دشنت إيران، اليوم الإثنين، 30 جهاز متطور للطرد المركزى، وذلك فى إطار تقليص التزاماتها من الاتفاق النووى المبرم مع القوى الكبرى فى 2015، إجراء يأتى بالتزامن مع الذكرى الـ 40 لاقتحام السفارة الأمريكية فى طهران أو ما يعرف تاريخيا بـ أزمة الرهائن 4 نوفمبر 1979، فضلا عن حلول الذكرى الأولى لإعادة واشنطن عقوبات مشددة على قطاعين النفطى والمصرفى فى طهران.
وقالت مصادر إيرانية أن هذه الخطوة لا تعد الرابعة بل هى إجراء استكمالي للخطوة الثالثة التى اتخذتها طهران فى سبتمبر الماضى، وأقدمت عليه طهران قبل يوم من موعد تنفيذ الخطوة الرابعة فى إطار تقليص التزاماتها من بنود الاتفاق النووى.
فى هذا الاطار، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحى، أن الجمهورية الإسلامية دشنت اليوم الاثنين 30 جهازا متطورا للطرد المركزي، وقال صالحى للتلفزيون الرسمى "نشهد اليوم تدشين مجموعة تضم 30 جهازا للطرد المركزى (IR-6)". وأضاف أن تلك الخطوة تظهر "قدرة وعزم" إيران.
وأضاف صالحي اليوم الاثنين خلال زيارته محطة "نطنز" النووية بمحافظة أصفهان أن: "إنتاج طهران من اليورانيوم منخفض التخصيب ارتفع 10 أضعاف خلال الشهرين الماضيين".وأوضح أنه: "خلال الشهرين الماضيين قمنا بتشغيل 15 جهازا مركزيا من الجيل المتطور".
وتابع: "أنشطتنا النووية لم تتباطأ أو تتوقف خلال السنوات الماضية، وإنتاجنا من اليورانيوم منخفض التخصيب ارتفع خلال الشهرين الماضيين، بعد الخطوة الثالثة من 450 جرام يوميا إلى 5 آلاف جرام".
ولفت صالحي أن طهران تمتلك الآن في مفاعل نطنز 60 جهاز طرد مركزي من الجيل السادس، وقال إنه "تم تشغيل 30 جهاز طرد مركزي كان على جدول أعمالنا بعد نحو 3 أو 4 سنوات، لكننا عجلنا في ذلك جراء التحديات السياسية التي نواجهها".
ومنحت إيران مهلة شهرين للأطراف الأوروبية لتنفيذ التزاماتها، بعد خطوتها الثالثة فى سبتمبر الماضى تنتهى غدا الثلاثاء، وسط توترات تشهدها العلاقات الأمريكية الإيرانية، عقب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وفرض حزمتين من العقوبات المشددة على طهران، لكبح جماح برنامجها النووى وعرقلة تطوير برنامج الصواريخ الباليستية.
خطوات إيرانية ترد على العقوبات الأمريكية
بدأت طهران اتخاذ خطواتها منذ مايو 2019 الماضى فى الذكرى الأولى للانسحاب الأمريكى من الاتفاق ومنحت مهلة للأوروبيين الموقعين على الاتفاق حتى 7من يوليو لمساعدتها على تجاوز العقوبات، وفى 8 مايو 2019 أعلنت رسميا التخلى عن بعض التزاماتها عبر التوقف عن وضع سقف لاحتياطيها من الماء الثقيلة واليورانيوم المخصب.
وفى الأول من يوليو، زادت طهران مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب عن الكمية المقررة فى الاتفاق وهى 300 كيلوجرام فى يوليو الماضى، وفى 7 يوليو أعلنت أنها تنوى أن تنتج فعليا اعتبارا من هذا اليوم اليورانيوم المخصب بدرجة تفوق الحد الاقصى المسموح به فى إطار الاتفاق النووي والبالغ 3,67%، وبعد 6 أيام من ذلك، بدأت إيران في رفع نسبة تخصيب اليورانيوم لـ 4.5%، حتى تتمكن من إنتاج الوقود لمحطة بوشهر للطاقة الكهروذرية، وذلك يتجاوز الحد الأقصى المنصوص عليه فى الاتفاق النووي، والبالغ 3.6%..
وفى 7 سبتمبر الماضى اتخذت إيران الخطوة الثالثة وتشمل 4 مراحل، فى مقدمتها تشغيل 20 جهاز طرد مركزى متطورة من طراز IR6 وIR4 من شأنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، وبموجب الاتفاق النووي، كان يسمح لإيران بتشغيل ما لا يزيد عن 5060 من أجهزة الطرد المركزى، من طراز "أي أر 1" أقدم وأقل الطرز كفاءة، وذلك حتى عام 2026.
وفرضت الولايات المتحدة حزمة عقوبات أولى على طهران فى نوفمبر 2018، وشملت عقوبات ضد الشركات، التى تدير الموانئ الإيرانية، إلى جانب الشركات العاملة فى الشحن البحرى وصناعة السفن، وقطاع الطاقة الإيرانى، وخاصة قطاع النفط، كما تم فرض عقوبات على البنك المركزى الإيرانى وتعاملاته المالية، والثانية فى مايو العام نفسه.
فى غضون ذلك، أحيت إيران، اليوم، الإثنين، الذكرى الـ40 لاقتحام السفارة الأمريكية فى طهران، أو ما يعرف تاريخيا بأزمة الرهائن التى وقعت فى 4 نوفمبر عام 1979، وسيرت المسيرات فى العاصمة طهران، ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وخصوم طهران، مثل "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" وإحرق العلمين الأمريكى والإسرائيلى ودمى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وعشية الذكرى الـ 40 لاقتحام السفارة الأمريكية فى إيران، جدد المرشد الأعلى الإيرانى رفضه لإجراء اية محادثات مع الولايات المتحدة، وقال أن بلاده لن ترضخ للضغوط الأمريكية وأن المحادثات مع أمريكا لن تحل مشكلات إيران. وقال خامنئى "سبل الحد من نفوذ أمريكا هو رفض إجراء أى محادثات معها. هذا يعنى أن إيران لن ترضخ لضغوط أمريكا، من يعتقدون أن المفاوضات مع العدو ستحل مشكلاتنا مخطئون 100%".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة