الواقع يؤكد أن لكل إنسان شخصيته المستقلة التي تميزه عن غيره من البشر، ليس هذا فقط فإن لكل إنسان صفات ومميزات خلقية معينة تفرقه عمن سواه من البشر، حتى أنه ليتعجب البعض من عدم تشابه اثنين من بين المليارات من الجنس البشري في العالم كله، ومن المتعارف عليه أن هناك عدة بصمات مميزة بكل إنسان في هذا الكون لا يشاركه فيها أحد حتى إن كان ذلك الشخص هو توأمه المتماثل.
ويظن البعض أن البصمة تتمثل في بصمة الأصابع فقط التي تساهم بشكل كبير في الكشف عن الجناة عند ارتكاب جرائمهم، إلا أننا سبق الحديث من خلال علوم مسرح الجريمة الحديث عن عدة أنواع أخرى من البصمات مثل: "بصمة الرائحة، وبصمة الشفاه، وبصمة العين، وبصمة الصوت".
في التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على الأنواع الأخرى من البصمات التي تُعد الأكثر تعقيداَ فى الكشف عن هوية صاحبها مثل بصمة اللسان، وبصمة الأسنان، وبصمة الماشية، وبصمة الافرازات، وبصمة الشعر، وبصمة المخ"، حيث إن هناك بصمات مختلفة تحدد الهوية الشخصية لكل كائن بشري بالإضافة إلى بصمات اليد والأصابع – بحسب الخبير القانوني والمحامي محمد الصادق.
1-بصمة الأذن
استخدمت الأذن للتعرف على هوية البشر منذ زمن بعيد، وقد أثبت العلم الحديث أن الأذن بما تحمله من منحنيات ومرتفعات تمثل بصمة دقيقة لكل إنسان، وقد توصلت دراسة بريطانية إلى إمكانية تحديد هوية الشخص من خلال منحنيات الأذن بمعدل دقة %99.6، وهو ما يفتح الباب في المستقبل الى استخدام بصمة الأذن في فتح الهاتف الذكي من خلال الضغط عليه بواسطة الأذن.
وتعد إحدى أهم البصمات التي يتم الاعتماد عليها في الإثبات، لكن بطريقة معقدة تستوجب تكنولوجيا عالية، وتتميز هذه البصمة بكونها الوحيدة التي لا تتغير منذ ولادة الإنسان وحتى مماته، وعموما فإن المحاكم الجنائية تعمل على الأخذ بالبصمات كدليل إثبات قاطع بعد أن يثبت لها علميا أن الشك لا يتطرق إليها، لكن تبقى بعض الحالات يمكن للجاني الفرار من المسؤولية الجنائية، وذلك بالتخلص من آثار البصمات بالحرق، هذا فضلا عن إمكانية إزالتها عن طريق الجراحة – وفقا لـ"الصادق".
2-بصمة اللسان
وهكذا الحال مثل بصمات الأصابع، اكتشف العلماء أن اللسان عضو فريد في الجسم له بصمة فريدة مثل بصمات الأصابع، حيث تتوزع المطبات والتلال الصغيرة للسان داخل تجويف الفم، ونادرا ما تتغير مع مرور الزمن كما يصعب تزويرها، ويعكف العلماء حاليا على تطوير تقنية تعتمد على تصوير اللسان بتقنية d3 للتوصل إلى تحديد الهوية.
3-بصمة الأسنان
وفى الحقيقة منذ زمن بعيد تتم الاستعانة بالأسنان البشرية للتعرف على العمر والعرق وبعض العادات الشخصية، العلم الحديث أثبت أن أسنانك مثل بصمات أصابعك فريدة من نوعها، حتى التوائم المتماثلة ليس لديها أسنان متطابقة، وهذا هو السبب في استخدام سجلات الأسنان في بعض الأحيان لتحديد هويات الرفات البشرية.
4-بصمة المشية
رغم أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات، فإن بعض المؤشرات تؤكد أنه يمكن تحديد هوية الشخص من مشيته، وقد قام فريق علمي بتحليل أنماط ضغط القدم لدى 100 شخص، وتوصلوا، بمعدل دقيق يصل إلى %99.5، إلى إمكانية تحديد هوية الشخص من مشيته، مثلا، يمكن تحديد هوية سارق بنك عن طريق تحليل لقطات الكاميرا لمشيته أثناء دخوله وخروجه.
