قال الكاتب الصحفى عادل حمودة، إن تحركات أردوغان خارج تركيا، تعبر عن نظرية علمية، تشبه تحركات الأشخاص: "لما يزهق من البيت بيدور بّرة ولما تتكاثف المشاكل على كثير من الدول تكون هناك مغامرات خارجية لعلها تقوم بملحمة جديدة"، موضحاً أن أردوغان طبّق الفكرة بسرعة، لأن التوترات التى قام بها حادة وخاصة بعد الانقلاب، وتابع: "بدأ أردوغان عمل حزام بينه وبين العراق ليستطيع ضرب الموصل، حيث معاهدة لوزان عام 1923 اللى عملت حدود تركيا الحالية شالت منها عمدا أو صدفة كل مصادر الطاقة، حيث الموصل والسليمانية وكركوك حقول بترول موجودة فى العراق رغم أنها كانت فى تركيا، وهو الآن يتحرش بالأكراد رغبة منه فى احتلال جزء من المنطقة العراقية، لأان قضية الطاقة مهمة، وخاصة بعد ظهور النفط عام 1973 وعرض على الكثير من الدول العربية أن يبادل الماء بالنفط، ولكن لم يحدث"، جاء رأيه هذا خلال لقائه ببرنامج "مساء DMC"، مع الإعلامى رامى رضوان.
وأضاف حمودة: أننا أمام شخصية تبتز بتدخلها فى سوريا وليبيا، بدليل استغلاله ليبيا لأن تصبح ممر للأوروبيين والأمريكان، لدخول عدد كبير ممن يريدون أن ينضموا إلى داعش من الأوروبيين والأمريكان، واستغل فكرة أن فتح الممر للهجرة غير شرعية، لافتاً إلى أن مساحة تركيا على الخريطة حوالى 730 ألف كيلو متر، 3% فقط فى أوروبا و97 % فى آسيا، ولكن نجد أن الـ 3% هم النموذج الذى يحرك الباقى، حيث النسبة الأخرى تقاوم، لافتاً إلى أننا نجد تناقضات فى كل شئ، من ملابس المرأة ومستوى الخدمات والعقليات، وهذا التناقض خلقته الجغرافيا.
وأوضح: فيما يتعلق بالتناقض الذى خلقته التاريخ، عندما تولى كمال أتاتورك الرئاسة بعد سقوط الخلافة العثمانية، وجد بشكل جزئى، أن رجال الدين يجب أن يُقضى عليهم وأن الدين عنصر تخلف –من تصوره- وكيف ينقل تركيا للتصور الأوروبى، وعمل ما يمكن وصفه بالعلمانية الشديدة، وجعل الحجاب ممنوع بالقرار ولقى التعليم الدينى، وعمل عنف شديد فى العلمانية، بدون أن يدرك أن فى يقين الشعب التركى شعب مسلم وحدث ما يمكن وصفه بالتمزق بين قوانين تحرمه من أن يطيل فى الصلاة أو يجلس فى الصلاة أكبر وقتاً أو يعطى حق ارتداء الحجاب.
وذكر أن الغريب هو أن تركيا كانت مصدة فى مواجهة الشيوعية ودخلت حلف الناتو، وعندما جاء الاتحاد الأوروبى بدأ يرفض تركيا، لأن هناك تجانس دينى بالاتحاد الأوروبى، حيث حدث تناقض، لأنها دولة مهمة عسكريا فى حلف الناتو ولكن لا تستطيع الاستفادة من الاتحاد الأوروبى، ومستعدة تنفيذ تفاهمات كوبنهاجن، ولكنه مرفوض بسبب الخلاف الحاد بين تركيا واليونان، مؤكداً أن اليونان الدولة المدلة حضاريًا فى أوروبا.
وأشار عادل حمودة إلى أن التمزق الحادث فى تركيا أدى إلى وجود دولة عميقة وأخرى موازية، مضيفاً أنه حدث ثلاث انقلابات عسكرية بسبب الدولة الموازية، وعندما أتى أردوغان استطاع التحالف مع عبد الله جولن، مردفاً:"ساعات آخذ على الإعلام، أن عبد الله جولن مختلف عن أردوغان، ولكن جولن الأب الروحى لأردوغان وعلّمه السيطرة على المجتمع بهدوء، ثم اختلاف، وكانت هناك دولة موازية لجولن بمساعدة أردوغان، وهذه الدولة التى فكرت فى الانقلاب فى يوليو 2016".
واستطرد: "أردوغان بدأ فقير – الفقر مش عيب –ولكن ضعفه الأسرى جعله يتعلم فى مدرسة للدعاة وبدأ يكسب عيشه ببيع سميط فى أسطنبول ويلعب كرة فى الساحات الشعبية، وملاكمة، وأول أموال كسبها بهذه الطريقة، ويبدو أنها أثرت عليه فيما بعد فى كثير من الأمور، والانقلاب أعطاه فرصة كبيرة لقلب النظام الرئاسى"، موضحاً أنه كان هناك خوف والتعامل بشدة مع غير المسلمين لأن هناك أقليات من الأرمن وغيرهم، وتعامل بشدة مع مسلمين غير سنيين.