مر أسبوع على حريق كنيسة نوتردام الشهيرة فى قلب باريس، ولا يزال العالم يبكى حزنا على الإرث الإنسانى الذى ضاع فى نيران الحريق، لتبدأ الدولة الفرنسية فى مبادرة لإعادة بناء الكاتدرائية التاريخية، والتى ربما تصل إلى 5 سنوات.
وترتبط الكنيسة الفرنسية، بالعديد من الأحداث الثقافية والسياسية التاريخية ولعل من أهمها أنها شهدت تتويج الجنرال الفرنسى الشهير نابليون بونابرت على عرش فرنسا، فبحسب موقع " napoleon" الفرنسى، فإنه بعد فوز نابليون بحملاته العسكرية فى حملاته المنتصرة فى إيطاليا ومصر، تولى نابليون السلطة كقنصل أول بعد انقلاب 19 نوفمبر، وفى مايو 1804 تم إعلانه إمبراطورًا، وقد أقيم حفل تتويجه فى 2 ديسمبر من نفس العام فى كاتدرائية نوتردام فى باريس لضمان شرعيته الإمبراطورية وتقليص سلطته فى التقليد الملكى والكاثوليكى الفرنسي، كما أن تتويج نابليون لنفسه، هناك بمثابة الاحتفال باستقلاله عن الكنيسة.
ويوضح موقع " shannonselin" أن إقامة حفل تتويج نابليون فى "نوتردام" جاء من منطلق أن الجنرال نابليون أراد أن يثبت شرعية حكمه الإمبراطورى، مع العائلة المالكة الجديدة والنبلاء الجدد، تحقيقًا لهذه الغاية، صمم حفلًا جديدًا للتتويج على عكس ما حدث لملوك فرنسا، كان الجزء الأكثر أهمية فى حفل التتويج الفرنسى التقليدى هو دهن الملك بالزيت المقدس، الذى يؤديه رئيس أساقفة ريمس فى كاتدرائيته، وإدراكًا من القيمة الرمزية لربط حكمه بالقداسة الإلهية، دعا نابليون البابا إلى تولى مهامه فى التتويج، كان بيوس السابع حذرًا من نابليون وكان مترددًا فى الذهاب إلى فرنسا فى غياب بعض التنازلات للكنيسة الكاثوليكية، التى كانت قد أهلكت خلال الثورة الفرنسية، لكن توسل له نابليون، مهددًا ومساومًا، مستخدمًا عمه الكاردينال جوزيف فيش كوسيط، وافق البابا أخيرًا على ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة