من يعرف الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، فبالتأكيد يعرف أنه رحل فى 30 أغسطس عام 2006، أى قبل ذيوع شهرة الموقعين الأوسع انتشارا حاليا، فيس بوك وتويتر، فلم يعش صاحب نوبل فى الآداب لعام 1988 م، للوقت الذى يمكنه من الحصول على صفحات وحسابات رسمية على أى من مواقع السوشيال ميديا.
وربما لم تمر مصطلحات "الإنترنت، السوشيال ميديا، فيس بوك، تويتر" كلها على "الأستاذ"، أو على الأقل سمعها بطريقة عابرة ولم يتوقف عندها كثيرا، فلم يعش صاحب الثلاثية إلى الوقت الذى يرى فيه مقاطع من رواياته أو بعض مقولاته يتم تداولها بكثرة على هذه المواقع، بطريقة الاقتباس أو الـ quotes، لكن بعيدا عن أقاويل عميد الرواية العربية المتداولة، فأن كلا الموقعين سالفى الذكر، تنتشر عليهما عشرات الصحفات والحسابات ممن تحمل اسم الأديب العالمى نجيب محفوظ، بعضها لأشخاص يحملون نفس الاسم، والآخر لأسماء كيانات ثقافية أو مدارس تعليمية تحمل اسمه، لكن أيضا هناك حسابات قام أصحابها بإنشائها لتكون معبرة عن الأديب العالمى نجيب محفوظ، وكأنهم أرادوا تخليد اسم الرجل وبقائه على هذه المواقع التى لم يعاصرها فى حياته.
وبالبحث باسم "نجيب محفوظ" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تجد عشرات الحسابات التى تحمل اسم الأديب بعضها إن لم يكن أغلبها حسابات خالية من أى تدوينات "POSTS"، وبعضها اتخذ من اسم الأديب العالمى اسما له لكن دون روحه أو كتاباته الخالدة، فأحد هذه الحسابات أخذ صاحبها مظهرا متدينا، وجاءت أغلب تعليقاته إما آيات من القرآن الكريم، أو بعض الاقتباسات من أشعار بعض أئمة المتصوفة مثل الحلاج.
صفحة أخرى باسم الأديب الراحل، أخذ صاحبها تدوين اقتباسات لعدد من الأدباء والكتاب، وترك قليلا من الأقاويل المنسوبة للأديب العالمى والذى لا يعرف مدى صحتها من الأساس، فترى الصفحة مليئة بأشعار للشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، والكاتب العالمي كافكا، ومقتطفات من أعمال فيكتور هوجو، بينما لما يظهر للأديب من كلماته المشهورة المنسوبة له، إلا quote يقول: "ولكن ماقيمة أن تبقى أو أن تذهب، أو أن تعمر كسلحفاة"، من رواية "ثرثرة فوق النيل".
حساب آخر، حمل صورة "البروفايل" والـ cover photo، صورة تحمل مقطعا منسوبا للأديب العالمى نجيب محفوظ يقول: "من يستهين بقدرات النساء أتمنى أن تعاد طفولته من غير أم"، ومعه صورة للأديب الراحل، بينما الحساب نفسه لا يوجد به أى شىء خاص بالأديب العالمى.
الطريف أن حسابا آخر من تلك الحسابات التى تحمل اسم الأديب العالمى، جاء بمحتوى يبعد كثيرا عما كان يحمله صاحب "الحرافيش" من أفكار، حيث تحتوى الصفحة كثيرًا من التدوينات الخاصة بالأناركية والشوفينية وقناع فاندينتا، إضافة إلى التمجيد فى فترة الحكم الملكى لمصر، وأفكار تتعلق بتوجهات الكنيسة المصرية، بينما نشر آخر صورة لأيقونة الأطفال "سبونج بوب".
موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" توجد به أيضا عشرات الحسابات التى تحمل اسم الأديب العالمى نجيب محفوظ، بل وتحمل تعريفا بأنها للأديب الحائز على جائزة نوبل فى الآداب عام 1988 م، واحد من هذه الحسابات كل تدويناته عبارة عن اقتباسات ولا يوجد من بينها ما ينسب للأديب الراحل، أو حتى يقترب من أسلوبه الفريد فى الكتابة الأدبية، وهو الأمر الذى تكرر بكثرة فى معظم هذه الحسابات، ويبقى الأكاونت الوحيد الذى يحوى بداخله ما هو خاص بعميد الرواية هو حساب يحمل اسمه ويحمل صورة للأديب مكتوب عليه اسمه أيضا، و cover photo لانفوجراف يوضح بعض المعلومات عن الأديب الراحل.
ويحتوى هذا الحسابات صورا لبعض الإهداءات التى كتبها الراحل لبعض كبار الأدباء على أعماله الروائية مثل إهدائه الذى كتبه على روايته "الكرنك" إلى أبى المسرح المصرى الأديب الكبير توفيق الحكيم، وكتب له عليها "الأستاذ الإمام توفيق الحكيم.. تحية الجدول للمحيط"، ويحتوى أيضا أجزاء من خطابه إلى لجنة جائزة نوبل، وبعض من صوره الخاصة وأقاويله المأثورة.
