زوجات وقفن بأروقة محاكم الأسرة بعد أن تحولت حياتهن إلى جحيم، شاكيات عنف أزواجهم،والاعتياد على اغتصابهن، والتسبب لهن بمشاكل صحية جسيمة، تصل إلى إصابة بعضهن بعاهات مستديمة تلازمهن طوال عمرهن، والتسبب فى تدمير الحالة النفسية لكثير من الزوجات، وفى المقابل على الزوجات الإذعان، ليجدن أنفسهن تحت ضغط هائل.
حجم هذه المشكلة جسدتها محاكم الأسرة بحلون والمعادي، وإمبابة، وأكتوبر، حيث كشفت الأرقام مأساة 425 زوجة شكت من إصابتهن بعاهة مستديمة بسبب العنف الجنسي، وبلغت دعاوى الطلاق للضرر بسبب نفس المشكلة لـ 1350 دعوي، بخلاف 690 دعوى نشوز بسبب لجوء الزوجات للشكوى من التعرض للعنف والاغتصاب على يد أزواجهم.
وهنا نرصد شهادات لسيدات لجئن لمحاكم الأسرة لطلب المساعدة والهرب من العنف الجنسى والاغتصاب الممارس ضدهن.
زوجة: زوجى مدمن ويتفاخر بإيذائى وإغتصابى أمام أصدقائه
سيدة تدعى "ع.ال.ف"، وقفت تستغيث بمحكمة الأسرة بأكتوبر وتطلب الطلاق للضرر، بعد مرور 3 سنوات على زواجها، والتسبب لها بإصابات خطيرة وكسور على يد زوجها، بسبب إدمانه، ومعاشرتها بما يخالف الشرع، والإقدام على التفاخر بذلك أمام أصدقائه.
وتابعت الموظفة بإحدى شركات التأمين: "تركت المنزل له عدة مرات، ولكنه كان يستخدم طفلتى الرضيعة لابتزازى للرجوع له، فكان يقوم بإصطحابها بالقوة بعد التعدى على بالضرب من إخوته و أمه، لأضطر للمثول لعنفه، خوفا على حياة الصغيرة من عنفه".
وتكمل: "من أول يوم زواج كان يأخذ مرتبى بدلا منى، وكان له مشروع خاص يجعلنى به عاملة نظافة، وبالرغم من ذلك تحملت لكنى اكتشفت أنه غير أمين على تفاصيل علاقتتنا الخاصة بعد حوالى عام من الزواج عندما علمت أن كل زملائنا يعرفوا أدق تفاصيل لقاءاتنا الزوجية و انه يتفاخر بأنه يعذبنى".
وتؤكد: "طردنى من منزلي، عقابا لى على الأعتراض على إهانتي، وتوسلى إليه إلا يؤذني، بعد أن تعددت إصاباتى الجسدية، نتيجة إصابتى بجروح وكسور، إثر تعديه على بالضرب المبرح".
زوجة: عشت 4 شهور فى جحيم الحياة الزوجية وخرجت بعاهة
معاناة أخرى لزوجة لم تتحمل الحياة برفقة زوجها ولجأت للهروب وطلب الطلاق للضرر، أمام محكمة الأسرة بإمبابة، وذلك بعد 4 شهور من زواجها، لتضع الأمر أمام مكتب تسوية المنازعات الأسرية، بعد أن عرضت ملف حالتها الصحية التى أوضح إصابتها بعاهة مستديمة .
وتؤكد الزوجة س.ع.م، البالغة من العمر 30 عام: "بسبب الضغط العصبى والنفسى والعنف الذى رأيته على يد زوجي، أنهرت ووقعت فى الأرض وأصبتنى جلطة، ومنذ ذلك الوقت وزوجى تركنى ورفض تطليقى، ورفض دفع مصروفات علاجى، مما دفعنى للجوء للقضاء".
شابة لمحكمة الأسرة: زوجى كان يجبرنى على تعاطى المواد المخدرة ويغتصبنى
تروى السيدة "م.ف.ص"التى تبلغ من العمر22 عاما مأساتها لمحكمة الأسرة بالمعادى أثناء طلبها الطلاق للضرر قائلة: "زوجى كان يجبرنى على تعاطى المواد المخدرة، ليستمتع باغتصابي، ومع الوقت أصبحت مدمنة، ووقتها أدركت أننى يجب أن أتركه وأحصل على الطلاق، ولكنه واجهنى بالضرب، وهددنى بأننى لن أستطيع الهروب من قبضته أو الإبلاغ عنه بسبب حاجتى للمواد المخدرة".
وتتابع: "عشت 5 سنوات كالأموات، ضاع عقلى وصحتى بسبب عنفه، حتى طفلتى التى أنجبتها منه خطفها، ورفض رؤيتى لها، أرحمونى عايزة أشوفها".
زوجة: 12 شهر بقفص الزوجية أتعرض للاغتصاب وإذا رفضت يقوم بتهديدى بالذبح
بدأت الزوجة"ك.ال.ع"، بسرد معاناتها لمحكمة الأسرة بحلوان، بزواجها بعد حصولها على الثانوية العامة العام الماضي، وإجبارها على الزواج، ورفض التحاقها بالجامعة، بناء على رغبة زوجها، لتعيش فى عذاب وعنف على يديه ووالدته.
وتابعت: منذ زواجى وهو يستمتع بتعذيبى ومعاشرتى بما يخالف الشرع، وعندما أرفض يضربنى بالحزام عقابا لى، وهو ما جعلنى أصاب بنزيف وكدت أفقد الطفل الذى أحمله، وعندها قام بجلب بطانية وضعها على وجهى ورقبتى وخنقنى وفقدت الوعى، لأجد نفسى فى المستشفى ومن وقتها وأنا حالتى النفسية تدهورت، حطمنى منه لله.
ومن جانبها، قالت مها الابجورى أخصائية علم النفس أن أسباب الاغتصاب الزوجى ترجع إلى ثقافة بعض الأزواج، والتى تسمح له بممارسة كافة أنواع السلطة وإجبار المرأة على متطلباته، بغض النظر عما يقع عليها من عنف وإيذاء بدنى ونفسى ومادى من هذا الزوج.
وتابعت: "يستخدم بعض الأزواج "الاجبار على المعاشرة الجنسية"، كنوع من التأكيد على سلطة الرجل وقوته فى منزله، حتى مع وجود طاعة الزوجة، وبالرغم من معاملته السيئة والعنيفة معها طوال اليوم باستخدام الإهانة والضرب والإرهاب النفسى أحيانا فإنه يتوقع منها نفس راضية حين يواقعها، وهو ما لا يحدث بالطبع فيغتصبها إمعانا فى كسرها وقهرها واستكمالا لعنفه معها".