تحل اليوم، ذكرى ميلاد فرانسيسكو فرانكو الجنرال الإسبانى الذى استلم الحكم فى إسبانيا بعد الحرب الأهلية الإسبانية الممتدة بين عامى 1936 حتى 1939، وأسس الدولة الديكتاتورية العسكرية التى قادها حتى وفاته فى عام 1975.
ولد فرانكو فى 4 ديسمبر عام 1892 ونشأ فى أسرة عسكرية، رغب فرانكو أن ينضم إلى الكلية البحرية تأثرا بوالده وأخويه، إلا أن الحروب البحرية التى دخلتها اسبانيا وبسببها دمر أغلب الأسطول البحرى الإسبانى ونظام تقليل أعداد المنتسبين الذى اتبعته الكلية آنذاك، فاضطر إلى الالتحاق بالأكاديمية العسكرية عام 1907.
فى عام 1912 ذهب متطوعا للخدمة فى حملات الاستعمار الإسبانى فى المغرب، وشارك فى حرب الريف و نجح فى اخماد نيران ثورة المقاومة المغربية ضد الاستعمار، مما لفت الانظار إليه كضابط محنك و قائد معركة بارع و استطاع إدارة المعارك بذكاء وحكمة، وفى وقت قصير عين قائدا فى الجيش الإسبانى وأصبح الجنرال الاصغر فى اوروبا.
خلال فترة حكم الملك ألفونسو الثالث عشر ظهرت اصوات فى البلاد تطالب بإلغاء الملكية و إقامة حكم جمهورى ، و اصوات مؤيدة للحكم ، ففضل الملك اقامة انتخابات للحكم النهائى عام 1931 ، و ظهرت النتائج بأغلبية مؤيدة للحكم الجمهورى و إلغاء الحكم الملكى ، الا ان الملك رفض التخلى عن العرش ، فقام الجيش الإسبانى برفع الحماية عنه ، فعندما وصل لمسامع الملك هذا الخبر ، غادر اسبانيا فى الرابع عشر من شهر ابريل فى عام 1931 إلى ايطاليا و استقر فى روما إلى أن مات عام 1941.
والحلم الذى طال انتظاره من الإسبان لم يدم طويلا، فحين استلم الجمهوريون مقاليد السلطة احكموا قبضتهم الحديدية على الشعب الإسبانى وضيق الخناق على الحريات العامة والدينية واحرقت الكنائس. فعندما علم فرانكو بحرق الكنائس استشاط غضبا، ووعد بالانتقام ممن اسماهم بالملاحدة الشيوعيين الجمهوريين.
ففى صيف سنة 1936 وتحديداً فى 18 يوليو 1936 قام فرانكو بانقلاب عسكرى ضد حكم الجبهة الشعبية الذى كانت إسبانيا تحت حكمه وكانت تتكون من حكم الديمقراطيين والاشتراكيين وقد قاومت الجمهورية الإسبانية الثانية هذا الانقلاب ومن هنا بدأت الحرب الأهلية الإسبانية، واستمرت الحرب لمدة ثلاث سنوات منذ سنة 1936 إلى سنة 1939 وبلغ عدد ضحاياها نحو نصف مليون من البشر. وانتهت هذه الحرب بانتصار الجنرال فرانسيكو فرانكو بمساعدة أساسية من هتلر وموسوليني.
واعتمد فرانكو فى جيشه على قوه من الجنود المغاربة الريفيين (سكان الريف) يبلغ تعدادها خمسين ألف جندى بقياده ضابط اسمه المارشال محمد أمزيان، وقد ظل صديقا له ومقرباً إليه وحارساً له حتى النهاية وانتصاره النهائى فى هذه الحرب فى سنه 1939، وقد اتاحت له هذا الانتصار أن يحكم إسبانيا حكما ديكتاتورياً لاكثر من ستة وثلاثين عاماً متواصلة حتى وفاته سنة 1975 وقد كان عمره آنذاك 83 عامًا.
ولكن قبل وفاته أعاد النظام الملكى وعيَّن الملك خوان كارلوس الأول خليفة له واليوم لا تزال الملكية هى رأس السلطة فى إسبانيا، لكن ذلك أمر اسمى بالدرجة الأولى كون الصلاحيات بيد الحكومة المنتخبة ديموقراطياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة