أحمد جمعة

اتفاق السراج – أردوغان .. البلطجة التركية فى المتوسط

الجمعة، 13 ديسمبر 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأطماع التركية فى المتوسط ، دفعت تركيا لاتخاذ خطوات جنونية فى المنطقة، من إقدام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على توقيع اتفاقات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، وذلك لشرعنة عبث أنقرة في المتوسط، وإحداث القلاقل بذريعة تفعيل الاتفاق الموقع مع حكومة الصخيرات الفاقدة للشرعية الدستورية والبرلمانية.

نظام أردوغان يسعى إلى ابتزاز دول شرق المتوسط وخاصة اليونان في الثروات الطبيعية الضخمة في المناطق الاقتصادية لتلك الدول، وتحدث مبعوث أردوغان إلى تركيا عن استعداد بلاده لتقاسم الثروات والتفاوض حول ثروات المتوسط.

نظام البلطجة التركية فى المتوسط الذى يعتمده أردوغان بـ"المقامرة" بأمن واستقرار الدولة الليبية، وإقحامها فى صراعات إقليمية، مستخدما ضعف رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج في البلاد، واستخدامه "دمية" تحركها أنقرة في المتوسط لإثارة الأزمات والمشكلات، وهو ما دفع الشعب الليبي إلى الدعوة للخروج فى تظاهرات حاشدة اليوم الجمعة فى مختلف المدن الليبية.

الاعتراف الدولى الذى أصرت عليه الدول الأوروبية والأجنبية بالمجلس الرئاسى الليبى، رغم عدم نجاحه فى نيل ثقة البرلمان منذ عام 2016 وحتى الآن، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدول المتصارعة فى ليبيا والمتداخلة فى المشهد تعد سببا رئيسيا فى الصراع الراهن، ونشر الفتن بين الفرقاء البلاد.

أولى خطوات حل الأزمة التى أقحم السراج الدولة الليبية فيها تبدأ بسحب الرباعية الدولية حول ليبيا، لاعترافها بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، والعمل على إنجاح مؤتمر برلين المقرر له في يناير المقبل لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية في البلاد وتنتهي بكتابة دستور لليبيا.

ليبيا التى تعيش حالة من الانغلاق الدولي منذ انقلاب القذافى عام 1969 مرورا بعملية الانفتاح بدءا من عام 2005 وحتى أحداث 17 فبراير 2011 باتت مرتعا للدول الأوروبية التي تتصارع على النفط والغاز الليبي، وهو ما أدى لتعزيز الانقسام بين الليبيين، وزرع الفتن واستخدام ميليشيات إجرامية فى تنفيذ تلك المخططات الخبيثة.

الدور الكبير الذى يقوم به الجيش الوطنى الليبى والقبائل الليبية فى شحذ همم الشعب، وتوحيد المواقف ضد محاولات الغزو التركى للأراضى الليبية بذريعة تفعيل الاتفاقات الأمنية الموقعة مع السراج، هذا الدور يحتاج لغطاء عربي كامل له لمنع تكرار النموذج السورى داخل الأراضى الليبية، وهو ما يشكل تهديدا كبيرا لمنطقة شمال افريقيا بشكل كامل.

ومع إعلان القائد العام للجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر لساعة الصفر لحسم معركة تحرير طرابلس، تدخل ليبيا مرحلة جديدة من التحدى والإصرار، على تطهير البلاد من قبضة الإرهابيين والمتطرفين، ووقف التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلي الليبى، ووضع خارطة طريق واضحة لعملية انتقال ديمقراطى سلس، وإيجاد حل لمشكلة شرعية المؤسسات في البلاد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة