مشاهد صعبة وقاسية لأطفال صغار، وشيوخ كبار، ونساء يحملن الرُضع، يتحركن فى شوارع سوريا الشقيقة، يهربوا من العدوان التركى الغاشم فى شمال شرق سوريا، ما دفعهم إلى الفرار من ديارهم، خوفا من تداعيات العدوان.
60 ألف مدنى نزحوا من مناطقهم بسبب العدوان التركى، وفقاً لما أعلنه المرصد السورى، وسط تهديدات من أردوغان، لأوروبا بفتح الباب أمام اللاجئين إذا أقدمت الحكومات الأوروبية على تعريف العمليات فى سوريا بأنها "احتلال".
ووسط تخاذل البعض بالاعتراف بالعدوان الوحشى على سوريا الحبيبية، تخطط قوات أردوغان لتحرير الإرهابيين والدواعش المحتجزين فى سوريا لتصديرهم للمنطقة العربية لارتكاب أعمال عنف، مع مباركة من جماعة الإخوان، ودعم من الأبواق الإعلامية الإخوانية للعدوان التركى، الذى وصفه "أردوغان" بأنه "الجيش المحمدى" محاولاً تقمص شخصية "خليفة المسلمين"، فى الوقت الذى أباح فيه الدعارة فى بلاده.
العديد من الدول لجأت لسحب سفرائها من تركيا احتجاجاً على هذا العدوان، فيما تقدمت 18 منظمة حقوقية مذكرة للأمم المتحدة ضد جرائم تركيا فى السوريين، فيما أطلق رواد السوشيال ميديا صرخات ضد الحرب من خلال هاشتاج "أردوغان قاتل".
مصر أدانت ـ بالتأكيد ـ هذا العدوان الغاشم، وسط حالة من الغضب الشعبى المصرى تجاه العدوانى التركى، والتضامن الكامل مع الشعب السورى الشقيق، حيث عبر عنه المصريين بكتاباتهم على صفحاتهم الشخصية عبر منصات التواصل الاجتماعى "هنا دمشق.. من القاهرة".
فلا أحد ينسى الإعلامى السورى "الهادى البكار" الذى كان يعمل فى إذاعة دمشق، عندما أطلق جملته الشهيرة "هنا القاهرة من دمشق، هنا مصر من سورية، لبيك لبيك يا مصر" ردا على غارات العدوان الثلاثى 1956 التى قطعت خطوط الإذاعة المصرية.
وجاءت عبارات الإعلامى السورى بعدما وجهت الطائرات الفرنسية والبريطانية ضربات جوية على الأهداف المصرية طوال يومى 2 و3 نوفمبر، ونجحت إحدى الغارات فى تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية فى منطقة صحراء أبو زعبل ، قبل إلقاء الرئيس عبد الناصر خطبته من فوق منبر الجامع، فتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال، وهنا كانت المفاجأة الكبرى التى صعقت من أراد إسكات صوت الإذاعة المصرية، حيث انطلقت إذاعة "دمشق" على الفور بالنداء "هنا القاهرة من دمشق".