جئتُ إليك يا مدينتى
جئتُ إليك يا قاهرة
جئتُ إليك عاشقة
جئتُ أحمل أشواقى
الحارقة
جئتُ إليك أفركُ عينى
وأجرُ خطواتى الحائرة
ها هو حلمى اليوم
يتحقق وها أنا أعانق
مدينتى الساحرة
أتجول فى الحوارى
والشوارع أسجد بين
المساجد والكنائس
الباسقة
أحتضن طفولتى ..أرى
صبايا من جديد ..أفتشُ
عن ذكرياتى العالقة
ها أنا يا قاهرة
جئتُ إليك وبين
أضلعى طائرُ يطير
جئتُ ملتاعة
أتمرغ فى ثراكِ
كأنه الحرير
جئتُ أستنشق
هواك، أزهارك
جئتُ ليلفني
العبير
جئتُ ظمآنة لنيلك
جئتُ إليك لينتهى
بى المصير
لم أنسَك وكيف أنساك
وذكراكِ كانت بالقلب ِ
النغم الهامس
ها أنت يا قاهرة وها
هو قمرك بسمائك
يتراقص
والمآذن والكنائس ترفرف
من حولى كأنها عرائس
أيتها الفقيرة الغنية
يا ضحكة المهموم
يا أمل اليائس
آه لو تعلمين يا قاهرة
كم يكون البعد عنك مخاطرة
الغربة يا قاهرة دماء
وأحزان وأشواق قاتلة
الغربة مقصلة
وسواك كل المدائن مقبرة
البعد عنك يا قاهرة
يظل أكبر مقامرة
فدعينى أنظر إليك
دعينى أتجول بين
يديك
فوصالك هجر
وهجرك وصال
واليوم سلمتِ لي
وسلمتُ لك
أصبحتُ بحصنك
الأمين
ونيلك العذب يروي
القلب ويطهر الجبيبن
تراثك الممتد فى باطن
الأرض وفى تقلب
السنين
أوحشتنى الليالى
الشوارع الحوارى
المراكب النيلية
عيون أبنائك ها هي
كما كانت دوما رمادية
تحمل الأعباء والأحزان
النقية
نظراتهم ساهمة
أحزانهم هائلة
همومهم عتية
لكنهم هنا يسكنون
يمشون يجلسون
وهنا يمرحون ..يضحكون
وفى العيون انكسار
العيون
لكن حين تهدأ الشوارع
حين تهدأ القلوب
تغوص الأحزان في
سكون
وينامون غارقون
مستسلمون
اضربينى مدينتى
كما تشائين
بضوضائك الصاخبة
وعرباتك الزاعقه
اخنقينى اشنقينى
بجدالك وبريقك
والحوارى العتيقة
يا قاهرة يا مدينة
الزمان
الغربة حياة بلا أحلام
حياة بلا أمان
الغربة موت للإ نسان
موت للأزمان
موت بلا أكفان
الغربة عذاب
وآلام وأحزان
وذكرياتك يا قاهرة
كانت دوما هى الأهل
والصحاب، هى السند
والعنوان
ستظلين يا مدينتى أنت
ملجأى الأخير.، ستظلين
دوما أنت كل الآمان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة