لا ينكر أحد أن مصر هى التى قادت النهضة العربية والإسلامية فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى، وهذا ما تنبه له كثير من الباحثين العرب والغربيين ومن ذلك كتاب "الإسلام والتجديد فى مصر" تأليف تشارلز آدمس، ترجمة عباس محمود ومراجعة أحمد زكريا الشلق، والصادر عن المركز القومى للكتاب.
يعد هذا الكتاب من الكتب المهمة التى قدمها المستشرقون الذين اهتموا بدراسة قضية التجديد فى العالم الإسلامى، ومن ثم فهو جدير بالمراجعة والدرس، وهذه الجدارة نشأت من اعتباره عملا رائدا وتأسيسيا فى مجاله، حيث قدم عام 1928 دراسة مبكرة لحركة التجديد الإسلامي، أو حركة الإصلاح الإسلامى، التى أسسها محمد عبده، وتعهدها تلاميذه بالرعاية والاهتمام من بعده، فضلا عن أن هذا الكتاب يوفر معرفة تاريخية بحقائق هذه الحركة وتلك المدرسة ومصادرها ورجالها ومصنفاتهم وما أنجزته، مما يفتح آفاقا لمزيد من الدراسة والبحث، وهو ما يشير إليه إلى أن ما من دراسة تناولت هذه الحركة إلا واستعانت بهه ضمن مراجعها الأساسية. ذلك أن المعرفة التى قدمها هذا الكتاب كانت أساسا انطلقت من كتابات تالية، عربية وأوروربية، تناولت جوانب عديدة ومتعمقة، ورؤى نقدية مختلفة لموضوعه، ولا زالت هذه الكتابات تترى كلما "حزبت" المجتمع الإسلامى أزمة أو قضية من قضايا العمر ومتجددات الزمان.
بدأ المؤلف كتابه بالحديث عن الأفغانى ودوره فى مصر على نحو خاص بين عامى (1871- 1879) حيث يرى أنه كان الدفع الأول للحركة المصرية الوطنية، والتى ساء ختامها بفشل الفتنة العرابية" ويرى أن أكثب المتأثرين به كان الإمام محمد عبده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة