لا تزال رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى تسعى لإخراج بلادها من دوامة سياسية دخلت فيها منذ اليوم الأول لإعلان نتيجة استفتاء يونيو 2016، والذى أبدى فيه البريطانيون رغبتهم للخروج من الاتحاد الأوروبى، ورغم تعرضها لهزيمة تلو الأخرى، تناضل زعيمة حزب المحافظين للتوصل إلى حل وسط، فبعد أن خسرت دعم كثير من نواب حزبها، لجأت إلى معسكر غير متوقع، وهو غريمها زعيم المعارضة، جيريمى كوربين.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه بعد خوض معركة لسنوات حول كيفية سحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، من المتوقع أن تلتقي رئيسة الوزراء تيريزا ماي وزعيم المعارضة ، جيريمي كوربين ، كشريكين محتملين لكن حذرين ، بعد قرارها الذى وصفته بـ"المذهل" بالبحث عن مساعدة كوربين للحصول على خطة من خلال البرلمان.
وأوضحت أن كوربين ، وهو ناقد يساري للاتحاد الأوروبي ، تعهد طيلة فترة الاستعدادات للانسحاب من التكتل، بعدم القيام بأى شيء لمساعدة "حزب المحافظين " وظل غامضًا بشأن تفضيلاته الخاصة. بينما أشار إلى استعداده للعمل مع رئيسة الوزراء ، وضع حزب العمل ستة اختبارات لبريكسيت ، بعضها مصمم على ما يبدو لجعل مثل هذا التعاون مستحيلاً.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رئيسة الوزراء، تيريزا ماى، عرضت إجراء محادثات مع زعيم حزب العمال، جيريمى كوربين، لكسر حالة الجمود حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى "بريكست"، والسماح للبرلمان بتحديد طريقة إلزامية للمضى قدما حال إخفاق الطرفين فى التوصل لحل وسط.
وفى تغير كبير لموقفها، قالت ماى إنها ستطلب تمديد أمد الخروج، معربة عن استعدادها لتقبل بريكست أكثر سلاسة، مع عدم استبعاد الحكومة قبول البقاء فى الاتحاد الجمركى أو إجراء استفتاء ثانٍ، بحسب الصحيفة.
ويتضمن إجراء بريكست سلس بقاء بريطانيا داخل السوق الأوروبية الموحدة من خلال الحصول على عضوية المنطقة الاقتصادية الأوروبية (مثل النرويج) أو البقاء فى الاتحاد الجمركى الأوروبى أو الاحتفاظ بالاثنتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماى طرحت عرضها للاجتماع مع كوربين فى بيان تليفزيونى من مقر رئاسة الوزراء بشارع داونينج ستريت عقب اجتماع وزارى استغرق سبع ساعات قائلة: "نستطيع وعلينا أن نجد حلولا وسط لتحقيق ما صوت عليه الشعب البريطاني".
وأضافت ماى أنه سيتم التوصل لاتفاق مع حزب العمال أو سيصدر البرلمان قرارا أمام الاتحاد الأوروبى الأربعاء المقبل من أجل السماح لبريطانيا بالخروج فى 22 مايو المقبل وتجنب الانتخابات البرلمانية الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أن سعى ماى إلى إجراء محادثات مع كوربين أثار رد فعل عنيف من المحافظين المتشككين فى أوروبا، من بينهم وزير الخارجية البريطانى السابق بوريس جونسون، والسياسى البارز فى حزب المحافظين، جاكوب ريس موج، كما دعا بعض نواب البرلمان إلى إقالة ماى إذا توصلت لاتفاق مع العمال.
ومن جهته، أعرب كوربين عن سروره الكبير للمشاركة فى هذه المحادثات ووافق على ضرورة الدخول فى المحادثات بروح من التعاون بين الحزبين العمال والمحافظين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة