لم تهدأ نيران الصراع المشتعل بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية فتتجدد بين فترة وأخرى لسبب أو لآخر، فباتت موجات التوتر والغضب صفة مقترنة بالعلاقات بين البلدين، فبعد قصة احتجاز السلطات التركية القس الأمريكى، جاء إصرار تركيا على شراء "إس ـ 400" ليزيد الأمور تعقيدا، فقد حذر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تركيا من الـ تبعات السلبية المترتبة على صفقة شراء منظومات صواريخ من طراز "إس-400" للدفاع الجوى من روسيا.
وقالت مديرة المكتب الإعلامى للخارجية الأمريكية، مورجان أورتيجوس، فى تصريحات صحفية، "إننا بلا شك مستعدون للتعاون مع تركيا ونواصل مناقشة مباعث قلقنا حول شراء هذه المنظومات، والذى سيسفر، حال تنفيذه، عن تبعات حقيقية وسلبية للغاية".
وبحسب مصادر فى الخارجية الأمريكية، فقد أمهلت الولايات المتحدة أردوغان أسبوعين كى تتخلى عن شراء منظومات "إس-400" الروسية.
وأن المهلة تنتهى بحلول الأسبوع الأول من يونيو المقبل، وهو موعد نهائي. وقال أحد المصادر إن تركيا ستواجه تبعات حقيقية وسلبية إذا أكملت إجراءات الحصول على "إس-400"، بما فى ذلك عزل أنقرة عن مشروع مقاتلات "إف-35"، وسداد تكلفة 100 طائرة من هذا الطراز، قدمت تركيا طلبا بشرائها لكنها لم تتسلمها بعد، إضافة إلى تعرض البلاد لعقوبات أمريكية ومن دول الناتو.
وحذرت الولايات المتحدة مرارا تركيا من تداعيات شراء منظومات "إس-400" الروسية، قائلة إن هذه الأسلحة لا يمكن تطابقها مع نظام الدفاع لدول الناتو، لكن أنقرة أكدت مرارا أن هذه الصفقة منجزة ولا رجعة فيها.
الناتو يحذر أردوغان
ضم "الناتو" صوته لصوت ترامب معلنا التحذير ذاته لتركيا، حيث قال ينس ستولتنبرج أمين عام حلف شمال الأطلسى (ناتو) أن تركيا ستتعرض لعواقب وخيمة جراء نشر منظومة الدفاع الجوي "إس-400" الروسية في ظل إعلان أمريكا فرض عقوبات على تركيا في حال حدوث ذلك.
وقال ستولتنبرج ، حسبما ذكرت شبكة "يورو نيوز" ، إن الناتو يريد أن يتجنب الظروف التي تؤدي إلى فرض أحد حلفائه عقوبات على آخر.
تركيا تتحدى
وفى المقابل تصر تركيا على التصعيد حيث أعلن صرح الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأسبوع الماضى، أن بلاده مستعدة لاستلام منظومة الدفاع الصاروخى "إس-400" بمجرد أن تكون موسكو مستعدة لتوريدها.
وقال جاويش أوغلو، "سنتسلمها بمجرد أن تكون موسكو مستعدة لتوريدها، فى أى وقت"، وأعلن وزير الخارجية التركي، فى تصريح سابق، عن أن تأجيل تسليم منظومة صواريخ "إس — 400" أو وقف الاتفاقية أمر "غير وارد".
وكانت تركيا قد ذكرت فى وقت سابق أنها لن تتخلى عن خططها لشراء منظومة الصواريخ الروسية "إس — 400" وأن الدفعة الأولى من أنظمة الدفاع الجوى يجب أن تسلم فى يوليو 2019.
ومن جانبها زعمت الولايات المتحدة أن "إس — 400" لا تتوافق مع معايير الناتو، وهددت بفرض عقوبات على تركيا فى حال امتلاكها، محذرة أنقرة بتأخير أو إلغاء صفقة بيع مقاتلات "إف — 35".
موجات غضب
فتيل الصراع بين أمريكا وتركيا ليس بجديد بل يتجدد اشتعاله بين الحين والآخر، ففى أغسطس الماضى شهدت العلاقات بين البلدين احتداما على خلفية احتجاز السلطات التركية للقس الأمريكي أندرو برونسون ، وفرضت أمريكا عقوبات على وزير العدل والداخلية التركيين وتركيا ردت بالمثل، ووجهت له تهم دعم أنشطة الجماعة التي يقودها فتح الله جولن، والذي يقول مسئولون أتراك إنه كان وراء محاولة الانقلاب الفاشل في 2016.
واشتعلت القضية في الأيام القليلة الماضية بسبب قيام السلطات التركية بالبدء في محاكمة هذا القس الأمريكي بتهمة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة