- سلسلة كتيبات للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر تفند دعاوى المتشددين.. تتصدى لحروب التشويه ضد الإسلام.. وتعالج القضايا الفقهية
أفكار متطرفة وجماعات متشددة، تلصق نفسها باسم الإسلام والإسلام منها برىء، وتشوه بممارساتها صورته، ما أظهر الحاجة لدى المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف لضرورة الرد على تلك الحجج التى يسوقها أرباب الفكر المتطرف، ويلصقونها بالدين، بينما يحاول علماء الدين فى شتى بقاع الأرض رفع تلك التهمة عن الدين الحنيف، وفى هذا الإطار حاولت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر أن تلعب دورها، خاصة وهى التى تمتلك مركزا متخصصا لتفنيد الفكر المتطرف، فعملت على إصدار سلسلة كتيبات بعنوان «سلسلة تفنيد الفكر المتطرف» مخصصة للرد على حجج الجماعات الإرهابية الواهية، الحجة بالحجة والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان.
السلسلة التى تصدى لتقديمها الشيخ الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، عضو هيئة كبار العلماء، وكتب فيها أئمة الجامع الأزهر وعلماء جامعته الكبيرة، أصدرت حتى اليوم 11 كتيباً، كل كتيب منها يختص بمعالجة قضية فقهية محددة من بينها مفهوم المواطنة الذى ألفه الشيخ الدكتور عبد الفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين، وآخر بعنوان موقف الإسلام من استخدام الدروع البشرية، وثالث يحدد موقف الإسلام من العمليات الانتحارية، ورابع يضرب أمثالا من حالات الغلو فى العهد النبوى، وكيف تمت معالجتها، وخامس يشرح مفهوم الحاكمية فى الإسلام، وسادس عن الجهاد فى الإسلام وضوابطه، وسابع لقضية الولاء والبراء ومفهومها ونشأتها، وثامن لمفهوم الخلافة، وتاسع لمفهوم الجاهلية، وهكذا ليصبح بين يدى القارئ سلسلة كاملة متخصصة للرد على تلك المزاعم التى ألصقتها جماعة العنف الدينى بالإسلام.
القوصى
قضايا مهمة تصدت لها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف، فى إطار مشروعها للرد على دعاوى وأفكار متطرفة وجماعات متشددة، تلصق نفسها باسم الإسلام والإسلام منها برىء، وتشوه بممارساتها صورته، لتصدر سلسلة كتيبات بعنوان «سلسلة تفنيد الفكر المتطرف» مخصصة للرد على الجماعات الإرهابية، وهى السلسلة التى تصدى لتقديمها الشيخ الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، عضو هيئة كبار العلماء، وكتب فيها أئمة الجامع الأزهر وعلماء جامعته الكبيرة، وأصدرت حتى اليوم 11 كتابا، كل كتيب منها يختص بمعالجة قضية فقهية محددة.
تحت عنوان «الغلو فى العهد النبوى.. صوره.. علاجه» كتب الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، موضحا فى البداية أن استقراء نصوص القرآن والسنة على أن أنواع الغلو يمكن جمعها فى ثلاثة أنواع، أولها الغلو فى الدين على المستويين الاعتقادى والعملى، وتتنوع صور الغلو تحت هذا النوع تنوعا كثيرا، والثانى الغلو فى القرآن: وذلك بتأويله المبالغ فيه، أو حمله على وجه واحد من الوجوه، وهو حمّال أوجه، أو بمجاوزة الحد فى قراءته، وغير ذلك من وجوه الغلو، والثالث الغلو فى العلم، ومنه ما يؤدى إلى تحريف الكلم عن مواضعه.
ويوضح أن الغلو فى الديانات السابقة تنوع بتنوعه فى المسلمين، وقد أورد القرآن صراحة نهى الله لهم عن الغلو فى الدين فى العديد من مواضع القرآن الكريم، ويشير إلى أن أصحاب الديانات السابقة، وكما غالوا فى الاعتقاد والعلم، غالوا فى الجانب العملى أيضا، من ذلك ما رواه أبو داود فى سننه بسنده عن أنس بن مالك رضى الله عنه كان يقول: «لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم، فشدد عليهم، فتلك بقاياهم فى الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم».
ومن غلوهم أيضا سؤالهم عما لم يكلفوا بالسؤال عنه، قال ابن عباس رضى الله عنه فى وصف بنى إسرائيل لما طلب منهم موسى عليه السلام أن يذبحوا بقرة، لو أخذوا أدنى بقرة لاكتفوا بها، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم.
ويوضح أن أول صور الغلو الاعتقادى فى العهد النبوى، تتمثل فى الغلو بإطراء النبى بما يخرجه عن حد الرسالة والعبودية، وهو ما حذر النبى صلى الله عليه وسلم الأمة من وقوعها فيه، كما وقعت فيه الأمم السابقة من الغلو بتأليهه صلى الله عليه وسلم أو رفعه عن مرتبة النبوة بدعوى حبه، وتتضح بلاغة التحذير من تشبههم آنذاك بمن وصف بالكفر لارتكابه هذا الجرم، وفيه ترشيد للأمة وتوجيه لها إلى الوجهة الرشيدة فى حبه، صلى الله عليه وسلم، بما لا يرفعه عن درجة النبوة، والبشرية المعصومة، وبما لا يخرجه عن كونه عبدا لله رسولا، وهذا التحذير وجه من وجوه استباق الحدث بوضع علاجه، وذلك فيما رواه البخارى فى صحيحه بسنده عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه سمع عمر بن الخطاب يقول على المنبر سمعت النبى صلى الله عليه وسلم، يقول: «لا تُطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله».
منظمة خريجى الأزهر
ويتابع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبه إلى أننا ليس لنا من الناس إلا ظاهرهم، وأنه لم يؤمر بتنقيب القلوب، وفيه ما فيه من حقن الدماء، وصيانة النفس، كما أن فى الموقف أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبه إلى أن هؤلاء المغالين من علاماتهم الاجتهاد فى الطاعة والعبادة وقراءة القرآن، وقد جاء فى حديث آخر: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، أو ليست صلاتكم إلى صلاتهم بشىء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشىء، ولاقراءتكم إلى قراءتهم بشىء، ومن وجوه العلاج أن ينبه إلى الخطر بكل دقة، وما يجب من التصرف حين صيرورة هؤلاء الأفراد إلى جماعة وشيعة تناصب الأمة العداء: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود.
ويبين أن من صور الغلو العملى فى العهد النبوى، الغلو العملى فى العبادات بدعوى أن الرسول معصوم مغفور له ما تقدم من ذنبه، وإدخال السائلين أنفسهم فى علم الغيب، وتكلفهم وذلك من مداخل الشيطان فهو يدخل عليهم من طريق الطاعة، مع أن موقفهم هذا كأنه اتهام لرسول الله أنه لم يبين الشريعة بيانا شافيا، أو أن الله لم يوضح الشريعة وضوحا لا يدع مجالا لسائل، مضيفا أنه كان هناك أيضا الغلو فى الطاعة بما يهدر حق ذوى الحقوق: وقد وقع ذلك من أبى الدرداء رضى الله عنه فيما رواه البخارى بسنده عن أبى جحيفة السّوائيّ وهب بن عبد الله رضى الله عنه قال: «آخى النبى صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبى الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذِّلة، فقال لها : ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة فى الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع طعاما، فقال له: كل، قال: فإنى صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان آخر الليل، قال: سلمان: قم الآن. فصَلّيَا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذى حق حقه، فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم صدق سلمان».
ويشير أيضا إلى الغلو بتكليف النفس فوق طاقاتها، وتحميلها ما لا تتحمل، والغلو فى الدعاء بين صحابى وابنه، والغلو فى التشديد على النفس بالنذر، وكذلك الغلو بالمشقة على النفس فى النوافل، والغلو بعدم الأخذ بالرخصة على الرغم من عدم القدرة، وأخيرا الغلو بمجاراة الرسول صلى الله عليه وسلم فى خصوصياته فى طاعة الله.
مخاطر الغلو:
الغلو ذو مخاطر بالغة إذ يؤدى إلى عدم الانسجام بين الروح والجسد، كما أنه يؤدى إلى ظلم النفس والآخرين، ويخالف الطبيعة البشرية، ويمكن تلخيص أهم المخاطر فى:
يؤدى إلى الخروج من الملة: فأهل الأديان السابقة لما غالوا فى اعتقادهم فى رسولهم خرجوا من الملة قال تعالى: «لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم...» (المائدة/ 72) وقوله : «لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة...» (المائدة/ 73) ووصف الرسول ذا الخويصرة وأشباهه بالمروق من الدين كمروق السهم من الرمية، أى: كأنهم لم يتلبسوا بالإسلام أصلا، كمرور السهم سريعا فى الرمية بحيث لا يعلق به شىء من فرث أو دم.
