قبل 40 عاما، انتفض الإيرانيون ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوى وأطاحوا بحكمه الشاهنشاهى الملكى الذى عاش حياة مترفة فى قصوره، وسط فقر كبير كانت تعج به أغلب المدن الإيرانية وأزمات اجتماعية وفساد مستشرى بين الحاشية والبلاط الملكى، وحكما استبداديا وتوزيع غير العادل للثروة النفطية وفرض قيم الحداثة، وقمع جهاز السافاك (الشرطة السرية) للمعارضة، واليوم بعد التحول إلى جمهورية يقودها رجال الدين، لم تختفى كثيرا هذه المعالم، فمازال الفساد ينخر فى عظام النظام والبطالة والفقر والقمع، لكن ما تغيير هو معاداة الغرب لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التى وصفها قائد الثورة آية الله الخمينى بالشيطان الأكبر، فضلا عن عقوبات أمريكية تلعب دورا كبيرا فى التردى الاقتصادى، وتجاذب لايضع آيات الله خطا لنهايته مع واشنطن برؤسائها المختلفين.
وفى تطور واضح للغة الخطاب الإيرانى أمام الولايات المتحدة، رفع المرشد على خامنئى هذا العام على شعار "الموت للرئيس دونالد ترامب والصقور الأمريكية" المناوئة لطهران قال خامنئى، وقال اليوم الجمعة إن الإيرانيين سيواصلون هتاف "الموت لأمريكا" ما دامت واشنطن تواصل سياساتها العدائية، لكن هذا الشعار يستهدف الرئيس دونالد ترامب والقادة الأمريكيين وليس الأمة الأمريكية، وذلك وسط تصاعد التوتر مع واشنطن والتراجع الاقتصادي الحاد بفعل العقوبات الأمريكية.
خامنئى
وأكد المرشد "لن تتخلى الأمة الإيرانية عن هتاف ’الموت لأمريكا’ ما دامت أمريكا مستمرة فى شرها ضد إيران".وقال خامنئى "’الموت لأمريكا’ يعنى الموت لترامب و(مستشار الأمن القومي) جون بولتون و(وزير الخارجية مايك) بومبيو. إنه يعنى الموت لحكام أمريكا".
وقال خامنئى "أنصح بعدم الثقة فى الأوروبيين مثلهم فى ذلك مثل الأمريكيين. لا نقول، لا تتواصلوا معهم، لكنها مسألة ثقة".
وفى وقت تنتظر فيه إيران تطبيق الأوروبيين شركاء الصفقة النووية آلية مالية تم اطلاقها لمساعدة طهران فى الالتفاف على العقوبات، حذر المرشد خامنئى من الأوروبيين قائلا "نصيحتي هی انه لا تثقوا بهؤلاء مثل امريكا، فقبل أعوام وحین اجراء المفاوصات النوویة كنت أقول في الجلسات الخاصة مع المسؤولین وفي الجلسات العامة، لا تثقوا بكلام وابتسامات وتواقیع الامريكیین، إذ أنهم لا یمكن الوثوق بهم، وكانت النتیجة أن المسؤولین الذین كانوا یتفاوضون وقتها یأتون الیوم ویقولون أن أمريكا غیر جدیرة بالثقة".
لكنه عاد ليؤكد أن كلامه لا يعنى عدم التواصل مع الأوروبيين، قائلا "فیما یتعلق بالاوروبیین لا اقول عدم التواصل معهم بل ان القضیة هي مسألة الثقة... لقد قلت مرارا أنك لا تثقوا في امريكا، وأقول اليوم ان الأوروبيين ليسوا موضع ثقة".وتحشد طهران لإقامة أكبر المسيرات فى شوارع المدن المختلفة يوم الاثنين المقبل، لإحياء ذكرى الثورة، وأكد خامنئى على ضرورة تسير مشيرات شعبية، معتبرا أن التظاهرات هذا العام ستكون اكثر عظمة من الاعوام السابقة.
وامتد التصعيد إلى منابر خطباء الجمعة فى طهران، وفقد وصف خطيب جمعة طهران المؤقت آية الله احمد خاتمي الآلية المالية الاوروبية بانها مثل صيغة النفط مقابل الغذاء، معتبرا انها تمثل اهانة للشعب الايراني، ولفت إلى الصواريخ الإيرانية قائلا أن بلاده مصممة على الدفاع عن نفسها، واذا أراد الأعداء أن يرتكبوا أدنى خطأ، فسوف تنزل هذه الصواريخ على رؤوسهم كالصاعقة".
خاتمى
فى غضون ذلك، وغداة التعهد الأمريكى بمواصلة الضغط على إيران، كشف قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري عن صاروخ باليستي جديد يطلق عليه "دزفول" من نوع أرض – أرض، يصل مداه إلى ألف كيلومتر، وهو شديد التدمير، ومدينة لصناعة الصواريخ، محذرا إسرائيل من ارتكاب أي "حماقة" ضد إيران، وكشف الحرس الثوري، عن "مدينة لصناعة الصواريخ تحت الأرض"، وصاروخ باليستي جديد بعيد المدى من طراز "دزفول".
وقال قائد الحرس الثوري إن الكشف عن مدينة الصواريخ هو "رد على الغرب المارق"، وأضاف جعفري: "نفتخر بتطوير صناعاتنا الدفاعية ولا نخشى من أي دولة"، مشيرا إلى أن إيران ستمطر إسرائيل بوابل من الصواريخ "في حال ارتكبت أي حماقة ضد بلاده".
صاروخ ذرفول
وأضاف جعفري: "نعمل على تطوير صواريخنا التي نمتلكها لتكون صواريخ ذكية". وقال: "قمنا بإنشاء مصانع صواريخ سرية في أعماق الأرض كي تبقى بعيدة عن أعين الأعداء"، وأكد أن مطالب الغرب لإيران بتقييد قدراتها الصاروخية تشجعها على تطويرها، ولا يمكن للعقوبات أن توقف طهران عن تطوير منظوماتها الصاروخية، وأن المنظومات الصاروخية دفاعية وغير قابلة للمساومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة