قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة، رئيس اللجنة الأفريقية للبنية الأساسية والطاقة والسياحة بالاتحاد الافريقى إن مصر وبناء على طلب من وكالة الإتحاد الافريقى للتنمية "نيباد" ستتولى ريادة مشروع تطوير الخطة الرئيسية لشبكة الربط الكهربائى القارى، لافتا إلى تطلع القاهرة للتعاون مع مختلف الأطراف وشركاء التنمية لتنفيذ هذا المشروع الضخم والواعد.
جانب من جلسة منتدى التنمية الأفريقيية
وأكد وزير الكهرباء خلال كلمته التى القاها خلال الجلسة الافتتاحية لأسبوع تنمية البنية التحتية فى أفريقيا التى تستضيفه القاهرة لمدة أربعة أيام، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء الأفارقة وممثلى من المؤسسات والمنظمات التمويلية الإفريقية والدولية، أن تنفيذ هذا المشروع سيمكن دول القارة الافريقية من تحقيق الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المتاحة بالقارة من خلال إنشاء سوق إفريقى موحد للطاقة مما يسهم فى ايجاد حلول عملية لقضية نقص الطاقة، باعتبار أن تحقيق التنمية المنشودة فى القارة لا يمكن أن يتحقق دون توفير مصادر الطاقة وحسن ادارتها.
وأشار شاكر إلى أن أسبوع البنية الأساسية فى أفريقيا يعد أحد أهم الفعاليات الإفريقية التى توفر منصة لالتقاء الدول الافريقية بشركاء التنمية الاقيلميين والدوليين والقطاعات الحكومية، للوقوف على التقدم المحرز فى تنفيذ المشروعات الخاصة بالبنية التحتية بالقارة كاحد المحاورالرئيسية لاجندة التنمية الافريقية 2063.
وأشار إلى أن موضوع الأسبوع الخامس للبنية الأساسية فى أفريقيا الذى ينطلق تحت عنوان "اعادة توجيه افريقيا لتنفيذ أجندة التنمية 2063، يهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادى من خلال مقاربة متعددة القطاعات لتنمية البنية التحتية من خلال منظور ورؤية جديدة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية فى افريقي، مشيرا إلى دول القارة التى تسعى لتنفيذ أجندة 2063، وتحقيق الاندماج الاقتصادى من خلال تحرك متعدد القطاعات ومزيد من الانخراط للقطاع الخاص فى مشروعات التنمية.
وأوضح شاكر أن تلك الرؤية الجديدة تأتى انطلاقا من عمل أفريقى مشترك طالما سعى إلى النهوض بكافة جوانب عملية التكامل الاقتصادى والاقليمى فى القارة، لافتا إلى إيمان مصر بأن دول القارة لا تزال تعانى من ضعف كبير فى مقومات البنية الأساسية بكافة المجالات، ما يعرقل وتيرة التنمية الشاملة التى نسعى إليها حيث تفتقد العديد من المناطق بالقارة إلى بنية حديثة متطورة تمكنها من المضى دما فى عملية التنمية وهو ما نلمسه من معاناة عدد من الدول الافريقية من نقص حاد فى مصادر الطاقة وضعف بنية النقل وما يرتبط من ضعف إمكانيات وخدمات خاصة بالموانىء والمطارات والسكك الحديدية.
شاكر خلال الجلسة
وأوضح وزير الكهرباء أن هذه التحديات تهدد المكاسب التى حققتها القارة على مدار العقود الماضية والجهود الافريقية المشتركة للارتقاء بالقارة سعيا لتحقيق طموحات الشعوب، كما تفتح الباب لمزيد من التوترات السياسية والاقتصادية بما يهدد استقرار دول القارة.
ولفت وزير الكهرباء إلى أن اجتماع اليوم يأتى انطلاقا من الإدراك أن تنفيذ أجندة 2063 يرتكز على توفير بنية تحتية متطورة ذات خدمات مستدامة على ضوء ارتباطها بجذب الاستثمارات وتعزيز التحارة البينية بما يمكن من الوصول إلى التكامل الاقتصادى، مشيدا بالجهود التى بذلها الاتحاد الافريقى من خلال برنامج تطوير البنية التحتية فى افريقيا بما يتضمنه من مشروعات للنقل البرى والبحرى والملاحى والسكك الحديدية والارتقاء بالموارد البشرية وتطوير شبكات الاتصالات.
وأشار شاكر إلى أن قضية تطوير البنية التحتية فى أفريقيا أصبحت قضية مصيرية تشغل القيادات الأفريقية التى تسعى جاهدة لتحقيق آمال وتطلعات شعوبها فى التنمية.
وقال: فى إطار هذا الاهتمام لايمكن إغفال المبادرات الأفريقية التى تسعى لربط القارة الأفريقية ببعضها البعض تسهيلا لعملية التكامل وتحقيقا لتنمية شاملة والتى من بينها المبادرة الرئاسية لتنمية البنية التحتية فى أفريقيا بما تشمله من مشروعات لربط دول القارة مثل مشروع ممر القاهرة كيب تاون ومشروع الربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط الذى يخدم الدول الافريقية الحبيسة ومشروع الطريق السريع .
