حققت 3 رسائل غرامية كتبها القائد الفرنسى الأسبق نابليون بونابرت إلى زوجته جوزيفين بين عامى 1796 و1804، بقيمة نصف مليون يورو، وذلك فى مزاد أقيم الأسبوع الماضى.
وكتب بونابرت لجوزيفين فى إحدى الرسائل، التى أرسلها إليها خلال القرن الـ18، وبالتحديد فى شهر أبريل من عام 1796 خلال الحملة الإيطالية: "لم أتسلم أى رسالة منك يا صديقتى، هل يا ترى أنت كثيرة الانشغال لدرجة أنك نسيتى زوجك الغارق فى المتاعب والمشاق والذى لا يفكر سوى فيك؟.. أنا منعزل وقد نسيتنى ومنذ 8 أيام أنا أركب الخيل بلا نوم ولا راحة ولا ليل"، وذلك وفقًا لما ذكره موقع dunyanews.
الجنرال نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية على مصر، وأحد أشهر القادة العسكريين على مدار التاريخ العسكرى، كان له العديد من الجولات العسكرية والفتوحات، لكن يبدو الجانب العاطفى، وعلاقاته النسائية، جانبًا مظلمًا، فهناك من يرى أنه كان زوجًا مخلصًا، وآخرون لا يحب النساء بطبعه، بينما يرى جانب آخر أن الجنرال كانت له العديد من الغراميات والعشيقات.
وبحسب كتاب "غراميات نابليون بونابرت" للكاتب جان سافان، أن رغم أن الجنرال الفرنسى العظيم، لم يقابل قط المرأة التى تناسبه، إلا أنه مع ذلك كان عدد مغامراته الغرامية، يفوق عدد مغامرات دون أو كازانوفا أو لويس الرابع عشر الغرامية.
وذكر الكتاب أن غراميات القائد الفرنسى، عندما كان فى السادسة عشر من عمره، وكان ضمن القوات الفرنسية التى ذهبت إلى مدينة فالانس، وكان حينها ضابط فى سلاح المدفعية، وكان الناس ينظرون إليه بغموض شديد، وتبدو عليه علامات الصرامة والإصرار، قابل "إيما" أول فتاة خفق لها قلبه بالحب، فى إحدى الحفلات، ولكنه كان حبا مقيدا تعسا يكنتفه كثير من الغموض، إذ أن نابليون لم يتحدث عنه وهو الذى كان يحب أن يتحدث كثيرا فى مثل هذه الأمور.
ويذكر الكتاب أن أول رسالة عاطفية يكتبها نابليون فى حياته، كان لتلك الفتاة "إيما" ولكن نابليون دافع عن حبه لها، فترددت وأخذت تتحدث عن آلامها ومتابعها، وطمأنها بان العواطف الجياشة الصادقة لم يمكن أن تكون مصدر للألم، وكان مما كتبه لها: "أرجو أن تضعى فى اعتبارك أنه لما يحزننى كثيرا أن يحمل ردك أخبارا سيئة"، لكن الفتاة لم تبدى اى اهتمام برسائل الضابط الفرنسى الصغير، وتجاهلتها تماما، ولم تقتنع، لكن نابليون يظل يدافع عنه حبه، وبعد فترة من عدم اكتراث الفتاة من رسائل نابليون، بدأت تظهر غضبها له وتثور فى وجهه، وكان ذلك بمثابة الكارثة الكبرى له، ورغم محاولته لكن الفتاة هددته أن لم يكف عن كتابة الرسائل ستفشى سره، لأن خطاباته عكرت حياتها، وهو الامر الذى جعل الجنرال الصغير حينها يفكر فى الانتحار، قبل أن يفكر فى حياته ويستسلم لاحزانه العميقة.
ثانى تلك الغراميات، كانت فى المدينة نفسها "فالانس"، كانت مع الأنسة كارولين، التى كانت أكثر تحفظا منت الفتيات الأخريات، وكانت تكبره فى السن إلى درجة قربها من سن والدته، ولم تكن تزوجت، ورغم ذلك الفوارق لم ترفض كارولين مغازلة الضابط الصغير، وجمعت بينهما موايعد وكتب عن هذه المقابلات: لم كين هناك ما هو أكثر طهرا منا، أننا كنا نرتب مواعيد اللقاء، ولا زلت أذكر موعدا من هذه المواعيد وكانت كل سعادتنا، فى ننا نأكل الكريز معا، ورغم أن تلك الأنسة لم يتزوجها نابليون إلا أنه لم يكن ينسها وينسى ما قد منحته له من مال، حتى أنها عندما وصل إلى قمة مجده، رد إليها أموالها من الفرنك الذهبى.
علاقة أخرى تحدث عنها الكتاب، وهى بامرأة تكبره سنا، كانت فى مدينة ليون عام 1786م، وهى الأديبة السويسرية "مارى آجييه"، وكان نابليون يطمع حينئذاك فى أن يكون لنفسه مركزا ممتازا فى عالم الأدب، ومن ثم فقد فتنته هذه المرأة الكريمة، وبدأت قصة هذا الحب بعدما أصيب نابليون بالحمى، فأعتنت مارى به، وأظهر لها نابليون عرفانه بالجميل، وتعلقت به كثيرا، وكتبت رواية لاقت نجاحا كبيرا عن عشيقها الكورسكى الشاب نابليون، حققت نجاحا كبيرا سنة 1786م، وظلا يتبادلان الرسائل بانتظام، وكان يطلب منها ألا تهمل عيد ميلاد حبمها، وكانت مارى تعطى لها هبات لا تقل بأى حال عن نصف مليون فرنك.
ويوضح الكتاب علاقة أخرى ربطت الجنرال الراحل، بأحد الفتيات كانت تكبره بست سنوات، فى مدينة أوكسون، تدعى "مارى مرسيريه" كانت لطيفة صغيرة الجسم، تزوجت فى نهاية الأمر، لكنها ظلت تحتفظ بخاتم من الفضة ووشاح من الرير تذكرا لحب الملازم نابليون لها.
ويوضح الكتاب أن نابليون كان يحاول أن يربط حياته بفتاة ثرية، ولذلك حاول التقرب من فتاة تدعى "مانسكابيليه"، لكن طلبه قوبل بالرفض، لأنه لم تجد فى الملازم الشاب ما يرضى طموحها.
جانب آخر يسلط الكتاب على الضوء فى حياة نابليون الغرامية، فالجنرال الراحل، كانت لها العديد من العلاقات المغرضة مع زوجات رؤسائه على رغم من تظاهره بالاتزان، وكان من بين علاقاته علاقته بزوجة القائد العام، تدعى كاترين أروسولا، كانت فى الثانية والثلاثين من عمرها، لكن الكتاب أكد أن زوجة كارتو كانت شغفت به حبا، وجلعته يضع قدمه على اول درجات المجد.