هل سبق وأن فكرت في حذف حساباتك نهائيا من على مواقع التواصل الاجتماعى؟ أو قمت بعمل deactivate لمدة أسبوع واحد؟، أغلبنا اتخذ الخيار الثانى، وعاد ليخبرنا بما وصل إليه من راحة نفسية خلال هذه الفترة، بعدما أصبح البعد عن السوشيال ميديا "غنيمة" بالفعل، وبخاصة لمن لا يمكنهم اتخاذ هذه الخطوة نظرا لظروف عملهم المختلفة.
الشوشيال ميديا
وحينما تطرح هذه الخطوة كمجرد فعل تسعى إلى تنفيذه، فإن سبب السؤال الذى يطرح نفسه عليك، أو يطرحه الأصدقاء، فى العادة يتمثل فى أبرز أربعة أسباب، أولها الضجر من كثرة تزييف الحقائق والتضليل المتعمد، مثل نشر الأخبار الكاذبة، أو ثان هذه الأسباب، والتى تتمثل فى بث روح الإحباط، والذى ينبع من السبب الأول، ليأتى السبب الثالث والمتمثل فيما اصطلح عليه بـ"الهبد والفتى"، ففى كل واقعة تحدث، أيا كان تصنيفها، دائما ما يبزر فئة "المهبدتية" لا شغل لهم إلا تأليف النظريات، أما السبب الرابع، فهو كثرة وقائع انتهاك الخصوصية، سواءً من إدارة مواقع التواصل الاجتماعى، أو بعض الأشخاص ممن يقومون باختراق الحسابات بغية الفضائح، أو صور انتهاك الخصوصية المتنوعة، مثل التدخل فى حياة وشئون الآخرين.
الإخوان وتزييف الأخبار
التزييف والتضليل فى السوشيال ميديا
أبرز مثال على التزييف والتضليل، هو ما حدث مؤخرا، من نشر أخبار مزيفة، حول ترشيح شخص يدعى محمد وجيه عبد العزيز، وزيرًا للنقل، خلفًا لهشام عرفات، وزير النقل المستقيل، فى أعقاب حادث محطة مصر، وكيف فضح هذا الموقف، سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، بعدما تبين عدم مصداقيته، وأن "محمد وجيه عبد العزيز" توفى منذ 11 عاما.
الإخوان والسوشيال ميديا
وفى نفس السياق، تأتى السوشيال ميديا كسلاح هام بالنسبة إلى جماعة الإخوان الإرهابية، بكل محاولاتها التى لا تنتهى، فى بث ونشر الأخبار الكاذبة والمضللة، مثل ما حدث فى حادث محطة مصر، ونشر مقاطع فيديو مبفركة للرئيس عبد الفتاح السيسى، تزعم رفضه تطوير السكك الحديدية، وكيفية استغلالها لمثل هذه الحوادث بسرعة تؤكد خطورة الاستخدام السيئ للسوشيال ميديا فى الحرب الإليكترونية.
بث روح الإحباط
لن نبتعد كثيرا، فإذا ما عدنا إلى ما حدث فى حادث محطة مصر، سنرى ويعرف كل منا، هؤلاء الذين يتخذون من الإحباط عقيدة لهم فى الحياة، لنشرها بين حين وآخر على مواقع التواصل الاجتماعى، وما يتركونه فى نفوسنا من أثر سيئ، يدفعنا فى كثير من الأحيان إلى حذفهم نهائيا.
فعلى الرغم من أن حادث محطة مصر، ليس بالسابقة الأولى فى العالم التى يحدث فيها، وهذا لا يعنى أننا نقلل من حجمه وصعوبته وأثره على النفس، إلا أن ما تم الإعلان عنه فى أعقاب الحادث من محاسبة المتسببين فيه، والقبض على سائق "الجرار"، والتأكيد على أن الدولة تسير فى ركب التطور، يؤكد أن هؤلاء ما يزالون على عهدهم فى بث روح الإحباط بيننا.
مثال آخر، هو فوز النجم العالمى المصرى رامى مالك بجائزة الأوسكار لعام 2019، فعلى الرغم من أن رامى مالك، تحدث عن أصوله المصرية خلال كلمته عقب تسلمه الجائزة، إلا أن هذه الفئة خلقت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعى، لتنفى عنه الجنسية المصرية، زاعمة بأننا "نتمسح فيه"، أو أنه لو كان بيننا فى مصر، وقدم نفس الدور الذى جسده فى الفيلم الفائز لتم القبض عليه.
الهبد والفتى فى حادث محطة مصر
الهبد والفتى
هؤلاء، كالسابقين، يشار إليهم بالبنان، بل ويسخر البعض منهم، ويكفى أن نتذكر إحدى نظريات "الفتى" التى كتبها أحد الأشخاص على صورة لحادث محطة مصر، زاعما بأن ضحايا الحادث تم تقديمهم قربانا للشيطان.
مارك زوكربيرج
انتهاك الخصوصية
فى هذا، حدث ولا حرج، ولن تحصى هذه الوقائع، التى شغلت حديث السوشيال ميديا، وقائمة التريندات، وأبرز مثال عليها، هو التدخل فى حياة اللاعب المصرى العالمى محمد صلاح، والحديث عن ملابس زوجته، بزعم أنها زوجة شخصية عامة، ويحق لأى أحد أن يعلق على ملابسها، وابتسامتها.
أمر آخر يتعلق بانتهاك الخصوصية، وهو كم الأخبار التى يتم نشرها عن اختراق مواقع التواصل الاجتماعى لبيانات وخصوصية المستخدمين، ويعد الأبرز فى ذلك، هو مؤسس موقع "فيس بوك" والعدد الكبير من القضايا التى تلاحقه بشأن سلسلة الفضائح المتعلقة باختراق ملايين حسابات المستخدمين لشبكة التواصل الاجتماعى.
ملك العزيزية عبد الرحمن الشهرانى
التنمر أو السخرية المؤذية نفسيا
يعد عبد الرحمن الشهرانى، الملقب بـ"ملك العزيزية"، خير مثال، يوضح لنا، كيف أن التنمر أو السخرية من الأشخاص بشكل مفرط، مؤذى، قد يؤدى فى النهاية إلى محاولة الشخص ذاته الانتحار.
وتعرض عبد الرحمن الشهرانى، الملقب بـ"ملك العزيزية" إلى حملة من التنمر والسخرية، بقصد أو دون قصد، من خلال استخدام صورته فى التعليقات باسم السخرية، حتى أنه كشف خلال حديثه فى وسائل الإعلام، عن تعرضه لملاحقة شخص بسيارته رغبة منه في تصويره والاستهزاء به، وهو من الأسباب التى سبق وأن دفعته للانتحار من قبل.
ولأننا أغلبنا لا يضع نفسه موضع الآخرين، أو يفكر فى حالته النفسية لو أنه خلق بهذه الهيئة، أو أصيب بمرض ما لا قدر الله، فإن الغالبية العظمى لم تكن تعلم أن "ملك العزيزية" الذى يعد هو العائل الوحيد لعائلته وإخوته بعد وفاة والده، مصاب بالسرطان، وهو ما أثر على هيئته.
وفى النهاية، لا شك أن هناك أسبابا أخرى تدفعنا فى بعض الأحيان إلى الرغبة فى تعليق أو إيقاف حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعى، تبعد تماما عن هذه الأسباب التى ذكرناها آنفا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة