يهب الله لكل شخص منا مواهبه الخاصة، التى تجعله مختلفا عن غيره ويستطيع من خلالها أن يعبر عن ذاته وقدراته، خاصة أولادنا من ذوى الاحتياجات الخاصة، الذين استطاعوا أن يثبتوا أن اختلافهم ما هو إلا مجرد أمر يمكن تخطيه.
ومنذ البداية تحلم كل أم بأن ترى أولادها فى أجمل صورة وتكوين، ولكن قد يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لأولادنا من ذوى الاحتياجات الخاصة، فهم بحاجة الى الدعم والرعاية القوية، حتى يستطيعوا أن يصلوا بهم الى بر الأمان، فتحكى والدة كريم لـ"اليوم السابع" وتقول: "أول ما عرفت أن كريم مصاب بمتلازمة داون كان عنده 4 سنين وقتها كنت مصدومة من ابتلاء ربنا وكنت محتاجة لدعم ومساندة"
والدة كريم
فلاقت كل المساندة والدعم من والدتها فى هذا الوقت بهذه الكلمات "إحنا بنعلم الطيور وعندنا قطة بنخليها تسلم علينا مش معقولة بنى آدم مش هنقدر نعلمه"، وقد تعاهدا منذ ذلك الوقت على أن يقدموا التربية والرعاية السليمة لـ"كريم" وفقًا لحالته الصحية.
فكانت تحرص دائمًا الجدة على ألا يكون لديه وقت فراغ ومشاهدة التليفزيون لساعات طويلة، كما كانت مهتمة بالأعمال اليدوية والكروشيه وأعمال التريكوه، ما نمى بداخله حب هذه الأشياء وتقليدها، وقد بدأت بالفعل من أن تنال اعجابه وانشغاله، وتضيف والدته وتقول "بدأ يمسك الإبرة بس بطريقة مختلفة يقدر يتعامل بيها وبدأ يتعلم يعمل الغرزة ويتحكم فيها بالتدريب".
ولم تقتصر موهبته على هذا فقط وإنما استطاع أيضًا أن يطور من ذلك واستطاع أن يقدم الكثير من الأعمال مثل الكوفية والتطريز واستعمال النول وغيره من الأعمال اليدوية الآخرى، بطريقة جيدة وبسرعة قوية".
ونتيجة لإصابته الدائمة بالملل والحاجة الى التجديد والتغيير استطاع أن يلفت انتباهه إعادة تدوير للأقمشة غير المستعملة وتحكى والدته: "كان عندى بلوزة واتحرقت كل مايشوفها يقولى حلوة البسيها وأنا أقوله لا وحشة واتفاجأت أنه أخدها وقصها وعمل منها فيونكة وطرزها وحطها فى الصالون"، كما استطاع أيضًا أن يتمكن من الجلوس على ماكينة الخياطة بالمنزل واستخدامها.
وتضيف والدته: "مش المهارات بس إللى مهمة ولكن التعليم بردو مهم" فقد استطاعت أن ألحقه بمدرسة خاصة لذوى الإحتياجات الخاصة، ما ساعده على تعلمه للقراءة والحساب والتعامل والحديث مع الآخرين، كما استطاعت أيضًا أن تهتم بالجانب الأكاديمى والمهارى وكيفية التعامل معه فى كثير من جوانب حياته المختلفة، وبعد ذلك عملت كثيرًا على أن يلتحق بإحدى مدارس الدمج لحصوله على شهادة "الدبلوم الثانوى المهنى".
كما دعمته كثيرًا المؤسسات التى تدعم أبناءنا من ذوى الاحتياجات الخاصة فى تعلمه فنون الرسم والتصوير الفوتوغرافى والعديد من المواهب الأخرى، واستطاع المشاركة فى عدد من المسابقات الخاصة بذلك وحصوله على المركز الأول، وتمكن بأن يلتحق بشهادته بالعمل فى دار الكتب والتعامل مع آلات التصوير والطباعة، ويثبت كفاءته فى ذلك وأن يكون المسئول عن إصلاح أى عطل فنى يحدث لها".
أعماله من التطريز والكروشية والأعمال اليدوية
وعن أحلام والدته تقول: "نفسى أن يكون فى أماكن بترعى أبنائنا وتحافظ عليهم من أن حد يستغلهم فى عدم وجود الأهل" واختتمت حديثها: "كريم هدية من ربنا وأتمنى أن ربنا ياخد بإيدي للجنة بسببه".
عدد الردود 0
بواسطة:
إيمان زكي علي
شكر وتقدير للاعلام لتسليط الضوء علي ملف الاعاقة
هايل الإعلام يتناول امور اولادنا ذوي الاعاقة لكي يساعد علي تبادل الخبرات وتقريب المسافات بين أفراد المجتمع من ذوي القدرات الخاصة بعضهم ببعض وبينهم وبين الأفراد من غير ذوي الاعاقة لان دمجهم في المجتمع يجعل منهم أشخاص مبدعين ويساعد الآخرين علي تقبلهم شكرا للجميلة إسراء وللمصور المبدع ولفريق اليوم السابع