سيدة بسيطة لم تذهب إلى المدرسة للتعلم، إلا أنها ذات ذوق رفيع اتسم بالبساطة وتناغم الألوان، وهى من أشهر صانعى السجاد بمحافظة القليوبية.
وقالت "كاميليا"، مقيمة بقرية كفر طحلة التابعة لمدينة بنها بالقليوبية، لـ"اليوم السابع"، "لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة، ولكنى منذ صغرى أحب فنون الخياطة والمشغولات وصناعة السجاد، لأنها صناعة عامة وتحتاج لذوق رفيع ودقة عالية، بدايتها معى، كانت مع والدى عندما كنت أراه يصنعه وتقوم والدتى بمساعدته أثناء عمله، حتى مرت الأيام وتزوجت وأنجبت 5 أولاد، والحياة زاد عبئها على زوجى الذى يتحصل على راتب شهرى قدره 500 جنيه، لا نستطيع العيش بها، فقررت العمل ولكنه رفض، ولذلك صممت أن ألبى رغبته وأعمل بمنزلى إرضاء له، وفى نفس الوقت أساعده فى تكاليف المعيشة".
وتابعت "كاميليا"، استعرت منوالا خشبيا مكونا من 5 قطع من والدى لكى أبدأ به تصنيع السجاد، واتفقت مع التجار الذين يقومون ببيع وتصدير السجاد، أنهم يوفرون لى جميع الخامات الخاصة للتصنيع نظير أعمالى فى صناعتها.
وأكملت "كاميليا"، "وبفضل الله بدأت فى عملى، حيث إن السجادة الواحدة تحتاج لمدة 4 شهور فى إنهائها لأنها تتم بعملية يدوية، فأقوم منذ الصباح أعمل لمدة 4 ساعات قبل مجيء أولادى من المدرسة، وكذلك زوجى من الشغل، حتى أجهز متطلباتهم ولا أقصر معهم"، مشيرة إلى أن السجاد يحتاج دقة بالغة وتصميم رسوماته وألوانه تحتاج إلى تدقيق شديد جدا، لأنه لابد من تنفيذ رسمة السجاد المطلوبة منها كما هى".
وأضافت "كاميليا"، أن كثيرا من السيدات بالقرية يفعلون ذلك من أجل مساعدة أولادهم، كما أنها "تعتبر من التراث الذى ورثناه عن أجدادنا وآبائنا، ولكن صناعة السجاد حاليا بحاجة إلى عناية وتوفير رأس مال وخامات لتزدهر كما كانت"، موضحة أن السجاد اليدوى الذى تقوم بصناعته يتميز بألوان ومتانة لم يكن لها مثيل فالسجادة الواحدة تستعمل حوالى 50 كيلو جرام حرير وصوف وقد تزيد حسب حجم السجادة فهو لا يتشابه مع السجاد الذى يصنع بالماكينات والآلات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة