فى كثير من الأحيان يصبح كائن الـ«فيس بوك» كجلسة «المصطبة» فى الأرياف والأقاليم، يحكى البعض عن الآخرين، ليمدحوا ما يريدون، وينتقدوا ما يكرهون، الأمر يكون مقبولا عندما يخرج الرأى أو وجهة النظر من أصحاب العلم أو حتى الذين يفقهون ما يقولون وفقا لنظرية ما أو منطق يتم التحدث به، لكن يكون الأمر مخزيا للغاية عندما يكون تقييم الشىء، وفقا للأهواء الخاصة دون أن يكون صاحب الرأى على وعى بأى شىء.
بالفعل أصبح الأمر محزنا وبشدة، بعدما أصبحت آراء الفانز أو رواد السوشيال ميديا تجاه فنانهم المفضل أو مسلسلهم الأفضل، هى المأخوذ بها فقط، وكأنها هى الأصح وفقا لقوانين لا يجوز تغييرها، رغم أن بعض أصحاب هذه الآراء يخطئون فى الإملاء نعم عزيزى القارئ لا يستطيعون كتابة وترجمة آرائهم بشكل صحيح على «الكيبورد»، لأنهم يجهلون أحد فروع مادة اللغة العربية وهى الإملاء التى تدرس للمرحلة الابتدائية.
تدخل على السوشيال ميديا تجد أحدهم يعرب عن سعادته البالغة بنجاح مسلسله الرمضانى وتفوقه، مستندا إلى رأى أو اثنين أو أكثر على السوشيال ميديا من المهللين والراغبين فى لفت الأنظار إليهم فقط لمجرد أن يشاركه النجم الفلانى منشوره على صفحته الخاص بالفيس بوك، رغم أن رأى الشارع يكون عكس ذلك تماما، فبينما كنت أتجول عبر صفحتى على الفيس بوك، ووجدت أحد النجوم يتحدث عن نجاحه العظيم، وبعدها بأقل من ساعة ذهبت لعمى سيد بتاع الفول كى أتناول السحور، لأجد أن له رأيا آخر فى هذا النجم عندما تحدث معى عن الدراما الرمضانية، حيث أخبرنى أن النجم الفلانى كرر نفس مضمون مسلسلاته السابقة بنفس الشكل والمضمون، فمل الجمهور منه وانصرف عنه، والفنانة الفلانية استخفت بجمهورها وقدمت عملا ساذجا، فقلبت القناة عليها.
وهنا يستمر عم سيد بتاع الفول فى حديثه: «لكن فيه المسلسل الفلانى، قدم قصة حلوة رغم إن البنت البطلة لسه كان فاضل عليها شوية بس برضه عاملة دور حلو»، رأى عم سيد لاقى صدى واسعا وإعجاب كثيرين من الواقفين أمامه لشراء الفول، لأنه خارج من قلبه دون انحياز لأحد ولا مجاملة لآخر، لأنه يحدث البسطاء مثله، وهنا استفدت من رأى عم سيد أكثر بكثير من هتيفة السوشيال ميديا، لأنه تحدث عما شعر به وتضامن مع الذى عبر عنه، وتلامس مع أفكاره ومشاكله، وهذا هو النجاح أو الفشل للنجم لأن مثل عم سيد هو من يصنع النجوم أو يُفشلهم، لأن مثال مُصغر من رأى الشارع صاحب الحكم النهائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة