محمود عبدالراضى

جمال شكر.. الشهيد الصائم

الجمعة، 31 مايو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"تمام يا افندم.. جمال بيه وصل" جملة تسمعها كثيراً إذا كنت ضمن المترددين على المواقع الشرطية التى يعمل بها اللواء جمال شكر فى الصباح الباكر، حيث تعود الرجل منذ تخرجه فى كلية الشرطة الحضور أول الأشخاص والانصراف آخرهم، منضبطاً فى عمله ومواعيده، لدرجة لفتت انتباه الجميع.

اللواء جمال شكر الذى لم يرزق بالأولاد، اعتبر جميع الضباط والأفراد الذين يعملون معه بمثابة أولاده، فكان قريباً منهم يسمع مشاكلهم باهتمام ويحلها، ليست معظمها مشاكل متعلقة بالعمل لكن أحياناً يغلب عليها الطابع الشخصى، فالجميع اعتبروه بمثابة الأب يبوحون له بتفاصيل مشاكلهم فيجدون دوماً لديه الحل السحرى.

من يعرف اللواء جمال شكر يعرف أنه رجل يتميز بالنشاط، فلا يهدأ أبداً، ولا يحب الجلوس على المكاتب أسفل التكييفات، وإنما يفضل العمل فى الشارع منذ أن تخرج فى كلية الشرطة وعمل فى عدة مواقع شرطية منها رئيس مباحث شبين الكوم ورئيس فرع البحث بكفر الدوار وبدر ومدير مباحث المنوفية ومدير إدارة الأسلحة والذخيرة بالأمن العام ثم مديراً لأمن أسيوط.

نشاط "اللواء شكر" يزيد فى رمضان، فهو شهر "عمل وعبادة" كما كان دوماً يتحدث لضباطه، فلا يهدأ له بالاً حتى يطمئن على رجاله الذين يؤمنون المواطنين فى الشوارع، يشد من أزرهم.

"هاطمن على أولادى قبل الإفطار"، هكذا كانت عادته طوال شهر رمضان، يتحرك بسيارته يتوقف لدى الأكمنة يصافح الأبطال الصامدون فى الشوارع أسفل حرارة الشمس المرتفعة فى نهار رمضان، فابتسامته المستمرة دوماً تزيح المتاعب.

لم يدرى "شكر" أن هذه المرة ستكون الزيارة الأخيرة لأبنائه، ليتعرض لحادث مؤسف، يفقد فيه حياته وهو صائم، ترتقى روحه الطاهرة لربها فى أيام العتق من النار.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة