فى وقت تصارع فيه إيران من أجل إبقاء الاتفاق النووى المبرم فى 2015 مع دول غربية على قيد الحياة، وتتحسس كل السبل من أجل تفعيل آلية مالية جديدة SPV وعدها بها الاتحاد الأوروبى لمواصلة التجارة معها، وفى ظل تعثر الآلية، فجر الاتحاد الأوروبى قنبلة فى وجه طهران، بأن أيد وزراء خارجيته فرض عقوبات على جهاز الاستخبارات الإيرانى، قرار يضع الاتفاق النووى الذى انسحبت منه الولايات المتحدة فى مايو 2018 على المحك، وقد يكون المسمار الأخير فى نعش هذه الصفقة.
وأيد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قرارا فرنسيا بفرض عقوبات على إيرانيين اثنين وجهاز المخابرات الإيرانى فى أنحاء الاتحاد الأوروبى، بعد اتهامهما بالتخطيط لتفجير قنبلة فى فرنسا، وقال وزير الخارجية الدنماركى أندرسن سامويلسن أمس الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبى أقر عقوبات على جهاز المخابرات الإيرانى لتخطيطه لاغتيالات فى أوروبا.
وأضاف على تويتر "اتفق الاتحاد الأوروبى لتوه على فرض عقوبات على جهاز المخابرات الإيرانى لتخطيطه لاغتيالات على الأراضى الأوروبية. هذه إشارة قوية من الاتحاد الأوروبى إلى أننا لن نقبل مثل هذا السلوك فى أوروبا".
Important day for European Foreign Policy! EU just agreed to enact sanctions against an Iranian Intelligence Service for its assassination plots on European soil. Strong signal from the EU that we will not accept such behavior in Europe.
— Anders Samuelsen (@anderssamuelsen) January 8, 2019
قرار فرض الاتحاد الأوروبى العقوبات لم يتخذ بين ليلة وضحاها، حيث جاءت على خلفية واقعتى محاولة اغتيال طهران معارضين فى فرنسا والدنمارك، ففى أكتوبر 2018، أعلنت الدنمارك استدعاء سفيرها لدى إيران بعدما اتهمت طهران بالتخطيط لـ"اعتداء" أحبطته ضد ثلاثة إيرانيين يعيشون في الدولة الإسكندينافية ردًا على اعتداء بالأهواز، نفذته مجموعة مناوئة للنظام، وكشفت الاستخبارات الدنماركية أن شخصا واحدا على الاقل مرتبطا بالاستخبارات الإيرانية واعتقل فى 21 اكتوبر، كان يعد لهجمات على ثلاثة إيرانيين يشتبه بانتمائهم إلى "حركة النضال العربى لتحرير الأحواز". بينما رفضت إيران الاتهامات، متهمة اعداءها بالسعى الى إلحاق ضرر بعلاقاتها مع أوروبا.
كما أعلنت فرنسا تجميد أصول رجلين إيرانيين وأصولا مملوكة للمخابرات الإيرانية لمدة 6 أشهر لأن لهما صلة بمشروع الهجوم الذى أحبط فى فيلبينت (سين-سانت-دينيس) فى 30 يونيو 2018، على مؤتمر المعارضة السنوى منظمة "مجاهدى خلق" بباريس، وفى نوفمبر العام نفسه، أيد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى قرارًا للحكومة الفرنسية.
هل خسرت إيران رهانها على الأوروبيين؟
العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبى الذى حاول صيانة الاتفاق النووى مع إيران طوال الفترة الماضية وحفظه من العقوبات الأمريكية التى فرضها الرئيس دونالد ترامب فى حزمتين أغسطس ونوفمبر 2018، أثارت تساؤل هو: هل خسرت إيران رهانها على الأوروبيين؟. فى الإجابة يمكن القول أن العقوبات أظهرت أن طهران بدأت تخسر الرهان على شركائها الأوروبيين تلك البلدان الموقعة على الصفقة النووية، والتى عوّلت عليها فى التصدى لمحاولات الإدارة الأمريكية للقضاء على الاتفاق النووى، الأمر الذى دفع وزير الخارجية الإيرانى بالتأكيد على أن "بلاده لن ننتظر أوروبا".
وقال جواد ظريف "سنواصل التعاون مع أوروبا حول الآلیة المالیة الخاصة (SPV)، لكننا لن ننتظر أوروبا وسنتشاور مع شركائنا التقلیدیین لخدمة مصالح الشعب الإیرانی"، وقال ظريف إننا نوسع تعاوننا من خلال قنوات مختلفة مثل الهند، وسنواصل التعاون مع أوروبا بشأن SPV، لكننا لا ننتظرهم، وسنعمل مع شركائنا التقلیدیین، مثل الهند والصین وروسیا، وقال ظریف أیضًا، أنه بالتعاون مع الهند یتم طرح مجموعة من القضایا. فی القطاع المصرفی، بدأ بنك یوكو الهندی وباساركارد الإیرانی تعاونها فی مجال الأعمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة