظام بيئيا لزيادة التنوع وتقليل المخاطر السلبية على البيئة .
فيما شدد سهيل المزروعي، وزير الطاقة في الإمارات، أن أسعار النفط كانت 52 دولارا تقريبا العام الماضي، لكن الاستثمار والسوق كان متأرجحا واليوم أصبح المتوسط 73 دولارا، بما يعني أن الاستثمارات كانت ناجحة بما يتطلب تحركات كبيرة لجذب استثمارات في البترول والغاز وكذلك تكنولوجيا الطاقة المتحددة .
وذكر أنه يجب على المشرعين أن يضعوا القطاع الخاص في أولويات توفير الطاقة، ودعم التطور التكنولوجي والاستثمار في قطاع الطاقة، وأن الامارات كدولة تدعم التسامح والسلام في الشرق الاوسط، والجيل الجديد من ملايين الشباب لا تتوافر لديهم الطاقة أو الوظائف، ولابد من التفكير في المستقبل وتوافر الطاقة لمختلف الاحتياجات.
وقال المزروعي ، إن أحد التحديات هو الحاجة، والتهديد الخاص بالحروب والتوتر وعدم الوضوح في كثير من المناطق والذي يهدد سوق النفط ، ويجب التركيز على التغيرات الجيوسياسة والأخطار المحيطة، وهناك مخاطر عامة على كل مناحي الحياة ولكن سوق النفط أكثر المرافق تأثرا.
وحول سياسات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أكد المزروعي أن هذا يخص الشعب الامريكي، وأن ما يهمهم كمنتجين للنفط هو السعر ولا ينسى الجميع ان امريكا أكبر منتج للنفط في العالم لذا ليس هناك عداء ولكن هناك سوق الكل يتأثر بتحركاته وتغيراته.
وكشف ارنتس مورينز، وزير الطاقة سابقا في الولايات المتحدة والأمن، أن هناك زيادة في قدرات الولايات المتحدة من الطاقة، تنتح حوالي 1.5 مليون برميل بترول يوميا، ورغم ذلك لا يحدث اكتفاء ذاتي، وستظل امريكا مستوردة والغاز كان أقل انبعاثات كربونية الأعوام الأخيرة، موضحا أنه يجب العمل بجدية لتقليل المخاطر ، ولابد التركيز على التكنولوجيا لتعديد مصادر الطاقة، وحاجة الكثير من الشعوب والمجتمعات خاصة في إفريقيا لتوفير الطاقة .
وذكر الوزير الأمريكي السابق، أن كفاءة الطاقة أمر هام، وعملية التحول في مجال الطاقة لن تكون ناجحة بدون التركيز على التحاق الدول والمجتمعات بالتكنولوجيا الجديدة وتوفير الجودة، والتركيز على التكلفة في توفير الكهرباء قليلة الكربون، ويكون لدينا تكنولوجيا ذات تكلفة بسيطة او منعدمة التكلفة بالنسبة للكربون، مما يستلزم تغييرات تشريعية وتغير السياسيات في الكثير من المناطق .
وأوضح المسئول الأمريكي، أن الطريقة الوحيدة لإدارة ملف الطاقة هو توافر الوقود، مما يعني ضرورة البحث عن حلول فيما يتعلق بتخزين الطاقة لفترات طويلة ويجب على أوبك التفكير والتركيز طويلا على ذلك، مضيفا أن الكهرباء هي أكثر المصادر التي يأتي منها الانبعاث الكربوني، لذا يجب البحث عن حلول لذلك ، وتجريب الطرق لاستخدامات وقود أقل في الانبعاثات الكربونية والتفكير في البيئة المحيطة، مع إعادة التدوير والاستخدام، ويحتاج العالم التركيز على التغيير في تعريف الوقود ومثالا على ذلك استخدام الهيدروجين كطاقة ولكنه مكلف جدا ولكنه ضروررري كجزء هام في الاقتصاد ولا شيء رخيص، ويجب إعادة التفكير في طريقة الاستثمارات في الطاقة، والابتكار في التكنولوجيا والسياسيات وفي الاعمال أمر هام جدا .
بينما قالت ممثلة شركة سيمنز في الاجتماعات، إن خطتهم هي التركيز على الأنظمة المستخدمة، والتكنولوجيا في إنتاج الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية وأكثر أمنا وخاصة أن التكنوجيا وراء كل شيء، ولابد ان تكون هناك مرونة لتطوير التكنولوجيا .
وأكد براين هوم، أحد خبراء الطاقة في الولايات المتحدة ومسئول سابق في الادارة الامريكية، أن إيران تمثل خطرا كبيرا على سوق النفط وكذلك على الأمن والسلامة في العالم بسبب إصرارهم على إنتاج أسلحة نووية، وذكر ان هناك تلاعب كبير من إيران ويجب أن يدركوا ان العقوبات المفروضة على طهران ستستمر وأن هذا يؤثر كثيرا على الأوضاع السياسية والاقتصادية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة