بيروت تتقلب على جمر الاحتجاجات.. المتظاهرون يقطعون الطرق الرئيسية.. صحف لبنان ترجح عودة سعد الحريرى على رأس الحكومة والقوى السياسية ترحب.. رئيس الوزراء المستقيل يتمسك برحيل "باسيل" فى التشكيل المرتقب

الإثنين، 04 نوفمبر 2019 04:50 م
بيروت تتقلب على جمر الاحتجاجات.. المتظاهرون يقطعون الطرق الرئيسية.. صحف لبنان ترجح عودة سعد الحريرى على رأس الحكومة والقوى السياسية ترحب.. رئيس الوزراء المستقيل يتمسك برحيل "باسيل" فى التشكيل المرتقب لبنان الثائر
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازال لبنان يتقلب على الصفيح الساخن ..فمن جهة زلزال استقالة الحريرى لا يزال يهز أركان الساحة اللبنانية ويلقى بظلاله على المشهد السياسى بكل مكوناته ، ذاك المشهد الذى يمر بتغيرات تاريخية وتقلبات عدة قد تغير التوقعات وتقلب الموازين "رأس على عقب" بين ليلة وضحاها، فبعد بضعة أيام من استقالته تنبئنا التوقعات بعودته مرة أخرى للمشهد السياسى فى لبنان، هذا ما أكدته صحف لبنانية صادرة اليوم، ومن جهة أخرى تطورت التظاهرات إلى تحركات حاشدة لقطع الطرقات الرئيسية فى العاصمة بيروت .

 

إضرام النيران بإطارات السيارات

على صعيد الشارع اللبنانى المحتج، تطورت موجة التظاهرات التى يشهدها لبنان منذ عصر الأحد، إلى تحركات لقطع الطرق السريعة والرئيسية وإعاقة حركة مرور السيارات، وذلك فى عدد من المحافظات؛ لاسيما فى العاصمة بيروت، حيث أغلق متظاهرون عددا من الطرق الرئيسية في العاصمة اللبنانية بيروت ومدن أخرى، وبدأ المتظاهرون في وضع حواجز مؤقتة على الطرق مستخدمين مكبات النفايات والسيارات المركونة على الطريق، والإطارات التي أضرموا فيها النار.

 

وقطع المتظاهرون عددا من الطرق في بيروت والبقاع وصيدا والشمال، والطريق السريع بين بيروت وطرابلس مساء الأحد، إذ خرجت حشود غفيرة للاحتجاج في عدد من المدن، على الرغم من تقديم رئيس الوزراء سعد الحريري الثلاثاء الماضي استقالته لرئيس الجمهورية.

وجلس المتظاهرون متربعين على أرض جسر رئيسي في العاصمة بيروت، وتجمع آخرون قرب مقر البنك المركزي، الذي يرى محتجون أنه سبب من أسباب الأزمة الاقتصادية في البلاد.

 

وتوجهت تجمعات من المحتجين صوب الطرق الرئيسية والسريعة والتقاطعات الحيوية، وافترشوا الطرق، فى حين أقدم آخرون على الاستعانة بسياراتهم الشخصية لمنع حركة المرور، وأشعلت تجمعات فى عدد من المناطق الإطارات المطاطية فى منتصف الطرق، فى حين استخدم محتجون فى مناطق أخرى عوائق مختلفة من بينها سواتر ترابية وصناديق النفايات والحواجز الأسمنتية.

وحاولت قوات الجيش والقوى الأمنية منع المتظاهرين من قطع الطرق وإعاقة حركة السير، سواء من خلال التفاوض معهم أو عبر تشكيل حواجز بشرية على جوانب الطرق، غير أن الأعداد الكبيرة من المتظاهرين باغتت القوى الأمنية من أكثر من اتجاه فى المنطقة الواحدة، رافضين الخروج من الطرق ومعلنين بدء الاعتصام.

ولم تشهد وقائع قطع الطرق من قبل المتظاهرين، مصادمات عنيفة مع الجيش والقوى الأمنية، والتى اضطرت إلى التراجع فى مواجهة الأعداد الكبيرة من المحتجين.

وبدأت قوات الجيش فى تنفيذ انتشار واسع فى محيط الطرق المغلقة، حيث قامت بإزالة العوائق فى عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية التى خلت من المتظاهرين الذين توجهوا إلى أماكن أخرى بعد أن وضعوا العوائق.

مطالب المتظاهرين

واعتبر المتظاهرون أن السلطة السياسية متباطئة فى تنفيذ مطالب الحراك الشعبى الذى بدأ قبل نحو 3 أسابيع، على نحو اقتضى النزول إلى الشوارع وقطع حركة السير وإعاقة المرور فى إطار من الضغط الشعبي، مشيرين إلى أنه منذ أن تقدم رئيس الوزراء سعد الحريرى باستقالة الحكومة الثلاثاء الماضي، ولم يتحدد موعد الاستشارات النيابية الملزمة والتى يتم بمقتضاها تكليف شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة، على نحو يمثل "مماطلة وشراء للوقت" فى مواجهة مطالب الشارع.

قوى ترجح عودة الحريرى

وعلى الصعيد السياسى أشارت الصحف اللبنانية إلى أن القوى السياسية الرئيسية فى لبنان تحبذ فى معظمها عودة سعد الحريرى رئيسا للوزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة المرتقبة، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن تأخير إنجاز الاستحقاق الحكومى مرجعه تمسك الحريرى وإصراره على عدم توزير رئيس التيار الوطنى الحر وزير الخارجية الحالى جبران باسيل.

ووفقا لما ذكرته صحيفة (النهار) اللبنانية ، أن التغيير أصبح محتوما وأن تأخر المسئولين في الإصغاء إلى صوت المواطنين وحاولوا الاحتماء بشوارعهم في مقابل شارع شعبي هادر، وأن ما يقوم به القيمون على الدولة حاليا، يمثل هروبا إلى الأمام وجنوحا على الطريق التي يجب أن يسلوكه لتخطي المرحلة وإنقاذ لبنان من انهيار لا يمكن أن يحملوا أي حراك أو جهة مسئوليته.

من جانبها، أشارت صحيفة (الجمهورية) إلى أن السلطة مستمرة في تأخير إنجاز الاستحقاق الحكومي على مستويي التكليف بتشكيل الحكومة وتأليفها، في ظل تصعيد بين السلطة والمحتجين، بما ينذر بانعكاسات سلبية على الأوضاع الاقتصادية.

وأضافت أن ما يعوق نجاح المفاوضات مع الحريري لتكليفه بتشكيل الحكومة، هو تمسكه بمطلب استبعاد إعادة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كجزء من الحكومة .

من جهتها، قالت صحيفة (الأخبار) إن الحريري لن يتمسك برئاسة الحكومة إذا أراد "الآخرون" أن يفرضوا عليه حكومة لا ترضي الناس، مشيرة إلى أن البلاد دخلت مرحلة "الانهيار الاقتصادي – النقدي – المالي" منذ ما قبل بدء التحركات الشعبية قبل نحو 3 أسابيع.

من ناحيتها، نقلت صحيفة (نداء الوطن) عن مصادر وصفتها بأنها "واسعة الاطلاع" أن حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مازلا يحبذان عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، لكنهما يأخذان عليه "استعجاله اشتراط عدم توزير جبران باسيل".

 

بدائل للحريرى

وعلى الرغم من أن جل التوقعات ترجح عودة الحريرى إلا أن هذا لا ينفى وجود احتمال عدم عودته مما يطرح أسماء بديلة فى مقدمتها تمام سلام رئيس وزراء لبنان الأسبق، نائب بيروت فؤاد مخزومى وضع أيضا اسمه ضمن الترشيحات لتولى رئاسة الحكومة الجديدة.

ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.

 

محاولات فتح الطرقات

 

محاولات قوات الأمن والجيش في لبنان، فتح عدد من الطرقات في بيروت والبقاع وصيدا، في اليوم التاسع عشر من الاحتجاجات التي تشهدها البلاد وأجبرت رئيس الوزراء سعد الحريري على التقدم باستقالته.

وكان المتظاهرون قطعوا عدة طرق في بيروت ، في مناطق رئيسية مثل الرينغ والشيفروله وفردان والصيفي والكوازز وقصقص.

 

وقطعت طرق أساسية وحيوية في مختلف المناطق اللبنانية، في جل الديب والزوق وجبيل والبترون في طرابلس شمالا، وطريق الجنوب وصيدا والجبل جنوبا، وشوارع رئيسية أخرى عدة في البقاع شرقي لبنان.

 

وبعد دعوة المتظاهرين للإضراب وإغلاق للطرقات، الاثنين، ارتفعت وتيرة قطع الطرق فجرا، حيث يرى المحتجون أن قطع الطرق الوسيلة المثلى لإيصال رسالة الاعتراض إلى السلطات.

 

وأعلنت غرفة التحكم المروري قطع طريق خلدة المؤدية إلى الجنوب اللبناني، إضافة إلى طرق بيت الدين ودميت وشحيم في الشوف بجبل لبنان، فضلا عن الجية والناعمة وخلدة والشويفات وطريق صيدا جنوب لبنان.

 

كما قطع محتجون طريق نهر الكلب بشكل كامل، إضافة إلى طرق وشوارع رئيسية في العاصمة.

 

ودفعت الاحتجاجات، التي لم يسبق لها مثيل وعمت أرجاء لبنان، بالبلاد إلى أتون اضطرابات سياسية، بينما تجد صعوبة في احتواء أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وبالتزامن مع الذكرى الثالثة ، أمس الأحد ، لانتخاب عون واحتشد الآلاف من مناصري التيار الوطني الحرّ حزب الرئيس اللبناني ميشال عون، على طريق القصر الجمهوري، تحت شعار "يا أهل الوفاء" رافعين الأعلام اللبنانية وأعلاما برتقالية ترمز إلى حزب الرئيس، فيما حمل آخرون صور الرئيس البالغ 84 عاماً وأخرى لزعيم التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، وهو صهر عون ووزير الخارجية، بحسب وكالة فرانس برس. للتعبير عن دعمهم له قبل ساعات من تظاهرات مناهضة للسلطة الحاكمة يتوقع تنظيمها بعد الظهر في وسط بيروت.

 

عون للبنانيين: الفساد لن يزول بسهولة

 

وخاطب الرئيس اللبناني، ميشال عون، أمس الأحد، أنصاره من المتظاهرين، وقال إنه يرى "شعب لبنان بأكمله من خلال مسيرات مؤيديه".، وفي كلمته، قال عون إن "كثيرين يعرقلون خارطة الطريق التي وضعناها".، كما أعلن الرئيس اللبناني أنه "رسم خارطة طريق تتضمن الفساد والاقتصاد والدولة المدنية".

 

وذكر عون أن "الفساد لا يمكن أن يزول بسهولة لأنه متغلغل في الدولة اللبنانية".، وتجمع مؤيدو الرئيس عون من أنصار التيار الوطني الحر والأحزاب الحليفة عند طريق القصر الرئاسي في مسيرة أطلقوا عليها اسم "أهل الوفا".

 

التيار الوطنى الحر

 

وقد ألقى رئيس التيار الوطني الحر صهر عون، الوزير جبران باسيل، كلمة للمشاركين في مسيرة التأييد قال فيها إن شعار "كلن يعني كلن" في ساحات لبنان "ينبغي أن يكون للمساءلة وليس للظلم"، داعيا لعدم اتهام الجميع بالفساد، وأشار إلى أن وزراء ونواب التيار الوطني الحر رفعوا السرية المصرفية عن حساباتهم.

واعتبر باسيل أن بعض مطالب المتظاهرين "تعجيزية و"مدمرة للاقتصاد"، وقال إنه "لا ينبغي أن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم".

يأتى هذا فى الوقت الذى تدفق مساء أمس السبت المتظاهرون اللبنانيون على مدينة طرالبس، كبرى مدن شمال لبنان، قادمين من مناطق مختلفة في البلاد للتأكيد على وحدة بلادهم الوطنية و للتنديد بالطبقة السياسية والفساد.

وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن الاحتجاجات لاتزال مستمرة ولاسيما في مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية وكبرى مدن شمال لبنان، حيث تدفق آلاف المتظاهرين القادمين من مناطق لبنانية عدة إلى ساحة النور للتأكيد على استمرار الحراك الاحتجاجي ضد الطبقة السياسية والفساد، وللتشديد على وحدة الشعب اللبناني بجميع طوائفه.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة