لو كنت من سكان أحياء الدقى والعجوزة ومنطقة المهندسين، أو تمر بها يوميا خلال الذهاب إلى العمل أو مدرسة الأبناء أو حتى زيارة عابرة، ستجد ظاهرة إزالة الأرصفة وتكسيرها فى العديد من الشوارع تحت دعوة التطوير والتغيير، الغريب والمثير للاهتمام أن حالة الأرصفة جيدة، ولا يوجد بها شىء، وما يحتاج إلى إصلاح حقيقى هو الشوارع الرئيسية والجانبية فى تلك المناطق، التى تعمقت فيها الحفر حتى صارت مطبات تؤثر على الحركة وتساهم فى المزيد من التكدس المرورى والزحام.
الغريب أن أحياء الدقى والعجوزة ومن قبلهم محافظة الجيزة لم يتنبهوا جميعا إلى وضع الطرق، واهتموا فقط للأرصفة، التى أرى أنها بحالة جيدة ولا تحتاج إلى تكسير أو إزالة، بما يؤكد أن الأموال التى تنفق على هذه الأرصفة وعمليات التطوير كما يسمونها تضيع دون محاسبة، أو أظن أنها مجرد مديونيات للمقاولين، أو بمعنى آخر " تخليص حق ".
سبق وأن كتبت كثيرا عن الأحياء ومشكلات الإدارة المحلية، ومن قبلى كتب المئات على مدار عشرات السنين، إلا أن الوضع الآن يختلف عن الفترات السابقة، فالدولة الجديدة لا تقبل بأى حال أى توظيف للموارد المالية المتاحة فى غير محله، بالإضافة إلى أنها ترفع شعار المحاسبة للجميع، وقد رأينا عشرات النماذج من المسئولين خضعوا للتحقيق والمساءلة بسبب مخالفات هنا أو هناك.
يجب أن يتدخل مجلس النواب وأعضاء البرلمان فى محافظة الجيزة لوقف ما يحدث فى شوارع الدقى والعجوزة والمهندسين، والقيام بدورهم فى الرقابة الصارمة على تصرفات الأجهزة التنفيذية للحكومة فى مختلف المواقع، لنعرف منهم، من المسئول عن تكسير هذه الأرصفة، التى مازالت حالتها جيدة ولا تحتاج إلى تغيير أو تطوير، حتى يعرف الرأى العام ملابسات القضية.
النداء إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بأن تضع الحكومة خطة حقيقية لمتابعة أداء المحليات والأحياء، خلال الفترة الراهنة، تتناسب مع حجم الجهود التى تبذلها الدولة فى مختلف القطاعات، فلا يمكن أن تؤسس الدولة مشروعات عملاقة وتخلق استثمارات حقيقية، ومع ذلك لا يمكننا خلق نظام صارم يحقق المصلحة العامة فى المحليات ويرفع شعار المواطن أولا بدلا من التسويف والتحرك العشوائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة