تكتيكيا هي أصعب مباراة قاد فيها فايلر الأهلى منذ توليه المهمة.. أينعم فاز وحصد ثلاث نقاط غالية صعد بها لقمة الدورى، لكن أمام ذلك كشفت المباراة ديفوهات في أداء الفريق الأحمر لم تكن ظاهرة بشكل كبير فى المباريات السابقة.
الأهلى أمام حرس الحدود لم يكن سيئا بشكل كبير، حتى وإن واجه بعض المشاكل داخل الملعب أزّمت المباراة وأخرت الفوز الذي جاء فى الدقيقة 81 بتسديدة من خارج منطقة الجزاء عن طريق عمرو السولية، ولولا هذا الحل (التسديد) لكان انتهى اللقاء بالتعادل.
الأهلى ضد حرس الحدود لم يكن فى حالته الفنية والبدنية التى عهدناه منه فى المباريات السابقة ربما بسبب عدم مواجهة مثل هذا التنظيم الدفاعي المحكم أمام أي منافس من قبل.. ومن هنا ظهرت ديفوهات أصحاب الرداء الأحمر.. هذه هى المباراة الثانية التى يكتفى فيها بالفوز بهدف وحيد، فقد فعلها من قبل أمام سموحة، على عكس النتائج الكبيرة التى حققها فى مباريات أخرى بالفوز بالأربعة والخمسة.. وهذا لا يعنى أن الأهلى صنع العديد من الفرص أهدر أغلبها أجاى الغائب عن التركيز المطلوب أمام مرمى المنافسين، ما يحتاج معالجته من جانب فايلر.
طارق العشري مدرب مقنع فيما يفعله، بصرف النظر عن عدم رضا البعض عن تكتيكيه وخططه، ولكن نجاحه فى تنفيذ ما يريد هذا فى حد ذاته نجاح يحسب له.
مدرب الحرس أدارة المباراة بكفاءة وفقا لما حدده من أهداف، حيث وضح سعيه للخروج بنقطة على أقل تقدير مع السعى لخطف هدف ممكن يمنحه النقاط الثلاث، ما دفعه إلى إغلاق الملعب بالضبة والمفتاح لم يترك بقعة فى المستطيل الأخضر بطوله وعرضه إلا وحولها لمنطقة دفاع، وأمام ذلك فشلت كل محاولات الأهلى في تجاوز الخرسانة المبنية داخل استاد القاهرة طوال الـ80 دقيقة التى سبقت الهدف.
أى فريق كبير الفوز فى كل مباراة مطلب ضروري بالنسبة له، وبالتالى من المهم والواجب أن يمتلك الحلول الجماعية والفردية لتجاوز أي مطب يقع فيه خلال المباريات، إلا أن الأهلى أمام حرس الحدود لم تتوافر بصفوفه المحاولات الكافية لتجاوز تلك العقبة الصعبة.. وجاء هدف الإنقاذ من السولية ليكون بوابة الخروج من المأزق وطوق النجاة نحو الوصول للفوز السادس على التوالى، لحين دراسة الموقف من فايلر وليكن اللقاء درس وعدى للاستفادة منه مستقبلا.
بعض التذبذب والاهتزاز الذي ظهر فى أداء لاعبى الأهلى أمام الحرس، أمر طبيعى بعد وصولهم لأعلى معدلاتهم، والطبيعى بعد ذلك أن تهبط الفورمة فى أى وقت.
من المهم للغاية أن تفوز وأنت فى غير حالتك الكاملة، هذا ما فعله الأهلى ويحسب له أيضا، خصوصا أن دوافع الانتصار كانت موجودة فى روح اللاعبين، إلا أن ظروف المباراة لم تساعدهم على إخراج كل ما لديهم، ومثل هذه النوعية من المباريات أحيانا يكون الفوز بها كافيا لتجاوز أى سلبيات ممكن علاجها فيما هو قادم.