5-بصمة الشعر
يتخلف عن الجرائم المصحوبة بعنف آثار مادية بمسرح الجريمة من بينها الشعر، حيث يتساقط نتيجة المقاومة ثم يعلق بجسد الجاني أو المجني عليه أو بملابسهما أو بالفراش أو حتى بأدوات ارتكاب الجريمة، ويعتبر الشعر من الأدلة القوية في مجال البحث الجنائي لاسيما أنه لا يتعرض للتلف رغم مرور الوقت، كما أن تحليله بعد وفاة الشخص قد تصل إلى مرحلة بداية تحليل العظام.
وتتم عملية الفحص أولا من المظهـر الخارجي للشعرة، وهذا بالعين المجردة و قبل تنظيفه، إذ يسمح هذا الفحص بتسجيل مواصفات الشعر الظاهرية كاللون، الطول، السمك و تصنيفه ضمن صنف من أنواع الشعر المختلفة "ناعم، ومتموج، وصوفي، ومتهدل، ومجعد"، ويتم التفريق بين الشعر والألياف النسيجية الأخرى بالرائحة المميزة لاحتراق الشعر والتواء الطرف المتحرق للشعرة، و قبل وصول مرحلة الفحص المجهري للشعرة تمر بمعالجة و تحاليل هامة و هذا من أجل إزالة العوالق المرتبطة بالشعر.
6-أنواع لبصمة إفرازات الجسم
أ- السائل المنوي: وفي قضايا هتك العرض والاغتصاب يتم البحث عن هذه البقع في الملابس الداخلية خاصة، كما يتم فحص المهبل وشعر العانة والفخذين والبطن والبول وغيرها من أجزاء جسم المجني عليها التي يمكن أن تتعرض للتلوث.
ب- البول: فيحدد ما إذا كان البول يخص إنسانا أو حيوانا، فيمكن تحديد ما إذا كانت البقعة تحوي إفرازا بوليا، وتحديد مدى التركيز الكحولي في عينة من البول.
ج - العرق: يمكن تعقب المجرم عن طريق فحص العرق الموجود بمناديل اليد وربطة العنق وغطاء الرأس والثياب التي تترك في مكان الجريمة بفحص آثار العرق العلاقة بين المتهم وآثار العرق الموجودة على بعض المضبوطات في مسرح الجريمة مثل أغطية الرأس أو الملابس الداخلية.
د - اللعاب: يمكن التعرف على اللعاب سواء إذا كان على شكل بقع جافة أو سائلة باستعمال الطرق الميكروسكوبية أو الكيميائية، حيث يمكن تحديد فصيلة الدم التي يمكن أن تؤدي إلى الكشف أو التعرف عن المجرم، كما يمكن الكشف عن وجود كحول لشخص معين باستخدام عينة من اللعاب، كما يمكن الكشف عن تعاطي المخدرات وخاصة الأشخاص المدمنين على الكوكايين.
7-الإفرازات المهبلية والخلايا المهبلية:
الإفرازات المهبلية والمخاط لها أهمية في تحديد فصيلة الدم ويمكن التعرف على هذه الإفرازات بواسطة التحليل الميكروسكوبي والكيميائي.
8-بصمة المخ
بصمة المخ هي عبارة عن خريطة لقراءة الإشارات الكهربائية التي تصدر عن المخ استجابة لرؤية بعض الصور، أو المعلومات المتعلقة بجريمة ما.
وهذه التقنية ليست مصممة للاستخدام أثناء الاستجواب، إذ أنها لا تتطلب أية أسئلة، أو أية إجابات، إذ أنها تكشف، وبموضوعية ما إذا كانت معلومات معينة موجودة في المتهم أم لا، بغض النظر عن كذب أو صدق الأقوال التي يدلي بها، فالمخ هو الذي يتحدث فهي بمثابة الشاهد الذي لا يخطيء، وقد أثبتت التجارب أنه من الممكن الحصول على أدلة من المخ أو العقل ويتم الحصول عليها بأسلوب دقيق، ويمكن الاعتماد عليه في الإجراءات الجنائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة