تتنوع أساليب الجماعات الإرهابية فى استقطاب الشباب فى الآونة الأخيرة، وأبرز تلك الأساليب عن طريق شبكة الإنترنت، ولكن أصبح أيضا الاستقطاب فى السجون ، فالعناصر التى تقوم بعملية التجنيد يمكنها الاستفادة من الشعور بظلم المساجين ، ويقومون بتحفيزهم لكى يكون ناقما على الدولة، وبالتالى يسهل تجنيده، ويتحول إلى أداة فى أيدى التنظيم.
ووفقا للخبير فى مكافحة الإرهاب الاسبانى ديفيد جاريجا،فإن هناك 3 سيناريوهات محتملة للارهاب فى السنوات المقبلة، فى مقدمتها إن "ابن أسامة بن لادن، حمزة، سيتولى زمام القاعدة"، وذلك فى محاولة لإعادة التنظيم مرة آخرى، وتكرار نفس السيناريو، من الذئاب المنفردة ، والخلايا الارهابية ، فى جميع أنحاء الغرب.
وقال جاريجا ، إنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكى ، دونالد ترامب، أعلن هزيمة تنظيم داعش الارهابى، إلا أن الأمر لم ينته بعد، فلقد غير الإرهاب ببساطة استراتيجيته، حيث لم يعد التطرف والتلقين يدوران فى المساجد بل فى المنازل والسجون.
وأوضح الخبير لصحيفة "انفورماتيبو" الإسبانية أن "التخلص من التطرف عامل أساسى للقضاء على الارهاب، ولكن هذا يعد وصمة عار ، فعلى الرغم من التدابير المتخذة فى السجون الإسبانية، إلا أنها أكثر الأراضى خصوبة للتلقين، ويخرجون إلى التطرف".
وأضاف " لا يوجد مكان جيد ومناسب لمعالجة الارهاب، لأنه لم يتم هزيمة داعش والقاعدة" مشيرا إلى أن السجن أصبح أرض خصبة لنشر الإرهاب وهى حقيقة معروفة للمسئولين عن الأمن والاستخبارات فى الدول الغربية، ولكن الآن وبعد عدة سنوات من الدراسة، فإنه خرج 20 إرهابيًا من السجون الاسبانية فى الفترة بين 2015-2018، وسيخرج 52 حتى 2022، وأكثر من 70 حتى عام 2026، ولكن كل ارهابى قضى فترة العقوبة فى السجن يمثل خطورة على المسجنونين الأخرين الذين يتم تحويلهم إلى إرهابيين يحملون افكار متطرفة".
ووفقا لديفيد جاريجا، أن عملية التخلص من التطرف معقدة للغاية، كما أن عملية إعادة النساء من داعش وأطفالهن إلى بلدانهم الأصلية هو أحد أهم التحديات التى ستواجهها الدول الغربية ، مضيفا أن السجون فى إسبانيا هى نقطة انطلاق للنشاط الإرهابى،و نسبة التطرف فى السجون الإسبانية كبيرة لكنها أقل بكثير من ذلك المسجل فى بلدان آخرى، إلا أن الأمر يحتاج إعادة نظر، وفصل ذوو الفكر المتطرف عما دونهم من السجناء".
وأكد الخبير الاسبانى ، أن "تجنيد التنظيمات الإرهابية للسجناء يعد أمرًا بالغ الخطورة، خاصة أن اعتناق هؤلاء السجناء للفكر المتطرف يشكل تهديدًا متعاظمًا على بقية أفراد المجتمع، ومن هنا يوصى المراقبون بأن تولى السلطات الأمنية على كافة المستويات اهتمامًا بهذه القضية التي يتزايد ضررها يومًا بعد آخر، بهدف محاولة اجتثاث هذه التطرف من جذور، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف يمكن التركيز على الجانب التوعوى والثقافى داخل السجون، وعزل المتطرفين خاصة القيادات المؤثرة عن غيرهم من أصحاب الجرائم العامة سدًا لثغرة تسرب الأفكار المتطرفة إليهم من جديد، فضلاً عن عقد برامج تأهيلية للسجناء كافة بإشراف عدد من الخبراء المتخصصين فى هذا المجال، بهدف تحويلهم إلى أشخاص أسوياء فكرًا وسلوكيًا بما يضمن تأهيلهم واندماجهم فى المجتمع بشكل إيجابي، إضافة إلى أهمية اتخاذ إجراءات وخطوات استباقية تتلاءم مع استراتيجيات الجماعات الإرهابية والمتطرفة الحالية وما يستحدث منها فيما بعد.
أما السيناريو الثالث بحسب الخبيرالاسبانى لديفيد جاريجا فهو تراجع محتمل لنفوذ التنظيم الارهابى داعش، حيث انخفض عدد الاعتداءات الارهابية حول العالم فى عام 2018 بمقدار الثلث بعام 2017، وهذا يعنى أن هناك املا فى تراجع نفوذ داعش، فلم تعد هناك معارك بهذا الحجم الذى كان يحدث فى السنوات السابقة ، خاصة فى سوريا والعراق ، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة .