ما أن يأتى ذكر ثورة 1919، حتى تبرز سيرة الزعيم الراحل سعد زغلول، رئيس وزعيم الوفد المصرى، الذى جاء قرار نفيه مع اثنين من زملائه هم على شعراوى وعبد العزيز فهمى ليكون بمثابة الشرارة الأولى التى انطلقت منها الثورة.
سيرة سعد زغلول هى الباقية، و لكن هناك شخصين آخرين يتم نسيان ذكرهما كثيرا، رغم أن دورهما الوطنى لم يكن أقل ممن قام به سعد، بل وكانا معه طيلة الفترة التى سبقت الثورة، وتم نفيهم معه إلى الجزيرة المتوسطية، يبقى ذكرهم دائما إما بزملاء أو رفاق سعد زغلول، وهم على شعراوى وعبد العزيز فهمى، ليكون الاسمين الماضيين من القادة المنسين من قادة ثورة 1919.
على شعراوى
هو أحد مؤسسي حزب الوفد مع سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وعبد العزيز فهمى وأحمد لطفي السيد وآخرين وكان رفيق وصديق سعد زغلول في رحلة الكفاح لتحرير مصر من الاحتلال الإنجليزى، وتم نفيه إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط هو وسعد زغلول ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919 فانفجرت ثورة 1919 التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد.
كان متزوجا من المناظلة المصرية الشهيرة هدى شعراوى، وكان ضمن الوفد المصرى الذى سافرإلى باريس لعرض المطالب المصرية وطلب الاستقلال، بعدما أفرجت عنه السلطات البريطانية نتيجة أحداث ثورة 1919.
تذكر عدد من المراجع أن على شعراوى انخرط فى العمل السياسى فى سن مبكرة، حيث ساعده على ذلك خاله محمد سلطان باشا، الذى كان أحد أعضاء المجلس النيابى الأول فى عهد الخديو توفيق، كما أنه من بين مؤسسى الجريدة التى أنشأها صديقه أحمد لطفى السيد، فى 9 مارس 1907، والتى توقفت فى 30 يوليو 1915، ونجد اسم على شعراوى إلى جانب اسم شقيق زوجته وابن خاله عمر سلطان، وإلى جانب زميله فيما بعد يوم 13 نوفمبر عبدالعزيز فهمى، ونحن لا نعرف على وجه الدقة دور على شعراوى بعد ذلك فى حزب الأمة الذى شكلته فى 21 سبتمبر 1907 مجموعة الجريدة أيضا.
عبد العزيز فهمى
عبد العزيز باشا فهمى، أحد أعلام الحركة الوطنية المصرية في الثلث الأول من القرن العشرين، وهو الرفيق الثالث لسعد زغلول وعلى شعراوى فى رحلة باريس لعرض المطالب المصرية، وزملائهم فى رحلة المنفى إلى مالطا أيضا من قبلها.
ينسب لـ عبد العزيز فهمي أنه أول من وضع مشروع الدستور المصرى، وكان ذلك سنة 1920 أثناء وجوده فى باريس بعدما عكف على دراسة دساتير أوروبا، واجتمع الوفد لقراءة ما أعده فهمى، إلا أن سعد اعترض على بعض مواده إلى أن صدر تصريح 28 فبراير وتم إعلان استقلال البلاد.
تولى فهمي رئاسة حزب الأحرار الدستوريين، ثم تم ترشيحه في البرلمان باعتباره رئيساً للحزب، ثم تولى وزارة الحقانية (العدل) في وزارة زيور باشا، ولم يلبث أن أقيل يوم 5 سبتمبر 1925 على أعقاب خلاف مع يحيى باشا إبراهيم رئيس الوزراء بالإنابة، وفى عام 1926 تنازل فهمي عن رئاسة الحزب وتفرغ للمحاماه، إلى أن رحل عام 1951.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة