بدأت طهران أمس الأربعاء ضخ غاز (UF6) سادس فلورايد اليورانيوم، في أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو النووي، تنفيذا للخطوة الرابعة بخفض التزاماتها في الاتفاق النووي، وذلك غداة انتهاء مهلة حددتها إيران لشركائها الأوروبيين في الاتفاق النووي كي تساعدها في الالتفاف على العقوبات الأمريكية، وكان يمنع الاتفاق النووي عمليات تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو فى مدينة قم بحسب وكالة إيسنا الإيرانية.
وتفصيلا، قالت الوكالة الإيرانية، تم نقل 2000 كيلوجرام من غاز سادس فلوريد اليورانيوم من محطة نطنز إلى محطة فوردو تحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية، لبدء تشغيل أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو".
كما نشرت وسائل إعلام إيرانية صورا تظهر عملية نقل مخزن غاز (UF6) الذى تم نقله من محطة نطنز إلى فوردو.
وكانت كشفت طهران أمس الثلاثاء أنها ستبدأ اليوم، تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو بنسبة حتى 5%، مشيرة إلى أنها قادرة على القيام بذلك حتى مستوى 20%.
وعشية تطبيق الخطوة الرابعة ترك الرئيس الإيرانى المحسوب على الاصلاحيين، الباب مواربا أمام فرصة عودة بلاده لبنود الإتفاق، وقال بالأمس "هذه الخطوة قابلة للعودة في حال عاد الطرف المقابل إلى تنفيذ تعهداته بموجب الاتفاق النووي.. وسنعود إلى تطبيق الاتفاق النووي بالكامل في حال تمكنا من بيع النفط ونفذ الطرف المقابل تعهداته".
وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان طهران ضخ غاز اليورانيوم فى أجهزة الطرد المركزى بالموقع ، كتب روحانى على تويتر " منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم الواقعة تحت الأرض ستعود إلى كامل نشاطها قريبا"، وأضاف روحانى "خطوة إيران الرابعة فى تقليص التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووى المبرم فى 2015) بضخ الغاز إلى 1044 جهاز طرد مركزى تبدأ اليوم. بفضل سياسة الولايات المتحدة وحلفائها، ستعود فوردو إلى كامل نشاطها قريبا".
من جانبه أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي، انه ستبدأ في الساعة 12 ليلا من اليوم الاربعاء، عملية ضخ الغاز في اجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو النووية. وقال کمالوندي في تصريح صحفي، قمنا قبل ثلاث ساعات بنقل خزان بزنة 2800 كيلوجرام يحتوي على نحو 2000 كجم من غاز سادس فلورايد اليورانيوم "UF6" تحت اشراف مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من "نطنز" إلى "فوردو".
وأضاف المسئول الإيرانى أن عملية تخصيب اليورانيوم تشتمل على عدة مراحل اولها نقل شحنة الغاز الى الموقع وقد تم ذلك، والمرحلة الثانية هو ايصال الغاز الى خطوط التغذية، وباقي المراحل سيتم تنفيذها خلال الساعات المقبلة.
فى المقابل، علق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قائلا إن مصير الاتفاق النووي، الموقع بين إيران والقوى العالمية في 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي، هو بيد طهران وواشنطن.وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي بالسفارة الفرنسية في بكين، خلال زيارته الجارية للصين، إن "إيران وأمريكا هما من تقرران اليوم مصير خطة العمل الشاملة المشتركة".
وتابع ماكرون: خلال الأسابيع المقبلة سنمارس الضغوطات على إيران، لكي تعود لالتزاماتها، كما سنعمل على تخفيف العقوبات عليها لكي نقيم توازنا.ووصف ماكرون القرارات التي اتخذتها إيران، والتي تتعلق باتخاذ خطوة رابعة لخفض التزاماتها بالاتفاق النووي، بأنها "خطيرة"، معلقا بأن "طهران قررت بشكل واضح الخروج من خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأضاف الرئيس الفرنسي، أن "أمريكا أخطأت عندما تركت خطة العمل الشاملة المشتركة، مما أدى لمزيد من التصعيد"، مضيفا: "سأتطرق مع الرئيس الأمريكى دونالد، ترامب خلال الأيام المقبلة لفكرة فتح أجندة ثقة بين أمريكا وإيران".
كما دعا وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إيران، إلى الوفاء ببنود اتفاقها النووي المبرم في عام 2015 مع القوى العالمية، لكنه قال إن موسكو تتفهم سبب تقليص طهران لالتزاماتها.وقال لافروف للصحفيين في موسكو إن التطورات بشأن الاتفاق النووي مثيرة للقلق بشدة. وألقى باللوم فى الوضع على الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات على طهران.
من جانبها قال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء إن مفتشى الوكالة التابعة للأمم المتحدة موجودون على الأرض فى إيران وسيرفعون تقريرا.وأضاف المتحدث فى بيان "نحن على دراية بالتقارير الإعلامية المتعلقة بفوردو. مفتشو الوكالة موجودون على الأرض فى إيران وسيرفعون تقريرا عن أى أنشطة ذات صلة لمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا".
وخلال المراحل الثلاث الأولى التى اتخذتها طهران ردا على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي فى 2018، أعلنت رسميا فى 8 مايو 2019 التخلى عن بعض التزاماتها فى الاتفاق، وفى الأول من يوليو، زادت طهران مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب عن الكمية المقررة فى الاتفاق وهى 300 كيلوجرام، و وتجاورت السقف المحدد من المياه الثقيلة.
وفى 7 يوليو أعلنت إيران انها تنوى أن تنتج فعليا اعتبارا من هذا اليوم اليورانيوم المخصب بدرجة تفوق الحد الاقصى المسموح به فى إطار الاتفاق النووي والبالغ 3,67%، وبعد 6 أيام رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم لـ 4.5%.وفى 7 سبتمبر الماضى اتخذت إيران الخطوة الثالثة وتشمل 4 مراحل، فى مقدمتها تشغيل 20 جهاز طرد مركزى متطورة من طراز IR6 وIR4 من شأنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب.