يمكن لك أن تختلف حول التوجهات، أو الأولويات، أو بعض السياسات، على أرضية وطنية، مع عدم إنكار ما تحقق على أرض مصر من إنجازات خلال 5 سنوات فقط، والتى انتزعت أهات الإعجاب من الصدور، وصارت مدعاة للفخر والاعتزاز.
لكن فى تقديرى، ما تحقق من عودة الأمن والاستقرار بعد حالة فوضى عارمة، يعد الإنجاز الأكبر والأهم، ويعود الفضل فيه لجيش مصر فى الدرجة الأولى، ثم الشرطة، الذين دفعوا ويدفعون من دمائهم وأرواحهم، ثمنًا غاليًا، دفاعا عن المصريين، فأثروا أنّ يتلقوا الرصاص فى صدورهم، للإحالة دون وصولها لصدر طفل أو شاب وفتاة وعجوز..!!
وإذا ألقينا النظر على الخريطة الجغرافية، ورأينا ما يحدث حولنا، سنصاب بحالة هلع، فها هى سوريا، التهمتها نيران الإرهاب، وتشرد شعبها، وعندما تماسك جيشها الوطنى، وحقق انتصارات، قرر أردوغان غزو الشمال، لإعادة الوضع إلى المربع رقم صفر، فصارت الدولة السورية بين أنياب التنظيمات الإرهابية فى الداخل ومطامع أجنبية فى الخارج..!!
ونفس السيناريو فى ليبيا، الدولة الغنية التى كان شعبها يعيش حياة رغدة، ولكنه أراد أنّ يقلد ما حدث فى تونس ومصر فى 2011 فخرج فى ثورة قضت على الأخضر واليابس، وبعد مرور 8 سنوات كاملة، يبحث الليبيون عن الأمن والاستقرار ولا يجدونه، ولم تعد ليبيا الدولة الغنية التى يحيا شعبها فى رغد العيش.
أما اليمن، والذى كان يلقب بالسعيد، فقد ساهمت توكل كرمان فى تحويله إلى اليمن التعيس البائس، فى مقابل جائزة نوبل، هدية على مجهوداتها الخارقة فى كيفية تخريب وتدمير الأوطان وتشريد الشعوب.
أما ما يحدث فى العراق، فهو أمر يدعو للقلق والألم، وصار تدفق نزيف الدماء، أكثر من تدفق نهر الفرات، الذى استولت تركيا على مياهه، وصارت بغداد مطمعًا من قوى إقليمية خارجية، كل يحاول أنّ يتحكم فى بوصلة قراراتها، ويستولى على مقدراتها، وهنا تتجلى المأساة، فبغداد بالأمس كانت قوة يخشاها الجميع، وترسم لنفسها أهدافها، اليوم صارت منزوعة الإرادة، تهددها نيران الطائفية وعبث التنظيمات الإرهابية، وأطماع تركية إيرانية مخيفة..!!
أما السودان، فقد تقسمت، ومازال الشر يطاردها من الداخل والخارج، وتحاول نزع دولة جديدة ليصير السودان ثلاث دول، صغيرة لا تؤثر فى محيطها، ويتقلص دورها، وهو ما لا نرضاه أو نقبله، فنحن كمصريين، نريد سودانا قويا وموحدا.
أما ما يحدث فى تونس، ورغم كونه شأنا داخليا، لكن المؤشرات مقلقة لدولة ليس لديها مقومات اقتصادية كبيرة، وتعتمد على السياحة بالدرجة الأولى، لذلك فإن سيطرة الإخوان على كل السلطات هناك يهدد تدفق السائحين، ويُصدر مشاكل جمة..!!
إذن، مصر تعيش وسط نيران مشتعلة على كل حدودها، والأخطر أنها تواجه ملف مياه نهر النيل، وتعنت الجانب الأثيوبى، وأطماع أردوغان فى ثرواتنا النفطية فى شرق المتوسط، وتهديدات فى سيناء، لذلك فإننا لا نملك رفاهية انتقاد الجيش المصرى، بأى صورة من الصور، حتى ولو كان على نحو حسن النية، فما البال بمحاولات تشويهه.
الجيش خط أحمر، وهو الحامى والقادر على حفظ المقدرات المصرية والعربية، ومن يحاول الاقتراب منه، يكون متآمرا وخائنا لهذا الوطن، وتستوجب محاكمته فورا بتهمة الخيانة..!!
وستبقى مصر آمنة ومستقرة رغم أنف كل حاقد ومتآمر فى الداخل والخارج.
عدد الردود 0
بواسطة:
عطية فاروق
اتفق معاك يااستاذ دندراوى
كلامك صحيح ربنا يحفظنا ويحفظ مصر حكومة وجيش وشرطة وشعب ورئيسنا المحترم