أداء غير مقنع ونتيجة مخيبة للآمال للمنتخب الوطنى على أرضه ووسط جمهور فى أول قيادة فنية للمدرب حسام البدرى، بتعادل مفجع أمام منتخب كينيا الضعيف فى كل شىء، أصاب الجماهير المصرية بصدمة قوية بلطشة فى القلوب خوفا من جلب المصايب على ما هو قادم للفراعنة.
المنتخب الوطنى أمام كينيا فقد كل المؤهلات الأساسية لأى فريق مبتدئ فى عالم كرة القدم، وبدا داخل الملعب كالأشباح لا لون ولا طعم "هوا" تشعر به يمر عليك دون أن تراه.
القيادة الفنية من البدرى فى المباراة لم تكن على مستوى الحدث تماما فى أول مباراة رسمية له مع الفراعنة، ولم يكن جاهزا بالشكل المطلوب لإدارة اللقاء، الذى رغم ضعفه لكنه ذات أهمية كبيرة باعتباره ضربة البداية ومستهل مشوار مرحلة جديدة طويلة ننتظر فيها رؤية منتخب جديد بجيل مختلف على كل المستويات، سواء الفنية أو الروح التى يتحلى بها اللاعبون داخل وخارج الملعب.
سلبيات كثيرة ومتنوعة أصابت المنتخب الوطنى بالعور أمام كينيا، جانب كبير منها يتحمله البدرى وجانب آخر ظهر بشدة عبر عيوب متمثلة فى قدرات اللاعبين وهبوط مستواهم بشكل غير مسبوق لدرجة وقوعهم فى أخطاء ساذجة كلفتنا الكثير، وكادت أن تتسبب فى خسارة النقاط الثلاث كاملة لو حالف الضيوف التوفيق أكثر.
كافة خطوط المنتخب ظهرت غائبة عن الوعى تماما بداية من عدم الالتزام الدفاعى فى الشوط الأول وغياب التفاهم والتجانس بين الثنائي محمود علاء وأحمد حجازى، وكلاهما وقع فى أخطاء ساذجة وتعرضا لمراوغات تحولت إلى كوميكس جماهيرى.. وزاد العبء على علاء وحجازى غياب المساندة المنتظرة من الطرفين عبد الله جمعة وأحمد فتحى اللذين لم يكن لهما أى دور لا دفاعى ولا هجومى.
كانت النقطة السلبية الأبرز فى صفوف المنتخب عدم وجود صانع ألعاب قادر على ضبط رتم الأداء والربط بين الدفاع والهجوم، ووضح أن البدرى لم يكلف أحدا داخل الملعب بهذه المهام، خصوصا بعد سحب قفشة وإشراك الننى لتزداد الانتكاسة فى صفوف الفريق، ويلجأ المدير الفنى إلى الدفاع للحفاظ على الهدف اليتيم فيما أشبه بالخذلان، ليرد القدر سريعا بهدف تعادل الضيوف من خطأ أتفه ما يكون يتحمله أكثر من 5 لاعبين دفعة واحدة ومعهم الشناوى.
وبصراحة أي مبرارات لهذا الأداء السيئ للمنتخب غير مقبول سواء بغياب عدد من اللاعبين المؤثرين مثل محمد صلاح وعبد الله السعيد، أو حتى غياب حساسية المباريات عن أغلب اللاعبين بسبب فترة التوقف، فهذه أمور من مهام وواجبات المدير الفني، وعليه أن يبحث لها عن حلول ولا يقف أمامها عاجزا، وإلا ما الفارق بين مدرب وآخر؟
للعلم المباراة القادمة أمام جزر القمر لن تكن بالسهولة التي يتوقعها الكثير، اعتمادا على أن المنافس من الفرق المغمورة والمجهولة أفريقيا، خاصة أنه فاز على منافسه توجو بالمباراة الأخرى فى المجموعة ويملك لاعبين أصحاب مستوى متطور، فضلا عن ميزة اللعب على ملعبهم الصعب والذى يمتاز بصغره وضيقه ويشكل متاعب لأى ضيف يلعب عليه، وعلى البدرى وجهازه التجهيز لتلك المباراة المقرر لها الاثنين المقبل بشكل جدى لتجاوز صدمة كينيا وتحقيق نتيجة جيدة وأداء قوى يعوض ما فات فى ضربة البداية.