محمد أحمد طنطاوى

المدارس الخاصة وسبوبة اختبارات رياض الأطفال

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 10:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت بعض المدارس الخاصة عقد اختبارات القبول لطلاب رياض الأطفال للعام الدراسى المقبل 2020 / 2021، قبل أكثر من 10 أشهر من بدء الدراسة فعليا، فى محاولة لتخريب جيوب أولياء الأمور، وجنى أكبر قدر من المكاسب على حساب الأسرة المصرية، فهذه المدارس تستهدف من إعلانات فتح باب القبول جمع أكبر عدد ممكن من التلاميذ لإجراء المقابلات الشخصية، التى تكون أسعارها من 500 إلى 1000 جنيه تقريبا، وتختلف من واحدة لأخرى، حسب المكان، وطبيعة الدراسة "لغات أو دولية"، بالإضافة إلى التعجيل فى دفع المصروفات، التى تطلب بعد اجتياز الاختبار مباشرة، من أجل الاستفادة بفوائد هذه الأموال فى البنوك.

وزارة التربية والتعليم تحذر دائما من محاولات المدارس الخاصة والدولية استغلال أولياء الأمور من خلال فتح باب التقديم مبكرا، لتأكدها من أن هذا الأمر لا يستهدف إلا جمع الأموال، وتحقيق المكسب التجارى البحت، دون أن ينعكس على مستوى الجودة أو العملية التعليمية، إلا أن المدارس الخاصة تعودنا منها دائما أنها تضرب بكل قرار عرض الحائط ولا تهتم لأى تعليمات وزارية، وكأنها تعمل خارج المنظومة التعليمية، الأمر الذى يحتاج إلى ضرورة اتباع فلسفة جديدة مع هذه المدارس، تعتمد على الانضباط والالتزام الكاملين تجاه القرارات الوزارية والتعليمات الصادرة، حتى تستطيع السيطرة على هذه الشريحة الضخمة، التى باتت تسيطر على جزء كبير من العملية التعليمية فى مصر.

امتحانات التلاميذ لدخول المدارس الخاصة شكلية ولا تقيس مهارات التلميذ، بل تختبر قدرته فقط على الحفظ، فتسأله فى الحروف الهجائية أو الألوان أو الأشكال الهندسية، فى الوقت الذى تخصصت فيه حضانات الأطفال على هذا النوع من الاختبارات وبات أحد مميزات دخول الحضانة أنها تدرب الطفل على الاختبارات الخاصة بدخول المدرسة، بما يجعل الأمر أكثر تعقيدا ومبالغة وعبء نفسى على الطفل، الذى لم يبلغ بعد عامه الرابع، وغير مؤهل للتعامل مع كل هذه المعطيات، التى تتعارض فعليا مع منهج الطفولة، وما يحتاج إليه فى هذه المرحلة.

التعليم رسالة سامية تستهدف الارتقاء بعقل الإنسان ومستوى تفكيره، وإذا اقترنت هذه الرسالة بالسعى فقط نحو الاستثمار والتجارة وجمع المال فسدت، وانعكس ذلك على المجتمع كله، فنحن نحتاج إلى تقديم الرسالة على المكسب والتجارة، حتى نضمن للمدارس الخاصة أن تظل تمارس دورها الهام جدا فى العملية التعليمية، فرغم كل ما سبق من ملاحظات، إلا أن هذه المدارس لها دور حيوى ومؤثر جدا فى العملية التعليمية، وتخفف الضغط بصورة كبيرة على المدارس الحكومية، ونتمنى أن تتوسع هذه المدارس ويتمدد نشاطها خلال الفترة المقبلة، ولكن بضوابط تلتزم برسالة التعليم، لا بأموال المستثمر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة