"إن الفن ليس ترفا فى حياة الإنسان، إنه ضرورة تخفف الجهد وتسمو بالروح وترتقى بالمشاعر وتعمق الجانب الإيجابى فى الحياة، لهذا تتضافر جهودنا جميعا فى دار الأوبرا المصرية عاما بعد عام من أجل تقديم إبداع ثقافى وفنى يليق بجمهورنا الذواق للفنون الراقية" هذا كلام الدكتورة إيناس عبد الدايم، عندما كانت تشغل منصب رئيس دار الأوبرا المصرية، قالتها فى مقدمة كتاب ضم البرنامج الخاص بفعاليات الأوبرا السنوية لموسم 2017 و2018، وهى كلمة مهمة وسارية المفعول.
أفكر فى هذا الكلام كثيرا وفى علاقته بتلاميذ وطلاب مصر، أفكر فيه بصورة أكثر اتساعا من الأوبرا، أي فى كل الفنون فى مصر، وأعرف أن كثيرا من الناس لا يعرفون شيئا عن الأوبرا ، مثلا، ويظنونها قاصرة على النخبة من عباد الله، ولا طريق إليها، بالطبع هذا ليس حقيقيا.
ومن هنا أواصل الدعوة لعقد اتفاقات بين الثقافة والتعليم يكون مضمونها أن تستضيف دار الأوبرا طلاب المدارس فى الأوبرا حتى ترتقى مشاعرهم عندما يدركون جوهر الفن، وأعتقد أن هذا الأمر ليس صعبا، فلنا أن نتخيل طلابا فى المدارس الثانوية يشاهدون أوبرا عايدة وما بها من إبهار فنى فى الموسيقى والصورة والإحساس، فى ظنى أن هذا الرقى سيكون باعثا قويا فى حياتهم المقبلة، وسيجعل أفكارهم عن الفن مختلفة بعيدا عن الضوضاء التى يظنونها «موسيقى»، رغم أنها تطمس أرواحهم فى كل مرة.