وأشاد وزير الكهرباء بالجهود التى بذلتها قيادات القارة للنهوض بمشروعات البنية التحية فى أفريقيا وحرصها على تعزيز التعاون مع الشركاء والمؤسسات لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات، وكذا التسهيلات التى تقدمت بها لتسهيل مشاركة القطاع الخاص الافريقى فى تنفيذ المشروعات بما يعكس ملكية القارة الافريقية لمشروعاتها.
وشدد الوزير على أهمية تعبئة وتشجيع الاستثمار فى مجالات البنية التحتية وخاصة بنية النقل والمواصلات وتكنولوحيا المعلومات باعتبار هذا ضرورة لجنى ثمار اتفاقية التجارة الحرة القارية ودفع عجلة التبادل التجارى الفعلى بين الطول الافريقية، وبالتالى خلق مزيد من فرص العمل الانتاجية وجذب مزيد من الاستثمارات.
بدوره أكد السفير خالد عمارة مساعد وزير الخارجية للمنظمات الأفريقية الممثل الشخصى لرئيس الجمهورية بوكالة الاتحاد الافريقى للتنمية "نيباد" أن الفعالية تعد أحد أهم الفعاليات التى يتم تنظيمها فى إطار رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقى.
وأشار السفير خالد عمارة خلال كلمته أنه على الرغم مما حققته القارة فى طريق الاندماج إلا أن الطريق لايزال طويلا لتحقيق أهداف أجندة 2063، فالعديد من الدول تعانى من افتقار فى البنية الأساسية وما يرتبط بها فى ضعف الخدمات وخاصة قطاع النقل وهو ما يعرقل جهود التنمية الشاملة فى افريقيا.
وأوضح أن برنامج تطوير البنية الأساسية فى أفريقيا يبدأ بما يتضمنه من مشروعات مثل القاهرة كيب تاون الذى أسهم بشكل كبير خلال السنوات الماضية فى إثراء عملية التنمية فى القاهرة الأفريقية، مشيدا بجهود مفوضية الاتحاد الأفريقى ونيباد فى هذا البرنامج بدعم المشروعات التى تندرج تحته، مشددا على أن مشروعات البنية الأساسية فى أفريقيا تحتاج إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتنسيق الجهود المشتركة مع شركاء التنمية.
أكد السفير عمارة جدوى التفكير فيما طرحه رئيس الجمهورية الخاص بإنشاء نوعا من التحالف فى أفريقيا للبنية التحتية على نسق الشراكة بين القطاعين العام والخاص للاستثمار فى مشروعات البنية التحتية بما يمكن من مصادر تمويل للمشروعات.
ونوه مساعد وزير الخارجية إلى قضية تأثير التغيرات المناخية التى نشهدها حول العالم وما ينتج عنها من كوارث تؤثر على البنية التحتية وخطط التنمية، وفى هذا الإطار رحبت مصر باستضافة مركز تميز تكيف التغيرات المناخية التابع لوكالة الاتحاد الافريقى للتنمية إيمانا منها بأهمية إنشاء بنية أساسية مستدامة قاطرة على مواجهة تحديات الطبيعة.
من جانبها أكدت الدكتورة أماني أبوزيد مفوضة الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية والطاقة أن قارة أفريقيا تمتلك امكانات هائلة وتتحرك بقوة وسرعة نحو النمو مابين محطات طاقة شمسية ورياح وطرق ومصانع عملاقة والتحول الرقمي الذى يقوده شباب القارة فى كافة الأمور الحياتية، وذلك لايجاد حلول مبتكرة لمشاكل القارة .
وأشارت إلى أن أفريقيا أصبحت محط أنظار العالم فى ظل تحديات كبري لا نخفيها بل نسعي لحلها ، لافتة إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية تم الانتهاء من إعداد المرحلة الأولي لبرنامج pida "البرنامج الافريقي لتنمية البنية التحتية".والدراسة التقييمية له.
وأضافت : نحن بصدد إقرار المعايير لاختيار المشروعات التي تم تحديدها بحوالى خمسين مشروع ذات طابع قاري واقليمي من شأنها تغيير القارة بشكل كبير ونأمل ان يحقق هذا البرنامج نقلة نوعية كبيرة لافريقيا.
إلى ذلك، قال إبراهيم مياكى الرئيس التنفيذى لوكالة الاتحاد الافريقى للتنمية - نيباد أنه ينبغى أن نضع فى الاعتبار الاستفادة من دروس المشروعات السابقة فى مجال البنية التحتية خلال الفترة القادمة .
وأوضح خلال كلمته أن تعزيز البنية التحتية تمثل العمود الفقرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة وهو ما يعنى التنمية الشاملة، مشيرا إلى أنه تم وضع مخطط لدعم البنية التحتية وتتضمن مشاريع فى قطاعات تكنولوجيا المعلومات والمياه والطاقة والنقل، والعمل على تحسين المعيشية للشعوب الأفريقية لدعم التنمية الاقتصادية فى القارة بما يدعم الشاملة من أجل خلق فرص اقتصادية وتوفير نحو 50 مليون فرصة عمل .
وأشار إلى أن اتفاقية التجارة الحرة القارية سيكون تنفيذها انفتاحا كبيرا للقارة ،لافتا إلى أن اجندة 2063 تدعو إلى قارة واحدة متحدة وحتى يتسنى تنفيذ أهداف الأجندة لابد من تنفيذ مشروعات البنية التحتية فى أنحاء القارة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة