يبدو أن حرب الجواسيس تعود من جديد بين الخصمين الأكبر على الساحة العالمية، الولايات المتحدة وروسيا، وذلك فى أعقاب إعلان موسكو اعتقال الأمريكى بول ويلان بتهمة التجسس، فيما قيل أنه رد على محاكمة واشنطن للعميلة الروسيا ماريا بوتينا.
وكان جهاز الأمن الفيدرالى الروسى قد أعلن توقيف الأمريكى يوم الجمعة أثناء قيامه بأعمال تجسس، على حد قولهم.
وقال موقع "دايلى بيست"، إن الأمريكى الذى تم القبض عليه فى روسيا واتهامه بالتجسس هو جندى سابق بالبحرية الأمريكية والذى وصف من قبل بأنه لديه صلات لدى وكالات تنفيذ القانون حول العالم من خلال عمله كرئيس للأمن العالمى لدى شركات خاصة.
بول ويلان، البالغ من العمر 48 عاما قام بزيارة موسكو لأول مرة منذ حوالى عقد حيث أقام علاقات صداقة مع جنود روس، وقال عنهم على موقعه الإلكترونى "الروس الذين أبقوا العالم الغربى بعيدا لفترة طويلة للغاية".
ونقل دايلى بيست عن ديفيد، شقيق ويلان قوله إن أخيه كان الرجل هو من تحتجزه روسيا بتهمة التجسس. وكان قد أشار فى بيان إلى أن عائلته فقدت الاتصال ببول فى الثامن والعشرين من ديسمبر وهو أمر يتعارض تماما مع ما كان يفعله عندما يكون مسافرا.
من جانبها لم تعلق الخارجية الأمريكية، على الأمر سوى بالقول إنه على علم باعتقال بول وطلب الوصول إليه.
وبحسب الموقع الأمريكى، فأن الحكومة الروسية لم تقدم دليل على أن ويلان جاسوسا. ونقل دايلى بيست عن ضباط سابقين بالسى أى إيه قولهم إن اعتقاله هو على الأرجح رد على الملاحقة القضائية الأمريكية للعميلة الروسية ماريا بوتينا.
وتواجه بوتينا اتهامات بالتآمر والعمل كعميل أجنبى لصالح الحكومة الروسية، وتقول سلطات الإدعاء الأمريكية إنه جمعت معلومات وبنت علاقات مع سياسيين أمريكيين عبر الجمعية الوطنية للبنادق.
ويعمل ويلان حاليا مدير للأمن العالمى والتحقيقات فى شركة بورج وارنر لتصنيع مكونات السيارات فى ميتشيجان، ولديها 29 ألف موظف وأكثر من 60 مكتب ومنشأة تصنيع فى 18 دولة، بحسب ما تظهر السجلات العامة.
وقبل انضمامه إليها، كان يعملا فى عمليات الأمن العالمى لصالح شركة كيلى سيرفيس للتوظيف. وكان ويلان قد عمل ضابطا للشرطة بين عامى 1988 و2000 فى ميتشيجان، وبدأ خدمته العسكرية فى عام 1990 وكان فى المارينز ضمن جنود الاحتياط حتى عام 2001، عندما انضم إلى شركة كيلى سيرفيس كمسئول عن تكنولوجيا المعلومات. وبعد عامين، حصل على إجازة عسكرية للخدمة فى العراق، ولم يعد إلى شركة كيلى سيرفس حتى عام 2008. التى سمح له عمل فيها بالاتصال المستمر بعدد من الوكالات الفيدرالية.
من جانبها، قالت صحيفة " واشنطن بوست" إن ويلان هو كان عنصرا فى الجيش الأمريكى وتم فصله من الخدمة العسكرية بسبب السرقة فى الجيش. وأشارت إلى أن ويلان يزور روسيا بانتظام منذ عام 2007 حيث لدى ويلان معرفة دقيقة بهذا البلد وهو يتكلم الروسية بشكل جيد ومن دون مشاكل.
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن ويلان انضم إلى الجيش الأمريكى عام 1994 وخاض حروبا أبرزها فى العراق بين عامى 2004 و2006، وتم فصله من الجيش عام 2008 بعد إدانته بالسرقة.
وكتب ويلان عن أول زيارة له لروسيا على موقعه الإلكترونى، وقال إنه نشأ فى زمن الحرب الباردة فكان حلما له أن يزور روسيا ويلتقى ببعض الروس الذين أبقوا العالم الغربى بعيدا لفترة طويلة. وكتب مرة أخرى يقول إنه كان محظوظا للغاية للقاء أشخاص لطفاء ووقيامه برحلات سعيدة عبر البلاد.. وأشار إلى أن اللغة الروسية صعب تعلمها للغاية، لكنه كان يدرسها ببطء ويتعلمها من أصدقائه.
وكان من بين أصدقائه من يخدمون بالجيش الروسى. وأنشأ ويلان صفحات لهم على الإنترنت من خلال موقعه الشخصى.
ويقول شقيق ويلان، إنه ذهب إلى موسكو لحضور حفل زفاف أحد أصدقائه القدامى هناك. ولو تمت إدانته بالتجسس يواجه احتمالات البقاء فى السجن 20 عاما.