يُودِى بصاحبه إلى التهلكة: وهو ما نص عليه الحديث الصحيح الذى رواه النسائى بسنده عن عباس رضى الله عنهما قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم هات القط لى، فلقطت له حصيات، هن حصى الخذف، فلما وضعتهن فى يده، قال: بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو فى الدين، فإنما أهلك من قبلكم الغلو فى الدين» والرجم يكون عظيم المشهد عظيم الخطر لاجتماع الناس فيه من كل بقاع المعمورة، لذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغلو فى هذا المشهد، فلو لم يقل هذا لغالى بعض الناس بحمل حجارة عظيمة ظنا منهم أن ذلك أدحر للشيطان، دون وعى أن الأمر أمر نسك، والتزام بما ورد، ونحن نرى من يرجم بالنعال وما إلى ذلك بقصد إهانة إبليس فإذا به يهين الحجيج، ويرتكب عظيم الإثم.
أنه يؤدى إلى ضد المقصود من الاجتهاد فى الطاعة: وقد جاءت هذه الصورة فى الحديث الذى رواه مسلم بسنده عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم: «إذا نعس أحدكم فى الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى، وهو ناعس، لعله يذهب يستغفر، فيسب نفسه».
العهد النبوي
يؤدى إلى التنفير من صاحبه، وتبغيض عباد الله فى طاعة الله: وقد جاء ذلك فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم بسنديهما عن أبى مسعود الأنصارى رضى الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم غضب فى موعظة قط أشد مما غضب يومئذ، فقال: «يا أيها الناس إن منكم منفّرِين، فأيكم أمّ الناس فليوجز، فإن من ورائه الكبير والضعيف، وذا الحاجة».
يؤدى بصاحبه إلى الاتصاف بأوصاف قبيحة: وقد جاء فى الحديث الذى رواه مسلم بسنده عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون، قالها ثلاثا» والمتنطعون هم: المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود فى أقوالهم وأفعالهم.
يحرم صاحبه شفاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وقد جاء ذلك فى الحديث الذى رواه ابن أبى عاصم بسنده عن معقل بن يسار رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أمتى لا تنالهما شفاعتى: سلطان غشوم، وغال فى الدين، يشهد عليهم ويتبرأ منهم».
يؤدى إلى تحريم غير المحرم، وفيه اتهام للرسول بعدم الأمانة فى البلاغ، واتهام للحق سبحانه بالنسيان، وقد جاء فى عدة أحاديث منها ما رواه البخارى ومسلم بسنديهما عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شىء لم يُحرّم، فحُرّم عليهم من أجل مسألته».
يؤدى بصاحبه إلى الملال والانقطاع عن العبادة: وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ، وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من الغلو فى الطاعة فى الحديث الذى رواه البخارى بسنده عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت: «إن النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليها، وعندها امرأة، قال: من هذه؟ قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه».
ويحدد الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد منهجا فى معالجة الغلو تتمثل خطواته وبنوده فى:
جمع المفاهيم المغلوطة وبيان حقيقتها، وردها بالأدلة والبراهين الساطعة بعد إجماع العدول من علماء الأمة عليها، ونشر ذلك فى كل الوسائل الورقية والإلكترونية والمسموعة والمرئية بلغات العالم.
مواجهة كل ما يظهر من صور الغلو بالبيان عن الأخطاء فى فهمها، بلغة مقنعة، تجمع إلى الإقناع لطف الحديث وأدبه.
متابعة الآباء أبنائهم وبناتهم فى طاعة الله كمتابعتهم إياهم مما يخشون عليهم من الانحرافات.
متابعة العلماء تصرفات الشباب والشابات فى الطاعات، والتبصير بأخطائها بكل سبيل ممكن.
طباعة كتيبات صغيرة ومنشورات، ومطويات تحذر من الغلو، وتكشف خطره، بلغات متنوعة، ونشرها على المواقع الإلكترونية.
مواجهة ما يعين على الغلو فى وسائل الإعلام، من غلو فى الانحرافات، والشهوات، بما يعطى أسانيد إلى بعض الشباب والشابات للغو فى الدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة