سلم الجيش الوطنى الليبى السلطات المصرية الإرهابى هشام عشماوى ومساعده بهاء على وحارسه الشخصى صفوت زيدان، وذلك بعد انتهاء التحقيقات الليبية مع الإرهابيين بعد القبض عليهم فى أكتوبر من العام الماضي.
موافقة القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر على تسليم عشماوى الذى يمثل الصندوق الأسود لتنظيم القاعدة فى شمال إفريقيا، أدخل الفرحة على قلوب المصريين وأسر الشهداء الذين استقبلوا خبر تسليم الإرهابى بسعادة وفرح، وذلك بسبب الجرائم الإرهابية التى نفذها عشماوى عبر عناصر متطرفة انضمت إلى تنظيمه الإرهابي.
الحقيقة أن المشير خليفة حفتر منذ بداية عملية الكرامة لتحرير ليبيا من الإرهابيين التى أطلقها فى مايو 2014 أكد فى أول حوار لوسيلة إعلام مصرية حينها – اليوم السابع – بأنه لن يسمح بتواجد أى إرهابيين أو عناصر تشكل تهديدا للأمن القومى المصري.
الحوار الذى أجريته مع المشير خليفة حفتر منذ خمس سنوات حول سبب إطلاقه لعملية الكرامة لتحرير ليبيا رغم قلة أعداد المنضمين الداعمين له، أثار بداخلى الشكوك حول صعوبة نجاح التحرك الذى يقوم به حفتر بسبب الدعم المالى والسياسى والإعلامى الضخم الذى قدمته قطر لتنظيم أنصار الشريعة الذى كان الحاكم الفعلى لليبيا قبل إطلاق عملية الكرامة.
أثبت المشير خليفة حفتر أن إرادة الشعب الليبى أقوى من حظر التسليح المفروض من الأمم المتحدة على قوات الجيش، وعكف على بناء مؤسسة عسكرية قوية قادرة على دحر الإرهاب والتطرف، والمساعدة فى إرساء السلم والأمن فى البلاد وطرد المرتزقة الأفارقة والمتطرفين المسيطرين على حقول النفط.
عقب إطلاق حفتر عملية الكرامة فى مايو 2014، دعمت جماعة الإخوان عقب سقوطها فى مصر التحركات التى تقوم بها الجماعات المتطرفة فى ليبيا، وذلك لوأد أى محاولات لبناء مؤسسة عسكرية ليبية واستعادة سلطة الدولة على المؤسسات المختطفة فى البلاد بواسطة مليشيات مسلحة.
وخلال سنوات طويلة دفع خلالها الشعب الليبى فاتورة باهظة لتحرير بنغازى من قبضة الإرهاب وحرر المنشآت النفطية، اطمأن الشعب المصرى بعد هذه التحركات التى نقلت رسالة مفادها أن حليفا قويا للدولة المصرية يطهر مدن الشرق الليبى التى ترتبط بحدود مشتركة مع مصر، وأثبت للمصريين أن الدولة الليبية ماضية فى محاربة الإرهاب والتطرف واقتلاع جذوره من البلاد.
عشرات العمليات العسكرية النوعية التى نفذتها القوات المسلحة الليبية نجحت فى إرساء الأمن والاستقرار شرق البلاد، بالإضافة لتمكن قوات الجيش من القبض على أخطر قيادات الإرهاب التى تتمركز فى مدينتى درنة وبنغازي، ما ساهم فى التوصل لمعلومات دقيقة مكنت الجيش الليبى من ملاحقة التنظيمات المتطرفة فى ليبيا، وتبادل المعلومات مع الجانب المصرى حول طبيعة التحركات التى تقوم بها الجماعات المتطرفة فى ليبيا والأطراف التى تتواصل معها تلك الجماعات فى مصر.
وأرجح تسلم السلطات المصرية لنص التحقيقات التى جرت مع الإرهابى هشام عشماوى بواسطة السلطات الليبية، وذلك بعد ثمانية أشهر من الاحتجاز فى أحد سجون مدينة بنغازي، فقد ارتكب الإرهابى عمليات إرهابية استهدفت أبناء الشعب الليبى أيضا فى بنغازى ودرنة، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية التى نفذها ضد الشعب الليبى فى مختلف المدن.
وبعد تسلم المخابرات العامة المصرية للإرهابى هشام عشماوى من السلطات الليبية، يجب توجيه شكر وتقدير واحترام إلى أبطال الجيش الوطنى الليبي، القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، وغرفة عمليات الكرامة ومعاونها العميد أحمد سالم الذى وضع خطة محاصرة عشماوى وعدد من الإرهابيين فى حى المغار بمدينة درنة.