صدر مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب، للناقد الدكتور شحاتة محمد الحو، كتاب تحت عنوان " صورة جمال عبدالناصر فى الخطاب الروائى"، والذى يتناول فيه ظهور شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى النصوص الأدبية.
وتعد شخصية جمال عبد الناصر، إحدى الشخصيات التاريخية التى تم تجسيدها سرديا فى نصوص متعددة، واشتملت صورتها الروائية على أكثر من وجه، ما بين صورة تكونها شخصية ناصر عن نفسها، وكذا من خلال كلامها فى المشاهد السردية المختلفة عندما تكون طرفا فى حوار، وصور أخرى تشكلها مقولات الشخصيات المتخيلة وتعليقات المؤلف الضمنى وأحكامها عليها، وصور أخرى تستشف لها من خلال مصائر الشخصيات وتوجيه مسار الأحداث.
وتحاول الدراسة تشكيل صورة روائية عن الرئيس الراحل، من خلال تحركها فى أرجاء المكان، وقيامها بوظائف سردية تؤثر فى مجرى الحكاية.
ويأتى الباب الأول لرصد صورة "ناصر" فى مخيلة الشخصية الروائية بعيدا عن التوقف أمام موقف المؤلف الفعلى من عبد الناصر وعصره، مع التركيز على الجانب الأيدلوجى للشخصية ورصد انعكاسه على أحكامها وتعليقاتها على الأحداث وصراعها مع الشخصيات الأخرى.
ويتناول الفصل الأول من الكتاب صورة الضحية ويرصد النماذج الروائية التى ترى جمال عبد الاناصر ضحية لأفعال أعوانه أو القوى الخارجية أو ضحية بعد رحيله، بينما يتناول الفصل الثانى صور البطل بداية من ظهور عبد الناصر على مسرح الحياة السياسية وانتهاء بالنظر إلى حياته باعتبارها سلسلة من البطولات الأسطورية.
فيما يتناول الباب الثانى تحديد الوسائل الفنية التى شكلت صورة عبد الناصر الروائية، وقد انقسم إلى أربعة فصول، حيث يعرض الفصل الأول التشخيص الفنى ودوره فى الكشف عن أبعاد شخصية عبد الناصر الفكرية والنفسية وكان من الطبيعى أن يعرض هذا الفصل عملية التشخيص الفنى من الزاويتين المعارضة والمؤيدة، أما الفصل الثانى فيقف أمام عملية الاستدعاء التى استند إليها بعض الروائيين ليربط بين الواقع الموضوع وواقع آخر مفترض تمارس فيه تيمات عجائبية مثل الخرافة والأسطورة دورا محوريا فى الكشف عن أبعاد الواقع الفعلى وقضاياه الجوهرية.
ويتناول الفصل الثالث كيفية ممارسة عبد الناصر نوعا من الحضور بوصفه شخصية متخلية، ولكن من خلال مفردات الفضاء المكانى كالصور الفوتوغرافية المعلقة التى تعكس ملامحه بدقه ووجود صورته على أغلفة الكتب والأفلام الوثائقية.
ويتعرض الفصل الرابع لدور التذكر والاسترجاع الزمنى للوقوف على أكثر الوقائع الناصرية حضورا فى النسيج السردى، وكذا للكشف عن مدى تغير الصورة الناصرية مع توالى الأحداث، ومعايشة الشخصية الروائية لتجارب وسياسات أخرى جعلتها تسترجع المرحلة الناصرية وترى فيها قيما أخرى لم ترها من قبل عند معايشتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة