انتشرت على مدار الأيام الماضية شائعة وجود ما يسمى بــ "إنفلونزا الخنازير" خاصة بين الأطفال في المدارس، ما دفع الكثير من أولياء الأمور إلى تغييب الأطفال عن المدارس خوفا عليهم أو الاحتياط بشراء التاميفلو الذى وصل سعره بالسوق السوداء إلى 800 جنيه للعبوة في الوقت الذي تعتبر منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الأمر أكذوبة كبيرة لشراء أمصال الإنفلونزا أو لرفع الإقبال والطلب على عقار التاميفلو.
وقال الدكتور علاء عيد مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي في تصريحات لـ"اليوم السابع": مسألة وجود ما يسمى بفيروس أو إصابات إنفلونزا الخنازير بين الكبار أو الصغار "أكذوبة" هدفها ترويع الناس وليس لها أساس من الصحة على الإطلاق والموجود فقط إصابات الانفلونزا الموسمية العادية جدا التي يصاب بها الكثيرين ويستعيدون صحتهم تماما بل ويكتسبون مناعة بعد الإصابة، وتابع: فقط الفيروس الموجود هو H1N1
وأضاف مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائى: لا يوجد ما يسمى بإنفلونزا الخنازير، و ذلك النوع من الإنفلونزا الموسمية الشائعة لا يتخطى كونه نزلات برد عادية، حيث يتم متابعة نشاط فيروسات الإنفلونزا من خلال عدة برامج رصد بدأت منذ عام 1999 حيث يتم ترصد فيروسات الإنفلونزا الموسمية الشائعة وأنواعها المختلفة، وتابع: قومنا بتوزيع بروتوكول الإنفلونزا الموسمية على المدارس والوحدات الصحية والتوصية بتعزيز التوعية حول المرض منعا للدخول فى مضاعفات.
وكشف علاء عيد أنه لا يوجد وباء فى مصر وعلى الجميع أن يخضع للكشف والفحص عند الشعور بأعراض الأنفلونزا لوصف العلاج المناسب من خلال الطبيب ونصح بعدم تناول أي أدوية بدون الرجوع للطبيب خاصة المضادات الحيوية لكونها تتسبب فى تحور الفيروس.
وأوضح أن الإنفلونزا الموسمية الشائعة تنتقل عن طريق الرذاذ المحمل بالفيروس عند السعال أو العطس، أوعن طريق الأيدى الملوثة بالفيروس، حيث تبدأ فترة العدوى من يوم قبل ظهور الأعراض إلى 7 أيام بعد ظهور الأعراض، مؤكدا توافر عقار التاميفلو بالوحدات الصحية والمستشفيات ويصرف بحسب الحاجة للمريض وبالمجان، وتابع: لا داعي للقلق أو البحث عنه بالصيدليات أو اللجوء لتخزينه فهو متوفر للغاية وبكميات كبيرة.
ونصح الدكتور علاء عيد، كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالحصول على مصل الأنفلونزا المتوفر أيضا بمكاتب الصحة على مستوى الجمهورية، كما نصح بإجراءات للوقاية من الإصابة بالإنفلونزا تتمثل فى الحفاظ على مسافة لا تقل عن 1 متر بينك وبين الشخص المصاب بالإنفلونزا، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر المستطاع، والامتناع عن ملامسة الأنف والفم دون غسل اليدين، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة اليدين، وذلك عن طريق غسلهما بالماء الجارى والصابون أو فركهما بغسول الأيدى الكحولى، خصوصاً فى حالة ملامسة الأنف والفم أو ملامسة الأسطح المحتمل تلوثها.
مضيفًا أن الإنفلونزا قد تصيب أى شخص ولكن يعتبر الأطفال، والمسنين، والسيدات الحوامل والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل داء السكرى والفشل الكلوي وأمراض الرئة المزمنة والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أكثر تعرضاً للإصابة بالمرض وأضاف : يجب عدم الإفراط في وصف وتعاطي عقار التاميفلو حيث ينصح به فقط للحالات التي لديها عوامل خطورة مثل المصابين بأمراض مزمنة بالقلب والكلى والجهاز التنفسي ونقص المناعة، مؤكدًا أن الاستخدام المفرط للعقار بدون داعى يتسبب فى حدوث مقاومة لدى الفيروس للعقار حيث أنه العلاج الوحيد للإنفلونزا فى الحالات الشديدة.
ويشار إلى أن أول ظهور لفيروس الإنفلونزا (H1N1) أو ما عُرف وقتها بالخطأ بـ(إنفلونزا الخنازير) على المستوى العالمى كان عام 2009 ومنظمة الصحة العالمية أقرت في شهر أغسطس 2010 أن هذا الفيروس من ضمن فيروسات الإنفلونزا الموسمية "نزلة برد" التى لا ينبغي اتخاذ أى إجراءات احترازية، حيث تحتاج فى أغلب الأحيان إلى الراحة والتغذية الجيدة وعلاج الأعراض المصاحبة فقط والتوجه إلى الطبيب لوصف العلاج اللازم ولا يوجد ما يمسى بإنفلونزا الخنازير عالميًا.
