حمدى رزق

طويل التيلة

الخميس، 28 مارس 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى أبدًا، تصديق الرئيس على خطة وزارة قطاع الأعمال لتطوير شركات الغزل والنسيج بمثابة قبلة الحياة لصناعة مصرية أصيلة تكاد تلفظ أنفاسها تحت وطاة أزمات خانقة، طالت واستطالت أمدًا، دون اختراق حقيقى يحول دون النهاية المحتومة لصناعة لطالما صدرت للعالم علامات تجارية تحمل عنوان «صنع فى مصر» .
 
على مدار ثلاثة أشهر مضت وبتكليف رئاسى توفر فريق ضخم من خبراء صناعة الغزل والنسيج اختاره وزير قطاع الأعمال المتحمس هشام توفيق على عينه، على إنجاز خطة التطوير المأمولة بكلفة تبلغ عشرين مليار جنيه، وهو أضخم تخصيص استثمارى حكومى يحدث فى تاريخ هذه الصناعة، ذات الأصول الفرعونية، التى بلغت شأوا فى أيام خلت.
 
دون إعلام كاف، تضطلع حكومة مدبولى ممثلة فى وزارة قطاع الأعمال بخطة طموح لإنقاذ الصناعات التاريخية، بموازاة خطة إعمار مجمع الحديد والصلب، وضع الرئيس نصب عينيه إقالة صناعة الغزل والنسيج من عثرتها، ومدها بأسباب الحياة، بإرادة سياسية لإحياء صناعات تاريخية ظلت طويلا تضيف إلى قوة الاقتصاد المصرى، الحديد والصلب والغزل والنسيج، صناعتان تمت محاربتهما وقتلهما بطيئا لتخلو الساحة لجماعة الاقتصاد الحر يغزلون من آلام المصريين أرصدة فى البنوك.
 
خطة حكومية مدروسة وممنهجة، وعلى مراحل تمتد لثلاث سنوات مقابلة، يفصح وزير قطاع الأعمال هشام توفيق «فى صحيفة الوطن» عن الخطوط العريضة لخطة التطوير التى أقرها الرئيس، وتبدأ بإعمار البنية التحتية لمصانع القطاع والمحالج، بإنشاء 10 محالج جديدة، يدخل أولها الخدمة الأسبوع المقبل، وإنشاء ثلاثة مراكز عالمية للتصدير فى «كفر الدوار والدلتا الجديدة ومدينة المحلة»، لبناء بنية تحتية خاصة بصناعة الملابس الجاهزة لكى تصبح لدينا صناعة حقيقية للغزل والنسيج فى مصر.
 
الحلم فى مصانع المحلة وكفر الدوار له وجه آخر فى حقول الدلتا والصعيد، نهضة الغزل والنسبج لن تتحق إلا بمدها بالقطن المصرى، خير للفلاح وللعامل، ما ينتجه الفلاح يصنعه العامل، القطن المصرى وحده كعلامة تجارية عالمية يضمن النجاح لخطة التطوير، ودون خطة موازية لإنقاذ زراعات القطن، مما يتهددها من آفات ومشكلات أخشى خطة إنقاذ الصناعة لن يكتب لها النجاح المأمول.
 
مطلوب خطة للتوسع فى زراعة القطن «قصير ومتوسط التيلة»، بالصعيد لتغطية احتياجات المصانع المحلية التى سيتم تغيير ماكينات الغزل بها إلى ماكينات حديثة تعتمد على القطن «قصير التيلة»، ولتحدد الحكومة موقفها بوضوح من استمرارية زراعة القطن «فائق وطويل التيلة» الذى تجود زراعته فى «الدلتا».
 
هل سيظل يزرع طويل التيلة لتصديره خامًا بأقل الأسعار، أم سيتم استيراد ماكينات حديثة تصنعه غزولا وتضاعف القيمة المضافة، هذا قطن عالمى ويتفوق على مثيله الأمريكى «بيما»، وتصنيعه يحقق عوائد تفوق كل الصناعات الغزلية والنسجية جميعًا.
 
سويسرا مثلا، وليس حصرا، تستورد القطن «فائق الطول»، وتنتج منه ملابس فاخرة يباع القميص الواحد منها بسعر من 800 إلى 1200 يورو وتحت عبارة «مصنوع من القطن المصرى»، عبارة تضمن لها الرواج فى الأسواق العالمية.
 
نجاح خطة إنقاذ صناعة الغزل والنسيج تبدأ من الحقول، كما تذهب إلى المدارس الفنية، يستوجب تغيير مناهج التعليم الفنى لتلبيية احتياجات المصانع، المصانع تحتاج مددا من الأيدى الماهرة، العمالة تسربت إلى مملكة «التوك توك»، استقطبتهم فى أعوام البطالة التى استولت على هذا القطاع طوال سنوات مضت قبل أن تستفيق الحكومة إلى الصناعات الاستراتيجية بتكليف رئاسى صارم.
 









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ميدووو

صح كلامك

مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة